الأحداث السياسية الجارية على أرض العراق موقوتة بصواريخ المليشيات، التي أصبحت مثل بوق إنذار.
مَنْ يدوّر ساعة الصواريخ؟ ومَنْ يمتلك أزرار الضغط عليها في الوقت المناسب؟ لا يحتاج المرء إلى عناء كبير ليعرف مَنْ هم الذين يمتلكون مفاتيح وأسرار إطلاق الصواريخ التي تستهين بكيان الدولة العراقية غير القادرة على الدفاع عن نفسها. لكن في الوقت نفسه تشعر هذه المليشيات أن أجلها محتوم في ظل تطور الظروف السياسية. وهي تتآكل شيئًا فشيئًا أمام تطور الأحداث ولا تمتلك قدرة التواصل أو التكيف معها، لذلك أصبحت المنطقة الخضراء، تلك البقعة التي أرادها السياسيون القاطنون فيها أن تكون بحيرة هادئة لكنها أصبحت رغمًا عنهم بركانًا يغلي من الداخل رغم مظاهر الرفاهية والطمأنينة التي ترفل بها. وما يعزز هذه الصورة نظرة العراقيين إلى هذه المنطقة التي تستأثر بكل المغانم من أجل إفقار المناطق الأخرى في بغداد، مما يُشعل جذور الغضب والثورة في نفوس العراقيين المحرومين من أبسط الخدمات: الكهرباء.
تحمل المنطقة الخضراء رموزًا كثيرة، فهي رمز السلطة القديمة والجديدة في آن، أرض مقتطعة من بغداد، ومسيجة بالأسوار الشاهقة من أجل حماية السياسيين الذين يقودون العملية السياسة التي أثبتت فشلها.
يمكن القول إن الأحداث السياسية الجارية على أرض العراق موقوتة بهذه الصواريخ التي أصبحت مثل بوق إنذار وجسا لنبض إيقاع السياسة الأمريكية الإيرانية والعراقية، وإلا لماذا تم توقيت إطلاق صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واجتماعه مع مسؤولين عراقيين، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ودون أن تصدر أي جهة مليشياوية أو أحزاب سياسية إدانتها؟
لماذا تقوم هذه المليشيات المسلحة بتوقيت الهجوم الصاروخي متى ما شاءت أجندتها؟
مما لا شك فيه أن هذه المليشيات التي تستلم الدعم المالي الإيراني راحت في الآونة الأخيرة تستشعر، مع فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن في الانتخابات، من تفاهمات سرية بين إيران وأمريكا تصب في التوجه الحد من فاعليتها أو نحو استئصالها من الواقع العراقي.
تعاني إيران من ضغوط العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وشحة تصدير النفط الإيراني، وتزايد الاحتجاجات الشعبية، ووصول الإصابات بكورونا إلى 25 مليون إيراني، وغيرها من هذه العوامل التي تلقي بظلالها على الوضع العراقي؛ حيث أصبحت المليشيات ورقة ضغط بيد إيران من أجل إقامة أية تفاهمات سرية مع واشنطن، كأنها دمى تلعب بها إيران دون أن يهمها مصير العراق أو إلى أين يتجه، وهو في أضعف حالته، في جهاز حكومي مترهل، ودولة تقترض الأموال لدفع رواتب موظفيها.
أما الرسالة التي جسدتها الصواريخ الأخيرة والتي قتلت المدنيين من بينهم طفلة بريئة، "أدانتها منظمة اليونسييف" فتريد أن تفصح عن أن المليشيات العراقية لا تعير اهتماما للتهدئة التي من الممكن أن تحدث بين إيران وأمريكا من أجل الضغط على الأخيرة؛ لأن هذه المليشيات تتصرف بعقلية المرتزقة كما هو شائع في العالم.
