بايدك 2019 بالبحرين.. 3 أيام في استعراض أحدث أسلحة العالم
معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع "بايدك 2019" يختتم نسخته الثانية التي عقدت تحت رعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
تختتم، اليوم الأربعاء، فعاليات معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع "بايدك 2019" في نسخته الثانية التي عقدت تحت رعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
- رئيس الأركان الإماراتي يشارك في معرض البحرين للدفاع
- مؤتمر البحرين.. دعوات لحماية الملاحة العالمية من تهديدات إيران
وشارك في المعرض الذي أقيم على مدار 3 أيام في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات أكثر من 200 شركة في الصناعات العسكرية والدفاعية من 25 دولة من بينها السعودية والإمارات وأمريكا.
وشهد المعرض والمؤتمر مشاركة إماراتية لافتة بنحو 15 شركة ومؤسسة، وسط إشادة كبيرة بجهود الإمارات في توطين التكنولوجيا العسكرية، وتطور صناعتها التي أصبحت تنافس الصناعات العالمية.
وتزامناً مع المعرض عقد مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط، الذي بحث على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، عبر جلسات عدة، مستقبل التكنولوجيا العسكرية والصناعات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
كما بحث المؤتمر استراتيجيات الدفاع السيبراني وتأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف الجيوش النظامية، فضلاً عن موضوع استخدام التكنولوجيا لتطوير نماذج محاكاة للحرب، وتأثيرها على النزاعات الإقليمية.
مواجهة التهديدات
وشكل كل من المعرض والمؤتمر شراكة بين التكنولوجيات العسكرية والفكر الاستراتيجي لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها التهديدات الإيرانية لأمن الملاحة الدولية ورعاية طهران للإرهاب وإمداد الجماعات الإرهابية مثل المليشيات الحوثية بتكنولوجيا عسكرية متطورة.
وحذر المشاركون في المعرض والمؤتمر من وقوع التكنولوجيا في أيدي الجماعات الإرهابية والدول المارقة الممولة لها والعمل على حماية أمن الطاقة والممرات البحرية الدولية وتوظيف التكنولوجيا لتحقيق هذا الهدف.
وفي رده على سؤال حول دور "بايدك 2019" في مواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة، أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" المتحدث الرسمي لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن مخرجات المعرض والمؤتمر ستساهم في تعزيز عوامل أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح أن المعرض يأتي في وقت لا تزال فيه المنطقة تعاني من تهديدات التطرف والإرهاب، حيث يسعى "بايدك 2019" إلى تحقيق أهداف عدة في هذا السياق تتركز في إحلال السلام وتعزيز التنمية المستدامة والارتقاء بمركز البحرين في مجال التقنية الرقمية والتكنولوجيا العسكرية بما يتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
كما أشار إلى أن المعرض جاء بعد نحو أسبوع من استضافة البحرين يومي 21 و22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري اجتماع مجموعة العمل الوزارية حول أمن الملاحة البحرية والجوية التابعة لعملية وارسو بمشاركة أكثر من 60 دولة، في إطار جهود حماية الملاحة العالمية من تهديدات إيران، الأمر الذي يعكس إصرار دولي متواصل لمواجهة ممارسات إيران العدوانية.
أهمية خاصة
ويكتسب المعرض أهميته في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تحديات وتهديدات أمنية، الأمر الذي يجعله منصة دولية تسهم في دعم الجهود الدولية المشتركة في حفظ الأمن والسلم الدوليين، عبر نقل الخبرات وتوطين أحدث التقنيات الأمنية والعسكرية في محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة ومكافحة الجرائم الإلكترونية وضمان سلامة الممرات البحرية وأمن إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي.
وكان المعرض منصة عالمية متقدمة لعرض آخر المستجدات وأحدث التطورات التكنولوجية والأنظمة العسكرية في قطاع الصناعات الدفاعية المتطورة "البرية والجوية والبحرية".
كما يعد المؤتمر المصاحب له منصة لتبادل الأفكار ومناقشة الرؤى الاستراتيجية لأصحاب الفكر العسكري والسياسي وصناع القرار في المنطقة والعالم تسهم في تقييم جميع التهديدات الإقليمية، واكتشاف ما يمكن أن تقدمه الصناعات العسكرية من إمكانيات دفاعية وأمنية لمواجهة تلك التهديدات والتحديات.
وعلى هامش المعرض عقدت لقاءات واجتماعات رسمية شكلت فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول المشاركة في المجال العسكري والدفاعي والأمني لمزيد من الازدهار والنمو والاستقرار وتبادل الآراء والخبرات العسكرية والتشاور حول آخر المستجدات الأمنية إقليميا ودوليا.
