دويتشه فيله: مقتل البغدادي يفضح علاقة أردوغان بـ"داعش"
إذاعة صوت ألمانيا تقول إن موقع مقتل البغدادي، الذي يبعد بضعة أميال عن الحدود التركية، يثير شكوكا حول علاقة التنظيم بنظام أنقرة
قالت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، الأربعاء، إن مقتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي واعتقال شقيقته على بعد أميال من الحدود التركية، أثار الشكوك حول علاقة حكومة أنقرة بالتنظيم الإرهابي.
- البغدادي في آخر أيامه.. "مدمر نفسيا" وتنكر في هيئة راع
- صحيفة: البغدادي اشترى من القاعدة مخبأه بإدلب مقابل 67 ألف دولار
وفي تقرير نشرته على نسختها الألمانية أضافت الإذاعة "عندما أعلنت الحكومة الأمريكية مقتل البغدادي الأسبوع الماضي، عمّ الارتياح الدول الغربية، لكن الأمر كان مختلفا في تركيا".
وأوضحت "أثار موقع مقتل البغدادي، الذي يبعد بضعة أميال عن الحدود التركية، الكثير من الأسئلة والشكوك، مشيرة إلى أنه كيف يمكن لواحد من أخطر المجرمين المطلوبين عالميا أن يتحرك بحرية دون رصده في منطقة ملاصقة للحدود التركية؟".
وتابعت "وما يزيد الوضع التباسا، اعتقال السلطات التركية شقيقة البغدادي على بعد 6 كيلومترات فقط من حدودها، والأكثر من ذلك أن الشعب بات في حيرة بسبب علاقة حكومته بالتنظيمات الإرهابية، حتى قبل مقتل البغدادي، فقد كان هناك تساؤلات كثيرة حول تلقي جرحى داعش العلاج بمستشفيات تركية".
وأشارت إلى أن العلاقة بين حكومة أردوغان وداعش أدت لتراجع كبير في ثقة الشعب التركي بحكومته.
وعبّر الخبير في شؤون الإرهاب إيرك أكارير عن "اندهاشه من تجمع إرهابيين من مناطق مختلفة بالعالم في المنطقة الملاصقة للحدود التركية، على الرغم من أن هدف أنقرة المعلن مكافحة الإرهاب بشمالي سوريا".
وتابع في تصريحات لـ"دويتشه فيله" "نظام أردوغان يتعامل بتراخٍ مع الإرهابيين، وهؤلاء يمكنهم دخول تركيا بسهولة".
وأقر سيفات أونس النائب السابق لوكيل المخابرات التركية، في تصريحات لـ"دويتشه فيله"، بأن تركيا أساءت تقدير خطر التنظيمات الإرهابية في وقت من الأوقات.
واستطرد "عندما بدأت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 لم نكن نسيطر على حدودنا بشكل جيد.. دخل عدد من الإرهابيين لمناطق الحرب بسوريا عبر تركيا".
وشددت الإذاعة على أن الإهمال والتراخي في التعامل مع الإرهابيين عرّض حياة الأتراك للخطر، مشيرة إلى أن عدة عمليات إرهابية وقعت في البلاد خلال السنوات الخمس الماضية.
وقبل سنوات قامت قيادات من داعش ببناء هياكل التنظيم في مدن تركية قريبة من الحدود مع سوريا مثل غازي عنتاب، وأيضا أنقرة وإزمير، وكان حضور التنظيم ومؤيديه لافتا في تركيا، حسب الإذاعة الألمانية.
وفي 2015 تجمع المئات من مؤيدي داعش في ساحة قرب إسطنبول للاستماع لخطبة الداعية "خالص بيانجوك"، الذي دعم علانية جرائم داعش، وفق الإذاعة التي تابعت "لقد صدمت هذه الفاعلية الليبراليين الأتراك، وكانت دليلا على العلاقة المتسامحة للغاية بين الحكومة وداعش".
وقتلت قوات خاصة أمريكية زعيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، في قرية بمحافظة إدلب على الحدود السورسة التركية، بعد عملية عسكرية وصفها مسؤولون أمريكيون بالمعقدة.