بكتيريا تحارب تغير المناخ.. كيف تؤدي دورها في المعركة؟
كشفت دراسة جديدة، عن نتائج مذهلة حول الكائنات الحية الدقيقة التي تلعب دورا حاسما في التخفيف من انبعاثات غاز الميثان.
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك لعلم الأحياء الدقيقة البحرية بألمانيا، عن نتائج مذهلة حول الكائنات الحية الدقيقة التي تلعب دورا حاسما في التخفيف من انبعاثات غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وغالبا ما يتم إطلاق غاز الميثان بكميات كبيرة من البحيرات، مما يشكل تهديدا خطيرا للبيئة. ومع ذلك، يمكن لبعض الكائنات الحية الدقيقة، المعروفة باسم "الميثانوتروف"، استخدام الميثان في النمو وتوليد الطاقة، وتعمل بشكل فعال كمرشح بيولوجي يمنع هذا الغاز الضار من الوصول إلى الغلاف الجوي.
وتكشف الدراسة، التي نشرت في مجلة " نيتشر كومينيكيشنز"، أن هذه الميثانوتروف، وخاصة مجموعة معينة من البكتيريا المؤكسدة للميثان (MOB)، تظل نشطة حتى في المياه الخالية من الأكسجين، مثل أعماق بحيرة زوغ في سويسرا.
ويتحدى هذا الاكتشاف الافتراضات السابقة، حيث يوضح أن هذه البكتيريا يمكنها أكسدة الميثان بدون الأكسجين، باستخدام مسارات استقلابية بديلة، مثل التخمر المعتمد على الميثان ونزع النتروجين.
وتقول جانا ميلوكا، رئيسة مجموعة أبحاث الغازات الدفيئة في جامعة كاليفورنيا: "يوضح بحثنا أن البكتيريا المؤكسدة للميثان، ضرورية للتحكم في انبعاثات الميثان في البيئات المحرومة من الأكسجين، ومن المرجح أن يصبح دورها أكثر أهمية مع زيادة ظروف نقص الأكسجين في البحيرات المعتدلة".
وتسلط الدراسة الضوء على قدرة هذه الكائنات الحية الدقيقة على تقليل انبعاثات الميثان الحالية والمستقبلية بشكل كبير، مما يوفر حلا بيولوجيا للمساعدة في التخفيف من تغير المناخ.