سماد عضوي مبتكر من مخلفات الفطر.. يحتجز الكربون ويخنق الميثان
بعد سنوات من التركيز الدولي على الفوائد الكامنة في مخلفات زراعة الفطر (المشروم)، اقترب طلاب روس من ابتكار سماد عضوي من تلك الفضلات بوسعها احتجاز الكربون وخفض انبعاثات الميثان.
وبحسب ما نقله موقع "روسيا اليوم" عن وكالة "تاس"، فإن الابتكار قدمه طلاب من جامعة كورسك الروسية، وهو معني بتطوير سماد عضوي يعتمد على مخلفات إنتاج الفطر بغرض خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
- الفحم الحيوي «كنز» بقايا المحاصيل.. فوائده للزراعة والمناخ
- سماد عضوي منزلي.. شاب سوري يبتكر مهنة خضراء "مربحة" من بقايا الطعام
ونقلت الوكالة عن كريستينا كافونباييفا مبتكرة المشروع، قولها إن الفكرة قائمة على تطوير تكنولوجيا لتسخين نفايات إنتاج الفطر للحصول على الفحم الحيوي الذي سيعمل بدوره كسماد عضوي.
من ناحية أخرى، يعمل الابتكار على كبح غاز الميثان، لأن ترك تلك النفايات للتعفن في مكب النفايات سينتج عنه غاز الميثان، الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد ثاني أكسيد الكربون كعامل في ظاهرة الاحتباس الحراري.
الابتكار الروسي
وقالت: "التكنولوجيا التي قدمناها لمعالجة مخلفات الفطر حراريا ستسمح بتحويل الكربون المتراكم في كتلة الفطر إلى الكربون العضوي في التربة، مما يزيد من خصوبة التربة، وبشكل عام، يقلل من سرعة تدفقات ثاني أكسيد الكربون في التربة".
وبحسب كافونباييفا، فإن هذا النوع من الأسمدة العضوية يمكن استخدامه من قبل الشركات، نظرا لوتيرة نمو إنتاج الفطر في روسيا.
وأضافت: "فكرتنا تتمثل على وجه التحديد في تحقيق مبدأ معالجة المواد الخام الثانوية، مما سيسمح للشركات بالحد من مساحات مستودعات مواد النفايات، مما سيؤدي إلى تجنب تراكم النفايات التي تتحلل وتؤثر سلبا على البيئة وتكون مصدرا لغازات الدفيئة".
وتجري الآن بمساعدة المنحة المالية التي قدمها صندوق دعم الابتكارات بمبلغ 500 ألف روبل، البحوث العلمية الميدانية. ويمر المشروع بمرحلة التنفيذ، أما المنحة المالية فستساعد، بحسب كافونباييفا، في إدخال تعديلات في المشروع والمنتج ودراسة خصائصه بمزيد من التفصيل.
ما هو الفحم الحيوي؟
الفحم الحيوي "Biochar" هو ابتكار معروف يصنع من بقايا المحاصيل، ويمكنه سحب ثاني أكسيد الكربون الفائض على نطاق واسع وتسميد التربة.
ويستخدم الفحم الحيوي في إنتاج الأعلاف الغنية، ويتميز بتوفير مياه الري حيث يُضاف للتربة ليجعلها أغنى وأكثر خصوبة.
ويعد الفحم الحيوي أحد حلول الاستدامة كونه مادة غنية بالكربون ويمكنه الصمود في التربة لآلاف السنين؛ ما يجعله وسيلة فعّالة لاحتجاز الكربون لعدة قرون، وبالتالي التخفيف من الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
ويأتي ذلك بينما يدعو علماء المناخ إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
اهتمام دولي بمخلفات الفطر
وفي الولايات المتحدة، تجري عدة شركات تكنولوجية ناشئة اختبارات متعددة للتوصل إلى كيفية استغلال المخلفات الناتجة عن زراعة الفطر.
وتتكون المواد الحية المتبقية بعد نمو الفطر من نشارة الخشب وكريات الصويا المنسوجة من خلال الميسليوم (الغزل الفطري وهو الجزء النباتي الأخضر الذي يوجد في الفطر) وهو ما يعني كون تلك الفضلات نوعا فريدا من النفايات.
ويعتقد أن لتلك البقايا استخدامات محتملة عديدة؛ كسماد، أو كوسيلة لتطهير التربة، أو كوقود حيوي، أو ببساطة لزراعة المزيد من الفطر.