كشف حساب حكومة العراق بـ2020.. إنجازات وإخفاقات
قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، السبت، إن حكومته أبعدت العراق عن شبح الحرب، وإنها لن تسمح بانهيار البلاد.
وفيما يشبه تقديم كشف حساب عن إنجازات وإخفاقات حكومته للعراقيين، استعرض رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال جلسة مع عدد من الوزراء وأساتذة الجامعات، أهم التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهت حكومته خلال عام 2020.
وقال الكاظمي إن "مهمته تتركز على تحقيق الإصلاح المؤسساتي واسترجاع قوة الدولة العراقية".
وأضاف خلال الجلسة الحوارية، بحسب بيان، لمكتبه، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، أن "العراق استعاد خلال الـ 6 أشهر الماضية عافيته وثقته بإمكاناته، وأن القوات الأمنية أصبحت أكثر ثقة وصلابة واستعادت علاقتها مع الناس، والجيش أضحى أكثر انسجاماً، وهو مستعد في أي لحظة لحماية الشعب ضد أي خطر".
وعن عام 2020 قال الكاظمي :" كان عاماً صعباً على الإنسانية مع تفشي وباء كورونا، والأزمة الاقتصادية، وتحديات أمنية وسياسية، وفي العراق كانت الأزمة أكثر تعقيداً، خسرنا أرواحا غالية، وعانينا كثيرا".
وتابع "نبدأ عامنا الجديد 2021 بالأمل، المحنة قد عَدّت، ونفتتح عهداً جديداً نحتاج فيه إلى التماسك والاستمرار في منهج الإصلاح".
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن "الأزمة والحراك الاجتماعي بكل ما نتج عنه، يمثلان ناقوس خطر للجميع بأن الوطن في خطر.. والشعب فقد ثقته ليس بالقوى السياسية فحسب، بل بالدولة العراقية ومؤسساتها".
وأوضح الكاظمي أن "الحكومة جاءت وسط كل هذه الأزمات الكبرى، وعملت منذ اللحظة الأولى على تفكيك هذه الأزمات وتقليل آثارها على العراقيين ومستقبل أجياله"، مؤكداً أن الحكومة "أبعدت شبح صراع إقليمي ودولي كان من الممكن أن يدخل العراق في سلسلة طويلة من الحروب".
وفيما يخض العلاقات الخارجية، قال:" أقول بثقة اليوم إن 6 أشهر من عمل هذه الحكومة كانت كفيلة بأن يتمتع العراق بأقوى منظومة للعلاقات والثقة الإقليمية والدولية به وبحكومته لم يشهدها منذ عقود طويلة.. اليوم كل جيراننا والعالم يسعون إلى دعم العراق والتعاون معه حتى ينهض من كبوته".
وأردف بالقول :" لقد أدرك الجميع أن التوازنات الإقليمية والدولية بحاجة إلى عراق قوي متماسك موحد، وهذا لم يأت من فراغ بل من عمل وجهد وحسن نية وصراحة في التعامل مع الجميع".
وبشأن موعد إجراء الانتخابات المبكرة في يونيو/ حزيران المقبل، أكد الكاظمي أنه "لقد قطعنا أشواطا كبيرة فيها، لدينا الآن قانون انتخابي ومفوضية للانتخابات، وقانون تمويل الانتخابات، ولم يبق أمامنا سوى تشكيل المحكمة الاتحادية التي نعمل عليها مع السلطات الأخرى بكل قوة".
وحول الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، أوضح، أنه :"مثلما تأثر العالم بالأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا، تأثر العراق كذلك، لكن وقعها علينا كان أصعب، وللأسف الحكومات السابقة لم تخطط لمثل هذه الأزمات".
وتابع أن "العراق لم يشهد أي تنمية، بل تم تدمير صناعته وزراعته وتعليمه ونظامه الصحي، خلال العقود الأخيرة"، مضيفاً أن "الاقتصاد العراقي أصبح رهنا لأسعار النفط، في أجواء اقتصادية هزيلة مع تفشي وباء كوورنا، لافتاَ إلى أن "الفساد أكل الأخضر واليابس".
وأما بخصوص البرنامج الإصلاحي الحكومي، قال الكاظمي: "كفى مزايدات على حساب العراق.. الموازنة والورقة البيضاء ليست مجرد إصلاحات شكلية لمجاملة بعضنا، بل هي جهد تؤيده كل المؤسسات الاقتصادية الدولية وكل الخبراء المعتبرين، علينا أن نتلمس جراح العراق العميقة، يكفي نزفا لأموال العراق وإمكاناته وموارده".
واستدرك:"استطعنا توفير رواتب الموظفين، وأجرينا إصلاحات وأعددنا ورقة بيضاء قادرة على مواجهة هذه الأزمة والأزمات المقبلة، ولن نسمح بانهيار العراق أو إفلاسه كما أفلست دول أخرى".
وأضاف:" حمينا الطبقات الفقيرة في الموازنة، وسنبدأ بتطبيق الورقة البيضاء، والأهم تبني الموازنة العمل والاستثمار في المشاريع الكبرى التي ستعمل على توفير فرص عمل للشباب، وإنعاش السوق حتى يصبح العراق مصدرا للصناعة والزراعة وليس للنفط فقط".
وأكد الكاظمي أن حكومته أسست لجنة مكافحة الفساد والجرائم الاستثنائية، مضيفا :" لأول مرة نجد رؤوسا كبيرة في السجن لا يحميها حزب ولا متنفذون، ومستمرون في ذلك، وسيكون عام 2021 عام كشف الحقائق الكبرى الخاصة بالفساد الذي أثّر في الاقتصاد والتنمية".