وهو ما عبر عنه الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء خلال افتتاح المعرض، الإثنين، قائلا: "إن التحديات الراهنة تستوجب تضافر الجهود الدولية كافة، ومواصلة رسم السياسات والاستراتيجيات الرامية إلى تحقيق التكامل التكنولوجي في القطاع الدفاعي والعسكري".
تأمين الملاحة ومواجهة الإرهاب
واحتلت قضية تأمين الملاحة الدولية والحفاظ على أمن الطاقة والتحذير من وقوع التكنولوجيا في أيدي الجماعات الإرهابية والدول الممولة لها، حيزا كبيرا من كلمات المشاركين في مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط.
وحول أهمية عنوان المؤتمر "التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط"، أكد اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض خلال الافتتاح أن منطقة الشرق الأوسط تشهد اختلال توازن النظام الإقليمي ومرحلة شديدة الاضطراب، من مظاهرها الحروب القادمة على الإرهاب والطائفية والإعلام الموجه وتقويض المؤسسات الوطنية والتدخل في شؤون الدول الداخلية.
وأردف "بنظرة على خارطة أحداث المنطقة يمكن التمايز بين جبهتين، أحداهما تضم رعاة الإرهاب والفوضى والخراب، بينما الجبهة الأخرى هي تحالف الاعتدال والاستقرار والتنمية التي تكافح بنجاح لإحباط مشاريع ومخططات الهيمنة والعنف والفتنة".
وأكد أن "الاعتداءات الإرهابية المدانة على ناقلات النفط المدنية وعلى معملين نفطيين تابعين لشركة أرامكو السعودية وجهت تحذيرا جديدا للمجتمع الدولي بأسره، بضرورة مواجهة الإرهاب والدول الراعية له وضمان سلامة الممرات البحرية".
وأوضح أن معرض ومؤتمر "بايدك 2019" سيسهم من خلال حلول إبداعية وتقنيات حديثة في تأمين الممرات المائية في الشرق الأوسط وضمان المرور الآمن وحرية الملاحة بما يحقق استقرار أمن الطاقة وازدهار التجارة الدولية.
من جهته، أوضح الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السعودية في كلمته بالمؤتمر "أن أمن الحدود والممرات المائية ومكافحة الإرهاب وكذلك أمن الطاقة جميعها قضايا عسكرية وأمنية حساسة ومؤثرة في معادلة الأمن الإقليمي والدولي التي تستوجب اندماج وتكامل عمل القوات المشتركة ضمن التحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة التهديدات المشتركة".
وأردف "أن منطقة الشرق الأوسط تمثل نقطة ساخنة من العالم بوجود صراعات إقليمية واختلاف لموازين القوى ووجود سباق تسلح مع وجود تنظيمات إرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي".
وأضاف أن هذا الوضع يحتم على المجتمع الدولي المسؤولية لمنع ووقف حصول التنظيمات الإرهابية على التقنيات والأسلحة المتطورة، ووضع المسؤولية القانونية على الدول المارقة ذات النهج الثوري والتوسعي".
وبيّن أنه "ضمن عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل لإعادة الحكومة اليمنية الشرعية واجه التحالف هذا التحدي والتهديد بحصول المليشيا الحوثية الإرهابية على قدرات عسكرية نوعية من إيران".
وأشار إلى أن هذه المليشيا باتت أول تنظيم إرهابي يحصل على قدرات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق السريعة المفخخة وكذلك صواريخ كروز، ويعد التزام التحالف بتحييد وتدمير هذه القدرات النوعية ضمن التزامه مع المجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية وضمان عدم حصول هذه التنظيمات على هذه التقنيات والتكنولوجيا المتطورة".
المشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر، التي حملت عنوان "المنظور العالمي للتكنولوجيا العسكرية"، أمس، ضموا صوتهم للمشاركين في الجلسة الافتتاحية، داعين إلى تكثيف الشراكات الإقليمية لتبادل المعلومات وحماية التكنولوجيا المتطورة من وقوعها في أيدي الإرهابيين.
وأكد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال كلمته أن التحدي الرئيس في الوقت الراهن يكمن في حماية التكنولوجيا المتطورة من وقوعها في أيدي الإرهابيين والمتطرفين حتى لا تتحول إلى مصدر تهديد لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأوضح الزياني أن مواكبة آخر التطورات التكنولوجية في التسلح سيكون الضمانة الرئيسية للانطلاق نحو المستقبل بثقة مع تحسين العقيدة القتالية وضمان حماية المدنيين من أي أخطار أو تهديدات محتملة مستقبلا.