أحزاب السلطة أو أحزاب الإسلام السياسي ظلت صامتة إزاء الصواريخ السبعة التي أطلقتها المليشيات على رمز سلطتها، المنطقة الخضراء المحصنّة، على الرغم من أن السفارة الأمريكية الموجودة فيها قادرة على مواجهة هذه الصواريخ بمنظومة "سي رام" التي تحرّف توجهها. لكن موضوع هذا القصف وجوهره هو رسالة معنوية لإيصال رسائلها على إيقاع الصواريخ لا الكلمات أو الحوار أو الحنكة السياسية؛ لأنها فاقدة هذه الآليات، مما يدل على أن عشوائيتها عمل استفزازي ليس إلا من دون تحقيق أية مكاسب، إلا في تعكير صفو سياسة الكاظمي التي تتعارض مع هذه المليشيات وتوجهاتها خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات. كما تعمل هذه الصواريخ على استفزاز وتعكير سياسة العراق في الانفتاح على محيطه العربي، خاصة بعد افتتاح معبر عرعر، وما يمكن أن يجنيه العراق من مكاسب اقتصادية، إضافة إلى ما يسببه من تهديد السلم الاجتماعي المفقود أصلاً، ولا تؤثر على ترامب وإدارته في الوقت الحاضر.
من الواضح أن هذه الصواريخ الموقوتة تعمل على عدم إضعاف الاستقرار في العراق، ويدرك الكاظمي أن غالبية هذه المليشيات تعمل تحت ستارة الحشد الشعبي، وهي المؤسسة الولائية المذهبية الموالية لإيران قلبًا قالبًا، والتي يعجز أي رئيس وزراء أن يكبح جماحها وأجندتها المرسومة مسبقًا من دولة أخرى، وهي إيران، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى التلويح بغلق سفارتها في بغداد مرارًا. كما تدرك الولايات المتحدة أيضًا أن التنظيم الفاعل في إطلاق هذه الصواريخ هي كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق المتطرفين، وتفوق ترسانة أسلحة المليشيات أسلحة الجيش العراقي.
وهذه الحادثة وما سبقها يشير إلى أن موضوع السلاح المنفلت الذي أشرنا إليه في مقالات سابقة يبقى في موقع الصدارة، وهو ما لا يتمكن الكاظمي الذي لا يستند إلى قوى سياسية بعينها غير قادر على السيطرة عليها؛، لأنها جزء من دعائم الحكم الشيعي في العراق. وهذا ما يجعل الكاظمي مضطرًا إلى مسك العصا من الوسط في عملية توازن واهية لا تستمر طويلاً، لأنه على علم بأن إطلاق هذه الصواريخ يتم بإيعاز من إيران. وهو ما يضع الكاظمي في حيرة وارتباك، عاجزا عن التوفيق بين خصمين لدودين: إيران والولايات المتحدة، يدفع العراق فاتورة باهظة الثمن.
سيون القاطنون فيها أن تكون بحيرة هادئة لكنها أصبحت رغمًا عنهم بركانًا يغلي من الداخل رغم مظاهر الرفاهية والطمأنينة التي ترفل بها. وما يعزز هذه الصورة نظرة العراقيين إلى هذه المنطقة التي تستأثر بكل المغانم من أجل افقار المناطق الأخرى في بغداد مما يُشعل جذور الغضب والثورة في نفوس العراقيين المحرومين من أبسط الخدمات: الكهرباء.
تحمل المنطقة الخضراء رموزًا كثيرة، فهي رمز السلطة القديمة والجديدة في آن، أرض مقتطعة من بغداد، ومسيجة بالأسوار الشاهقة من أجل حماية السياسيين الذين يقودون العملية السياسة التي أثبتت فشلها.
يمكن القول أن الأحداث السياسية الجارية على أرض العراق موقوتة بهذه الصواريخ التي أصبحت مثل بوق انذار وجس لنبض ايقاع السياسة الأمريكة الايرانية والعراقية وإلا لماذا تم توقيت اطلاق صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واجتماعه مع مسؤوولين عراقيين دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ودون أن تصدر أية جهة مليشياوية أو أحزاب سياسية ادانتها؟
لماذا تقوم هذه المليشيات المسلحة بتوقيت الهجوم الصاروخي متى ما شاءت أجندتها؟
مما لا شك فيه، إن هذه المليشيات التي تستلم الدعم المالي الإيراني، راحت في الآونة الأخيرة تستشعر، مع فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن في الانتخابات، من تفاهمات سرية بين إيران وأمريكا تصب في التوجه الحد من فاعليتها أو نحو استئصالها من الواقع العراقي.
