"بيبي كولومبو" يبدأ رحلته لاستكشاف لغز عطارد
مهمة "بيبي كولومبو" أطلقت في 2018، وهو يدور في مدار حول الشمس منذ سنة على مسافة مشابهة للمسافة التي تفصل هذه الأخيرة عن الأرض
حلق القمر الصناعي "بيبي كولومبو" المخصص لاستكشاف عطارد فوق الأرض، الجمعة، واستغل قوة الجاذبية لإعادة توجيه مساره ومواصلة رحلته الطويلة إلى أقرب الكواكب إلى الشمس.
ومرت مسبارات وكالتي الفضاء الأوروبية (إيسا) واليابانية (جاكسا) داخل القمر الصناعي على مسافة 12700 كيلومتر من سطح الأرض في الساعة 4,25 بتوقيت جرينتش فوق نصف الكرة الجنوبي قبل انطلاقه إلى وجهته النهائية في ختام مناورة تساعده على الاستفادة من قوة الجاذبية.
وأطلقت مهمة "بيبي كولومبو" في أكتوبر(تشرين الأول) 2018، وهو يدور في مدار حول الشمس منذ سنة على مسافة مشابهة للمسافة التي تفصل هذه الأخيرة عن الأرض، ومن المقرر أن يوضع في المدار حول عطارد في 2025 في نهاية مسار معقد، لأنه من الصعب جدا الوصول إلى أصغر الكواكب في النظام الشمسي.
وقالت إلسا مونتانيون، التي تدير العمليات من مركز وكالة الفضاء الأوروبية في دارمشتات في ألمانيا، إنه لو تم إطلاق القمر الصناعي مباشرة نحو عطارد، لكان وصل إلى الكوكب بسرعة يتحتم معها إجراء مناورة عملاقة لكبح السرعة بهدف النجاح في وضعه في المدار، نظرا إلى جاذبية الشمس القوية.
وكانت عملية الكبح هذه لتحتاج إلى كمية كبيرة من الوقود لمركبة فضائية بهذا الحجم،
ومن هنا كان خيار توجيهه في مسار غير مباشر واستخدام الجاذبية الطبيعية للأرض ثم لكوكب الزهرة ما سيسمح للقمر الصناعي بالتباطؤ الطبيعي خلال رحلته.
وخلال المناورة الأولى التي تمت الجمعة، جذبت الأرض المركبة الفضائية ما أدى إلى فقدان نسبة من قوتها الأمر الذي سمح لها بالفرملة، وسار التحليق فوق الأرض "بشكل جيد"، ودخل "بيبي كورومبو" بعد ذلك في مرحلة كسوف لـ30 دقيقة في ظل الأرض، وهي فترة دقيقة لكنها سارت بشكل جيد.
وأوضحت مديرة العمليات: "من المقلق جدا عندما تكون أشعة الشمس محجوبة عن الألواح الشمسية لمركبة فضائية، عندما رأينا أن الخلايا الشمسية انطلقت مجددا لتوليد تيار كهربائي، علمنا أن (بيبي كولومبو) خرجت أخيرا من ظل الأرض وباتت مستعدة لمواصلة رحلتها بين الكواكب".
ويتجه القمر الصناعي نحو كوكب الزهرة الذي سيحلق فوقه مرتين هذا العام، قبل أن يدفع بنفسه نحو وجهته النهائية.
ومن المفترض أن تدرس الأدوات العلمية المزودة بها هذه المركبة الفضائية تكوين عطارد من أجل حل لغز هذا الكوكب المحترق الأقل استكشافا بين الكواكب الصخرية الأربعة في النظام الشمسي، وفهم تطور هذا النظام بأكمله.