الكاظمي يتجول ليلا ببغداد.. رسائل لمليشيات إيران
يبدو أن الصدام بين العراق والمليشيات المدعومة من إيران دخل مرحلة الحسم والمواجهة المباشرة بعد تصعيد المليشيا بصواريخ الكاتيوشا ضد البعثات الأجنبية.
وفيما أجرى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي جولة بشوارع بغداد للوقوف على الحالة الأمنية، كثفت القوات العراقية من انتشارها في العاصمة بغداد، ليلة أمس الجمعة، بعد أنباء عن تحرك مليشيا "عصائب أهل الحق" الموالية لطهران، للنزول إلى منطقة الكرادة للتظاهر.
وفي محاولة للضغط على الحكومة العراقية أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي نزول مسلحين تابعين لـ"عصائب أهل الحق"، وهم يهددون حكومة الكاظمي والقوات الأمنية في حال التعرض إلى زعيمهم المدعو "قيس الخزعلي"، لكن عقب ذلك انسحبت المليشيات من الشوارع، بعد إطلاق سراح عنصر المتهم بتنفيذ الهجمات الصاروخية المدعو "حسام الازيرجاوي".
وبحسب مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، فإن السلطات العراقية المختصة تعهدت بمحاسبة وسجن ضابط في وكالة الاستخبارات الاتحادية يدعى المقدم مصطفى عبدالجبار محمد.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن الضابط المذكور وقع على كتاب رسمي، سرب إلى الإعلام، يفيد بالتوصل إلى اتفاق بين الاستخبارات ومليشيا "العصائب" يقضي بفك حصار عسكري فرضه عناصر التنظيم المنضوي ضمن فصائل "الحشد الشعبي" على مقر الوكالة الحكومية، بمنطقة الكرادة، مقابل موافقة السلطات عل تسليم القيادي الموقوف المدعو حسام الزيرجاوي.
فيما سارعت وزارة الداخلية العراقية إلى نفي الواقعة، وقالت، في بيان، إنه "ما تم تداوله بخصوص تسليم أحد المتهمين بعد تداول كتاب مزور غير صحيح جملة وتفصيلا، وتضمن معلومات كاذبة تهدف لإضعاف ثقة المواطنين والرأي العام حول عزم الوزارة تسليم المطلوب".
وأكدت "الداخلية" أنها لن تدخر جهداً في "تقديم المزورين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وتزامنت التطورات مع تبني فصيل غير معروف يطلق على نفسه اسم "سرية قاصم الجبارين" ويعتقد أنه مرتبط بمليشيا"العصائب"، شن أربع عمليات استهدفت أرتالا لوجستية تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن الخميس الماضي.
ووسط تعقيدات الوضع الأمني، ظهر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يقود سيارته برفقة، قائد قوات مكافحة الإرهاب عبدالوهاب الساعدي عند ساعات متأخرة في شوارع العاصمة في رد سريع وعاجل على تهديد المليشيات التابعة لإيران.
وتجول الكاظمي في أكثر من منطقة ببغداد، متنقلاً ما بين الكرخ والرصافة، وقام بزيارة مرقد الإمام الكاظم بشمال العاصمة برفقة عدد من القادة العسكريين.
وكتب الكاظمي على حسابه في "تويتر" بالتزامن مع جولته، قائلا: "أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات، عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة، بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون".
وأضاف: "طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية أخرى، ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر".
وفي خضم تلك التطورات، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مساء الجمعة، إيران إلى إبعاد العراق عن صراعاتها لأنه ليس طرفا فيها.
وقال الصدر، في تغريدة عبر "تويتر": إن "العراق وقع ضحية الصراع الأمريكي-الإيراني، وقد تضرر بصورة لا يصح السكوت عنها، وكأنه ساحة لصراعاتهما العسكرية والسياسية بسبب ضعف الحكومة وتشتت الشعب".
ودعا إيران إلى أن "تبعد بلاده عن صراعاتها، وأن تحفظ للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال"، مؤكد أن "العراق لن يتبع لأحد مهما كان، ولن يخضع ولن يركع".
وفي وقت سابق السبت، أكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، السبت، أن بغداد آمنة، وأن القوات العراقية منتشرة في كل مكان لحماية البعثات الدبلوماسية.
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن "قيادة العمليات المشتركة لديها الإمكانيات والقدرات على إيقاف أي حالة تدهور للوضع الأمني".
وأضاف أن "العاصمة بغداد تتمتع بها استقرار أمني من خلال قيادة عمليات بغداد، والعناصر المنتشرة من وزارتي الدفاع والداخلية، وهي تعمل بجهد كبير وبكفاءة وإمكانيات عالية جداً لتأمين العاصمة".
وكان وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، أعلن قبل يومين، اعتقال أحد المتورطين بهجمات ليل الأحد الماضي، كاشفاً في الوقت ذاته، عن إفشال مخططات حاولت مليشيات تنفيذها تجاه المنطقة الخضراء.
وتتهم فصائل موالية لإيران من بينها "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله العراقي"، بشن هجمات تستهدف المصالح الأمريكية وقواعد التحالف الدولي في العراق.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA==
جزيرة ام اند امز