عودة البالونات المفخخة في غزة.. إشارة إنذار لإسرائيل
بلدات جنوب إسرائيل منذ صباح الجمعة شهدت عددا من الانفجارات، بسبب البالونات الحارقة والمتفجرة التي يطلقها الشبان الفلسطينيون من غزة.
عادت البالونات المحملة بالمفرقعات، لتنطلق من قطاع غزة باتجاه التجمعات الإسرائيلية المحاذية، وسط أجواء من التوتر والتصعيد، بعد أسابيع من الهدوء الحذر.
هذا التطور رآه خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" إنذارا لإسرائيل لتلكؤها في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
وشهدت بلدات جنوب إسرائيل، منذ صباح الجمعة، عدداً من الانفجارات، بسبب البالونات الحارقة والمتفجرة التي يطلقها الشبان الفلسطينيون من قطاع غزة.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، استغل شبان فلسطينيون الظروف الجوية وأطلقوا منذ ساعات الصباح عدداً كبير من البالونات المفخخة، وصلت لأول مرة إلى مدينة عسقلان وأسدود جنوب إسرائيل.
وادعت الشرطة الإسرائيلية أنّ إحدى البالونات كانت تحمل عبوات ناسفة كبيرة، وسقطت بالقرب من أحد المتنزهات في أسدود وعسقلان لأول مرة.
تفعيل الأدوات الخشنة
- بعثات أوروبية تتفقد جرائم الاحتلال ضد بلدة فلسطينية
- تحذيرات فلسطينية من مخطط إسرائيلي لضم أجزاء من الضفة
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر فضلت عدم ذكر اسمها، وجود قرار غير معلن باستئناف بعض الأدوات الخشنة التي كانت مستخدمة في مسيرة العودة العام الماضي، بسبب تلكؤ إسرائيل في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
وأكد موقع "حدشوت بتاخون سدي" العبري، أن عشرات البالونات المفخخة أطلقت من قطاع غزة نحو التجمعات الإسرائيلية، ولا يعرف حجم الأضرار الناجمة عنها حتى اللحظة.
وقالت صحيفة "معاريف" إن الشرطة الإسرائيلية نجحت في تفكيك وتحييد عبوة متفجرة، كانت مثبتة بمجموعة بالونات، أطلقت من غزة، وسقطت داخل أسدود.
رد فعل شبابي
يؤكد محمود خلف، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن البالونات الحارقة هي رد فعل من الشباب على مماطلة الاحتلال وتنصله من تطبيق التفاهمات القاضية برفع الحصار.
وقال خلف لـ"العين الإخبارية": إن الاحتلال الإسرائيلي يتنصل من تطبيق إجراءات كسر الحصار عن القطاع التي جرت برعاية مصرية وأممية، ويتباطأ بالتزامات إجراء كسر الحصار، وحتى الآن لم ينفذ إلا اليسير".
وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية دعت الوسطاء لمتابعة مماطلة الاحتلال للتفاهمات، مشددا على أن رفع الحصار والعيش بحرية وكرامة حق طبيعي وإنساني لمليوني فلسطيني في القطاع.
وخلال الأيام الماضية انطلقت بالونات حارقة ومنفجرة للمرة الأولى في عام 2020، وهي شكل من أشكال المقاومة الشعبية التي ظهرت بعد عدة أشهر منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة في 30 مارس/آذار 2018.
إشارة إنذار
ورأى ذو الفقار سويرجو، الكاتب السياسي، أن عودة البالونات المشتعلة إشارة إنذار للاحتلال بأن مماطلته في تطبيق التفاهمات من رفع الحصار عن غزة والسماح بإدخال عمال وبضائع كانت ممنوعة فلن تصمد التفاهمات كثيرا حيال التنصل الإسرائيلي حتى تشكيل حكومة جديدة.
وتشهد إسرائيل في الثاني من مارس/آذار المقبل انتخابات الكنيست، وهي الثالثة التي تجرى في أقل من عام بعد انتخابات جرت في أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول وفشل الفائزون بها في تشكيل الحكومة.
وقال سويرجو لـ"العين الإخبارية": إن غزة لن تستطيع الصبر أكثر على الواقع الصعب جراء إجراءات الاحتلال. لذلك فإن عودة الأدوات الخشنة بمثابة القول للاحتلال عليكم تطبيق التفاهمات من رفع حصار وتحسين كهرباء وعودة العمال وإدخال البضائع".
وأضاف: "إذا لم تطبق إسرائيل التفاهمات، أتوقع عودة قوية لمسيرة العودة والأدوات الخشنة بما فيها الإرباك الليلي لإرغام إسرائيل على تطبيق التفاهمات".
ونهاية العام الماضي، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة تعليق فعاليات المسيرة أول 3 أشهر من العام الجاري، على أن تستأنف في الذكرى الثانية في 30 مارس/آذار المقبل، ومن ثم تنظم شهريا، مع أشكال وآليات جديدة لم يكشف عنها.
المواجهة العسكرية مستبعدة
واستبعد الكاتب سويرجو أن تؤدي عودة البالونات إلى مواجهة عسكرية أوسع في غزة، لأن وضع اليمين الإسرائيلي الانتخابي الصعب يفرض على حكومة بنيامين نتنياهو الحفاظ على الهدوء لأكبر قدر ممكن.
ومساء الخميس، قصفت مروحيات لجيش الاحتلال الإسرائيلي أهدافا شمال قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن مروحية حربية أغارت على بنية تحتية تابعة لحماس كانت تستخدم لأعمال تحت أرضية في شمال القطاع.
وأضاف أن "الغارة جاءت ردا على إطلاق بالونات مفخخة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز