"دمى شبيهة بالأطفال".. حيلة عائلات إيرانية لعدم الإنجاب
مصممة الدمى أن العديد من الأُسر في إيران تختار إنجاب طفل واحد بسبب الظروف الاقتصادية
بخدود وردية ورموش رقيقة ورأس مغطى بالشعر تستخدم بعض الأُسر الإيرانية دمى شبيهة بالأطفال الرضع، تبدو وكأنها مفعمة بالحياة، بديلاً عن إنجاب مزيد من الأطفال.
بدأت مريم أجايي (24 عاماً) تصميم هذه الدمى لأول مرة كهواية، حيث تلون بعناية وجه الرضيع، المصنوع من السيليكون، وتختار ملابس مناسبة له تجعله يبدو أقرب قدر الإمكان إلى الرضيع الحي، وفقاً لوكالة "رويترز".
لكن بعد أن أكملت دمية (ريبورن) الثانية، بدأت تكثر الطلبات عليها لشراء هذه الدمى.
وقالت مريم: "العديد من زبائن دمى الأطفال هذه هم أولئك الذين يشكو أطفالهم من الشعور بالوحدة، يريدون أخاً أو أختاً، فيزودهم الآباء بهذه الدمى لوقف تذمرهم وشكواهم".
وأضافت مصممة الدمى أن العديد من الأُسر في إيران تختار إنجاب طفل واحد بسبب الظروف الاقتصادية.
وتابعت: "عادة إنجاب طفل واحد ترجع إلى حد كبير للنفقات والوضع الاقتصادي، لكنهم لا يدركون أن وجود أخ فعلي لا يمكن استبداله بهذه الطريقة".
ويمكن أيضاً استخدام دمى "ريبورن" في مواساة الأمهات الثكالى اللائي يشعرن بالحزن لموت رضيع لهن، لكن الأم موجان زبيبور تستخدم هذه الدمية رفيقة لطفلتها البالغة من العمر 5 سنوات.
فباران، ابنة موجان، تقيم حفلات شاي مع الدمية وتبقيها قريبة عندما تذهب إلى النوم.
وقالت موجان إنها قررت الحصول على الدمية بعد أن طلبت ابنتها مرارا أن يكون لها أخ أو أخت.
وأضافت: "الشعور باحتضان هذه الدمية يشبه تماماً الوقت الذي كانت طفلتي فيه رضيعة، عندما احتضنتها تذكرت بالضبط عندما كانت طفلتي رضيعة، في هذه الأيام لا يمكن للأسر أن تفكر في إنجاب ثلاثة أو أربعة أطفال".
وقال علماء النفس وخبراء تنظيم الأسرة إنه من الشائع جداً أن تبحث الأُسر عن وسائل أخرى لملء الفراغ الذي يشعر به الطفل عندما يكون وحيداً، فالبعض يلجأ إلى اقتناء حيوانات أليفة بينما يلجأ آخرون إلى أساليب غير معتادة مثل الدمى.
وذكرت وزارة الصحة الإيرانية في وقت سابق من الشهر الجاري أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن إيران ستصبح أكثر دول العالم شيخوخة خلال الثلاثين سنة المقبلة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الصحة الإيرانية أن 10% من سكان إيران من كبار السن مع انخفاض معدل النمو السكاني إلى أقل من 1%.
وأوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان أن التغيير الذي يحدث لسكان إيران يرجع إلى حد كبير إلى زيادة التعليم فيما يتعلق بالصحة العامة والإنجابية، فضلاً عن الانخفاض الحاد في معدل الخصوبة والوفيات في جميع أنحاء البلاد.
وقال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في يوليو/تموز إن إيران "ستتخلف عن الآخرين" لو استمر الانخفاض في عدد سكانها.