تعاني إيران من ضغوط العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وشحة تصدير النفط الإيراني، وتزايد الاحتجاجات الشعبية، ووصول الاصابات بكورونا إلى 25 مليون إيراني وغيرها من هذه العوامل التي تلقي بظلالها على الوضع العراقي بحيث أصبحت المليشيات ورقة ضغط بيد إيران من أجل إقامة أية تفاهمات سرية مع واشنطن، كأنها دمى تلعب بها إيران دون أن يهمها مصير العراق أو إلى أين يتجه، وهو في أضعف حالته، في جهاز حكومي مترهل، ودولة تقترض الأموال لدفع رواتب موظفيها.
أما الرسالة التي جسدتها الصواريخ الأخيرة والتي قتلت المدنيين من بينهم طفلة بريئة، "أدانتها منظمة اليونسييف" فتريد أن تفصح عن أن المليشيات العراقية لا تعير اهتمامًا للتهدئة التي من الممكن أن تحدث بين إيران وأمريكا من أجل الضغط على الأخيرة لأن هذه المليشيات تتصرف بعقلية المرتزقة كما هو شائع في العالم.
أحزاب السلطة أو أحزاب الإسلام السياسي ظلت صامتة إزاء الصواريخ السبعة التي أطلقتها المليشيات على رمز سلطتها المنطقة الخضراء المحصنّة، رغم أن وهذا السفارة الأمريكية الموجودة فيها قادرة على مواجهة هذه الصواريخ بمنظومة "سي رام" التي تحرّف توجهها. لكن موضوع هذا القصف وجوهره هو رسالة معنوية لايصال رسائلها على ايقاع الصواريخ لا الكلمات أو الحوار أو الحنكة السياسية لأنها فاقدة لهذه الآليات، مما يدل على أن عشوائيتها عمل استفزازي ليس إلا من دون تحقيق أية مكاسب إلا في تعكير صفو سياسة الكاظمي التي تتعارض مع هذه المليشيات وتوجهاتها خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات. كما تعمل هذه الصواريخ على استفزاز وتعكير سياسة العراق في الانفتاح على محيطه العربي، وخاصة بعد افتتاح معبر عرعر وما يمكن أن يجنيه العراق من مكاسب اقتصادية. إضافة إلى ما يسببه من تهديد السلم الاجتماعي المفقود أصلاً، ولا تؤثر على ترامب وإدارته في الوقت الحاضر.
من الواضح إن هذه الصواريخ الموقوتة تعمل على عدم اضعاف الاستقرار في العراق، ويدرك الكاظمي أن غالبية هذه المليشيات تعمل تحت ستارة الحشد الشعبي، وهي المؤسسة الولائية المذهبية الموالية لايران قلبًا قالبًا، والتي يعجز أي رئيس وزراء أن يكبح جماحها وأجندتها المرسومة مسبقًا من دولة أخرى، وهي إيران مما دفع الادارة الأمريكية إلى التلويح بغلق سفارتها في بغداد مرارًا. كما تدرك الولايات المتحدة أيضًا أن التنظيم الفاعل في اطلاق هذه الصواريخ هي كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق المتطرفين وتفوق ترسانة أسلحة المليشيات أسلحة الجليش العراقي.
وهذه الحادثة وما سبقها يشير إلى أن موضوع السلاح المنفلت الذي أشرنا إليه في مقالات سابقة يبقى في موقع الصدارة، وهو ما لا يتمكن الكاظمي الذي لا يستند إلى قوى سياسية بعينها غير قادر على السيطرة عليها، لأنها جزء من دعائم الحكم الشيعي في العراق. وهذا ما يجعل الكاظمي مضطرًا إلى مسك العصا من الوسط في عملية توازن واهية لا تستمر طويلاً لأنه على علم بأن اطلاق هذه الصواريخ يتم بإيعاز من إيران. وهو ما يضع الكاظمي في حيرة وارتباك، عاجزًا عن التوفيق بين خصمين لدودين: إيران والولايات المتحدة، يدفع العراق فاتوة باهظة الثمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة