مؤتمر البحرين.. دعوات لحماية الملاحة العالمية من تهديدات إيران
المنامة شهدت انطلاق اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو بالتعاون مع أمريكا وبولندا.
من المنامة بدا واضحا أن العالم يعيد صياغة خريطة تأمين الملاحة الدولية في الشرق الأوسط، عبر بوابة اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو.
وانطلق في العاصمة البحرينية المنامة، صباح الإثنين، اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا، وبمشاركة أكثر من 60 دولة.
وكشفت الكلمات الافتتاحية للشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني، وإليوت كانغ القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية، وكرزيسزتوف كوزلويسكي وزير الدولة بوزارة الداخلية البولندية، عن توافق عالمي على أهمية وضع خارطة طريق لحماية أمن الملاحة البحرية والجوية بالمنطقة.
ويُعد الاجتماع الذي يستمر على مدار يومين إحدى نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط الذي عقد بمدينة وارسو في فبراير/شباط الماضي والذي ركزت أجندته على مواجهة إيران، ليعبر كلا المؤتمرين (في وارسو والمنامة) عن إصرار دولي على مواجهة إرهاب طهران وتهديدها للملاحة في المنطقة.
مواجهة التهديدات
وأكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن انطلاق مجموعة عمل وارسو المعنية بسلامة الملاحة البحرية والجوية تأتي في ظل التهديدات الخطيرة والمتنامية التي تستهدف المنطقة والعالم أجمع.
وفي كلمته خلال المؤتمر شدد على "ضرورة اتخاذ موقف جماعي لإدانة مثل هذه الأعمال"، معربا عن أمله في أن "يدعم هذا الاجتماع التعاون بين مختلف دول العالم لحماية الملاحة البحرية والجوية التي تتصدر الأولويات بالمنطقة، والتوصل إلى سبل فاعلة في التصدي للتهديدات المتزايدة، وتوفير الأمن والاستقرار للاقتصاد العالمي".
واتفق معه إليوت كانغ رئيس الوفد الأمريكي، مؤكدا أهمية تضافر جميع الجهود الدولية من أجل الحفاظ على أمن الملاحة البحرية والجوية.
وأوضح "كانغ" الذي يتولى مهمة القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية، أن هذا الاجتماع يرمي إلى تعزيز المصالح الأمنية المشتركة في المنطقة والعالم.
بدوره، أشار كرزيسزتوف كوزلويسكي وزير الدولة بوزارة الداخلية البولندية، إلى أنهم سيبحثون أفضل السبل الكفيلة بتأمين الملاحة البحرية والجوية بما يدعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
مؤتمر وارسو
ويعد اجتماع المنامة إحدى نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي عقد بمدينة وارسو في فبراير/شباط الماضي وركزت أجندته على مواجهة إيران، ليعبر كلا المؤتمرين (في وارسو والمنامة) عن إصرار دولي على مواجهة إرهاب طهران وتهديدها للملاحة في المنطقة.
وشهد الاجتماع حضورا بحرينيا رفيع المستوى، تصدره كل من المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات، والفريق الركن عبدالله بن حسن النعيمي وزير شؤون الدفاع، واللواء طارق بن حسن الحسن رئيس الأمن العام.
وأكدت البحرين "أن هذا الاجتماع سيشكل فرصة للتشاور وتبادل الرؤى بين العديد من دول العالم، للوصول إلى السبل الكفيلة لردع الخطر الإيراني وضمان حرية الملاحة في هذه المنطقة الاستراتيجية للعالم أجمع".
وأشارت وزارة الخارجية البحرينية إلى أن هذا الاجتماع "يأتي في إطار الدور الذي تضطلع به المملكة للمساهمة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وإدراكا منها للمخاطر التي تهددها في ظل ممارسات إيران التي تشكل خطرا كبيرا على الملاحة البحرية والجوية، وتجسيدا لسياسة البحرين المرتكزة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة جميع المشكلات والأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين".
ويهدف اجتماع البحرين إلى تحقيق عدة أمور: أبرزها توحيد قوات مكافحة الإرهاب والعمل على تعزيز قدراتهم في دعم الأمن والسلام في الخليج العربي، وتعزيز حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة البحرية، ووضع حد لممارسات إيران العدائية والخطيرة على الملاحة البحرية، وتعزيز المصالح الأمنية المشتركة وتقوية التعاون في الشرق الأوسط.
كما يناقش المؤتمر منع تهريب الأسلحة المتقدمة وحماية الطيران المدني والمبادرة الأمنية لعدم انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى أهم القرارات والبروتوكولات لوقف انتشار أسلحة الدمار الشامل والمواد ذات الصلة.
أهمية خاصة
ويكتسب اجتماع البحرين أهمية خاصة في ضوء المتغيرات التي حدثت بعد قمة وارسو في فبراير/شباط الماضي، وكان أبرزها تعدد اعتداءات إيران على السفن التجارية بمنطقة الخليج العربي وتهديدها للملاحة الدولية ودعوة الولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي لتشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة وانضمام عدد من الدول بالفعل لهذا التحالف أبرزها السعودية والإمارات والبحرين وأستراليا وبريطانيا.
ويتوقع أن يكون دعم وتوسيع هذا التحالف محورا مهما على أجندة مؤتمر البحرين، الذي يعتبره خبراء بمثابة قمة عالمية حول أمن الملاحة البحرية والجوية بالمنطقة.
ويهدف التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية "آي إم إس سي"، إلى حماية السفن التجارية من خلال توفير الأجواء الآمنة لضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية ومصالح البلدان المشاركة في التحالف، وبالتالي تعزيز أمن وسلامة السفن التجارية التي تمر عبر الممرات البحرية.
وتغطي منطقة عمليات التحالف البحري الدولي مضيق هرمز الممر المائي الأكثر أهمية في العالم لإمدادات النفط، وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت أكثر من 60 دولة للمشاركة في تشكيل قوة بحرية دولية تؤمن الملاحة العالمية في الخليج، على خلفية الحوادث المتكررة التي طالت في الأشهر الماضية ناقلات نفط في مياه المنطقة؛ لا سيما احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية.
ويمر نحو 40% من النفط المنقول بحرا في العالم عبر مضيق هرمز، ولطالما هددت إيران بإغلاق المضيق الاستراتيجي.
كما دأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز؛ الأمر الذي تكرر خلال الأشهر الماضية.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز