"الأقربون أولى بالنووي".. باقري كني "لسان" خامنئي بالمفاوضات
مع إعلان إيران رسميا تعيين علي باقري كني مساعداً سياسياً لوزير الخارجية، كشفت تقارير أن المفاوض الجديد واحد من عائلة المرشد علي خامنئي.
وعلي باقري كني الذي أسندت إليه مهمة المفاوضات النووية مع القوى الدولية هو أيضًا أحد منتقدي الاتفاق النووي الذي أبرمته حكومة الرئيس السابق حسن روحاني عام 2015 مع الإدارة الأمريكية.
وبحسب تقرير لموقع "إيران واير"، فإنه رغم أن باقري كني غير معروف في أوساط الرأي العام الإيراني، فإن وليام بيرنز الرئيس الحالي لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) يعرفه جيدا.
أما تفاصيل معرفة (سي آي إيه) بالمفاوض الإيراني الجديد إلى المحادثات النووية بين طهران ومجموعة (5+1)؛ حيث بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية آنذاك في حوار ثنائي غير مسبوق مع سعيد جليلي رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وكان باقري كني حاضراً خلال تلك المحادثات القصيرة وغير المسبوقة والتي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2009 في باحة فندق بجنيف السويسرية.
ولعل محادثات "بيرنز- جليلي" قدمت صورة مغايرة تماما للخطوات التي اتخذها وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف ونظيره الخارجية جون كيري في المحادثات النووية؛ حيث لم تخرج صورة لها إلى النور.
من هو باقري كني؟
علي باقري كني (53 عاماً) هو نجل محمد باقري كني رجل الدين ذي الكلمة النافذة وعضو مجلس خبراء القيادة في إيران وأحد رؤساء جامعة الإمام صادق.
وفي عام 2019 تم تعيين علي باقري نائباً لرئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية وسكرتير رئاسة حقوق الإنسان؛ حيث حل محل محمد جواد لاريجاني.
والمفاوض النووي الإيراني الجديد هو شقيق كني مصباح الهدى باقري كني الذي تزوج من هدى خامنئي ابنة مرشد إيران الحالي، وهو ما يجعل علي باقري كني شخصية موثوقة في هيكل النظام بطهران.
وخلال فترة المحادثات النووية التي قادها جليلي وباقري، وبالطبع عباس عراقجي العضو السابق في الحرس الثوري، تم ذكر علي باقري كني لأول مرة كشخصية مرنة وقابلة للتفاوض.
لكن على أرض الواقع فإن المفاوض النووي الجديد يصنف كأحد أفراد القادة المتطرفين؛ إذ يشتهر بفهم غريب لا يتوافق مع حقائق الغرب وقواعد الشرق.
وخلال انتخابات 2013 للرئاسة الإيرانية، كان سعيد جليلي مرشحا لها، وهنا ظهر علي باقري كني كرئيس لحملته الانتخابية على شاشات التلفزيون ودافع عنه باعتباره رئيسه في المجلس الأعلى للأمن القومي، لكن في النهاية حسم التي حسن روحاني الولاية الثانية له.
وفي أحد البرامج التلفزيونية، هاجم باقري كني بحدة روحاني الذي كان مسؤولاً عن المفاوضات النووية قبل رئاسة محمود أحمدي نجاد، وأثنى على نفسه في المفاوضات.
ورغم أن باقري كني كان مرشحا بقوة لوزارة الخارجية في حال فوز "جليلي"، إلا أن ذلك أصبح مستحيلًا مع فوز روحاني في دورتين متتاليين بالانتخابات.
وفي تلك الأيام كان باقري كني ينتقد بشدة حكومة روحاني والمحادثات والاتفاق النووي الذي تم مع القوى الغربية.
لكن تقرير موقع "إيران واير" اعتبر أن "وجود باقري كني المحتمل في وزارة الخارجية وجلوسه على كرسي كبير المفاوضين النوويين خلق حالة متناقضة بالنسبة له"؛ حيث يتعين عليه إحياء اتفاق كان من أكثر المنتقدين صراحةً وتحدث ضده لمدة 8 سنوات.
ويختتم التقرير ذاته: "مع هذا الوضع، وفي حالة تعيين باقري كني، يجب انتظار محاولة إحياء وتنفيذ الاتفاق النووي، من قبل أحد أقرب أفراد عائلة خامنئي".
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز