لم يسبق لأمين عام للأمم المتحدة أن حظي بهذا الكم الوافر من التعليقات الساخرة لاسيما في الخمس السنوات الأخيرة من ولابته التي بدأت من يناير 2007 وتنتهي الآن.
لم يسبق لأمين عام للأمم المتحدة أن حظي بهذا الكم الوافر من التعليقات الساخرة لاسيما في الخمس السنوات الأخيرة من ولابته التي بدأت من يناير 2007 وتنتهي الآن.
ووحده بانكي الذي أصابته لعنة السوشال ميديا أكثر من غيره من الشخصيات الدولية والأممية، وزاد الطين بلة حين لم يجد بانكي غير كلمة «القلق» يعبر عنها في كل مناسبة وفي الشاردة والواردة حتى التصقت به وأصبحت الكلمة مادة للسخرية منه حتى وهو يغادر منصبه الذي لم يترك فيه بصمة إيجابية بحسب تقديرات الشعوب التي وقفت منه موقفًا سلبيًا ربما سيمنعه من كتابة مذكراته ونشر يومياته بشكل أمين ودقيق.
وقد بلغت التعليقات على «قلق» بانكي ذروتها حين أكد المغردون أنه يتقاضى 35 ألف دولار شهريًا ليقوم بأسهل مهمة وهي التعبير عن «قلقه»، وقد تابع المغردون العرب سيرة «قلق» بأنكي فأحصوا له قلقه بمعدل «قلق» كل يومين على كل شيء يسمع عنه!!
وقد كتب الصحفي إياد أبو شقرا على تويتر بأن بان كي لقب «أبو قلق الكوري» نسبة الى بلده التي يعود إليها محملاً بكمية كبيرة من القلق تكفي الشعب الكوري الجنوبي وتفيض لتشمل الشعب الكوري الشمالي الذي ربما استطاع قلق بان كي أن يوحدهما في وحدة واحدة بعد فشل جميع المحاولات في توحيد الكوريتين.
ولعل بعض مستشاري «أبو القلق الكوري» قد أقنعوه بالترشح في انتخابات الرئاسة الكورية الجنوبية القريبة وطرح «القلق» مشروعًا وبرنامجًا انتخابيًا جاذبًا للناخبين الكوريين المتطلعين الى وحدة الكوريتين تحت شعار بان كي «القلق» الذي يمكن استخدامه في كل مسألة عويصة ومعقدة دون أن يكلف صاحبه شيئًا يذكر.
ولدى بان كي تجربة عريقة وطويلة مع فنون استخدام التعبير عن «قلقه» أكد فيها للمقربين منه أنها وصفة ناجحة لمنصب كبير براتب شهري أكبر يضمن بالتعبير عن قلقه بقاءه في المنصب حتى انتهاء فترة عقده، وهي فترة استطاع «أبو القلق الكوري» فيها ان يظل عشر سنوات يستلم الراتب الكبير عدًا ونقدًا دون خشية من الكبار أن يستخدموا الفيتو ضد «قلقه» الذي لا يضر ولا ينفع.
فطوال فترة عمل أبو القلق الكوري هل رأيتم «قلقه» نفع أحدًا أو ضر بطرف من أطراف الصراع الذي احتدم وتصاعد خلال سنوات ولاية «القلق»؟؟
ولعل تغريدة فارس بن فارس أصابت الهدف حين كتب «موسوعة غينيس» تختار الأمين العام للأمم المتحدة كأكثر إنسان مرَّ بحالة قلق عبر التاريخ، وردًا على هذا الخبر بان كي مون يعرب عن قلقه...!!
هذا بعض ما أوردته صحيفة العرب الصادرة بلندن والتي خصصت تقريرًا لها عن قلق بان كي وما قيل في قلقه وحول قلقه الذي أصبح مادة ثرية لا تنضب للمغردين والكتّاب وتقارير الصحف اليومية منها والأسبوعية، أما الدوريات المحكمة والعلمية فقد قيل انها تعكف على إعداد ملفات علمية تتناول قلق أبو القلق بانكي في تأثيراته على المزاج العالمي وعلى صحة الشعوب الجائعة في مجاهل أفريقيا والتي لم يحصد أرواحها الجوع بل «ماتت قهرًا من قلق بان كي» الذي لم يقدم لها غيره.
وقد تسرب أن أنظمة ديكتاتورية قمعية تجري اتصالات سرية مع أبو القلق لتنصيبه رئيسًا بعقد مؤقت في بلادها لعل تعبيره عن «القلق» يقضي على شعوبها المقهورة فيذبحها قلق رئيس لا يملك سوى القلق. والقتل قهرًا بالتعبير عن «القلق» وصفة اخترعها بانكي وعكف على اختراعها لعشر سنوات خلت ونجح في تجربتها بالتعبير عن قلقه في أكثر من مأساة آخرها مأساة أطفال حلب الذين عبّر أبو القلق أمامها عن «قلقه» فاستمرت البراميل المتفجرة في القضاء على البقية الباقية منهم. أبو القلق يغادر منصبه غير مأسوف عليه فلا نودعه ولكننا نودع قلقه، وكان الله في عون شعب كوريا الجنوبية اذا ما أخطئوا وانتخبوه رئيسًا له فسيأكلون ويشربون ويتنفسون قلق رئيسهم.
* نقلاً عن " الأيام "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة