فرار إلى الموت.. صواريخ الحوثي تلاحق النازحين اليمنيين
ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أنه على الرغم من نزوح عشرات الآلاف من اليمنيين ولجوئهم إلى المخيمات، لم يسلم بعضهم من القصف.
محمد حميد (15 عامًا) الذي تقع خيمته في صحراء نائية وسط اليمن لم تكن مكانا للجوء ولم تسلم من صواريخ الحوثي.
لا يتذكر حميد الكثير عن صاروخ الكاتيوشا الذي أطلقه الحوثيون على مخيمه للاجئين، جنوب مدينة الجوف، لكنه سيعيش للأبد مع النتائج: فقدان يد وعين يسرى محرومة من الإبصار.
- برد الشتاء.. النازحون اليمنيون يرتعدون من ضيف ثقيل
- اليمن: مليشيا الحوثي تتعمد استهداف مخيمات النازحين بمأرب
وطبقا للصحيفة، رأت والدته ما حدث، وقالت: "كان الأطفال يلعبون جميعهم، كان الأمر طبيعيا تماما. لكن بعد ذلك سقطت الصواريخ. كان واضحًا أنها تستهدف المخيم".
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض صواريخ الحوثيين ضربت مأرب نفسها، وهي عاصمة محافظة كانت في السابق موطنا لحوالي 400 ألف شخص، لكن عدد سكانها زاد بأكثر من مليوني نازح من أماكن أخرى في البلاد.
وقال عثمان مجاهد (26 عامًا): "كنت في المكتب خلف متجري. كان القصف عشوائيًا تماما"، روى ذلك بينما تذكر الضربة الصاروخية التي خلفت ندوبا في جسده، الأمر الذي تركه بحاجة لعدة عمليات جراحية لإنقاذ بصره وإحدى ركبتيه.
مجاهد متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وهو في الأصل من صنعاء لكنه انتقل إلى مأرب عام 2015 لتجنب تجنيده قسرًا من قبل الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة في سبتمبر/أيلول.
وقالت "رابطة أمهات المختطفين"، وهي جماعة تعمل مع السجناء السياسيين الذين احتجزتهم مختلف الفصائل التي تقاتل بحرب اليمن، إن الحوثيين اعتقلوا العدد الأكبر من المخطوفين. وقد أدى ذلك، بالإضافة إلى الخوف من التجنيد الإجباري، إلى فرار مئات الآلاف.
وجاء معظم الفارين إلى مأرب التي كان ينظر إليها باعتبارها آمنة نسبيًا، حيث بقية المدن إما يمزقها الاقتتال وإما معرضة للخطر من جانب تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى. فيما تعاني أجزاء أخرى من المجاعة التي تسببت فيها الحرب.
وقالت وكالات الإغاثة إن الحوثيين استهدفوا عن عمد مخيمات اللاجئين ومناطق المدنيين لنشر الإرهاب مع تقدمهم باتجاه مأرب، بحسب الصحيفة.
وأوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها لاحظت هذا الاتجاه منذ فبراير/شباط من العام الجاري عندما بدأ الحوثيون شن هجمات جماعية على خطوط الحكومة.
وفي هذا الشهر وحده، أصابت صواريخ الحوثيين 4 مخيمات للاجئين في شمال غرب مأرب، بما فيها المخيم الذين كان يعيش فيه الصغير محمد حميد وعائلته.
وقالت أفراح ناصر، الباحثة المتخصصة بشؤون اليمن في "هيومن رايتس ووتش"، إن "هجمات المدفعية والصواريخ العشوائية التي يطلقها الحوثيون تجاه المناطق المأهولة بالسكان في مأرب عرضت النازحين والمجتمعات المحلية لخطر داهم".