وفيما يتعلق بأمن الملاحة الدولية أكد الأدميرال جيمس مالوي قائد القوات البحرية في القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية قائد الأسطول الأمريكي الخامس أن الأمن البحري يعد في غاية الأهمية بالنسبة للمنطقة والتجارة العالمية.
وأكد أهمية استفادة شركاء الولايات المتحدة في المنطقة من كل الوسائل الذكية والمتطورة لتعزيز الأمن والاستقرار في المياه الإقليمية.
وأشار مالوي للهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية خلال الشهر الماضي، وقال: "إن هذه الهجمات لا يمكن قبولها على الإطلاق".
وشدد على ضرورة جاهزية الدول معا لمواجهة التهديدات والاستفادة القصوى من تنقيح المعلومات والمعرفة التقنية - العسكرية.
وأما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان "استراتيجيات الدفاع السيبراني" وتناولت "آثار التكنولوجيا العسكرية على الاستراتيجيات الراهنة للدفاع السيبراني.
واستعرضت تجارب الدول والمؤسسات الدفاعية" من خلال التركيز على "أهمية الأمن السيبراني في ضوء ثورة الاتصالات الحديثة، واستراتيجيات الدول الكبرى في مجال الدفاع السيبراني والدروس المستفادة منها، ودور التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني".
بينما كانت الجلسة الثالثة بعنوان "آثار التطورات في الذكاء الاصطناعي على القوات المسلحة"، وناقشت "التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وآثارها الحالية والمستقبلية على القوات المسلحة".
كما استعرضت تجارب دول عدة في هذا المجال من خلال التركيز على "أبرز مزايا التطورات والتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، والتطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي، وآثار الذكاء الاصطناعي على حروب المستقبل".
مشاركة إماراتية بارزة
وقد شهد المعرض والمؤتمر مشاركة إماراتية لافتة، وسط إشادة كبيرة بجهود الإمارات في توطين التكنولوجيا العسكرية.
وشاركت الإمارات في المعرض مُمَثّلةً بجناحٍ خاص تولى تنظيمه "مجلس الإمارات للشركات الدفاعية"، إحدى مبادرات مجلس التوازن الاقتصادي "توازن".
ويضم جناح دولة الإمارات المشارك في معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 15 من أهم المؤسسات والشركات الوطنية العاملة في قطاع الصناعات الدفاعية والأمنية التي تتخصص في تطوير تقنيات الدفاع والأمن.
وعرضت الإمارات خلال الحدث أحدث حلولها المبتكرة من أنظمة ومعدات ومنتجات عسكرية وأمنية متطورة.
وشملت الشركات والمصانع الإماراتية المشاركة في المعرض مصنع "كاراكال" و"بارج للذخائر" وشركة الفتان لصناعة السفن و"إي أو إس أدفانسد تكنولوجيز" و"درع الوطن" و"رومكو" و"أطلس تيليكوم" و"سيف سيتي" و"كاليدس" ومؤسسة "الحمراء" و"الثريا"، وهيئة "تصنيف"، وشركة "آي جي جي" و"سهام الخليج" و"شركة أبوظبي الاستثمارية للأنظمة الذاتية/أداسي".
ويسعى "مجلس الإمارات للشركات الدفاعية" إلى فتح آفاق جديدة للتنمية الاقتصادية في دولة الإمارات من خلال المساهمة الفعالة في تطوير قدرات القطاع الصناعي.
وأشاد اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بجهود السعودية والإمارات في توطين التكنولوجيا العسكرية، قائلا: "أود في هذه المناسبة أن أحيي الخطوات الناجحة للأشقاء في السعودية والإمارات العربية المتحدة في مجال توطين تكنولوجيا الصناعات العسكرية".
وخلال جولة للمشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين في عدد من منصات العرض السعودية والإماراتية، أشاد بمدى تقدم وتطور الصناعة الخليجية التي أصبحت تنافس الصناعات العالمية.
كما حضر الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية فعاليات المعرض، وشارك في مؤتمر "التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط".
وقام رئيس الأركان الإماراتي والوفد المرافق له بجولة في المعرض شملت عددا من أقسام وأجنحة الدول والشركات المحلية والإقليمية والدولية المتخصصة في المجال الجوي، واطلع على أحدث المعدات والتقنيات التكنولوجية الحديثة التي صنعتها الشركات من مختلف أرجاء العالم.
وعلى هامش المعرض التقى الفريق الركن الرميثي الفريق ذياب بن صقر النعيمي رئيس هيئة أركان قوة دفاع البحرين.
وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في مختلف المجالات الدفاعية إلى جانب مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.