"عزيزي العالم".. كتاب يجسد معاناة طفلة سورية أثناء الحرب
الطفلة السورية بانا العابد لفتت أنظار العالم بتغريداتها التي تعبر فيها عن إحباطها من أهوال الحرب في بلادها
في سبتمبر الماضي، لفتت الطفلة السورية التي لم يتجاوز عمرها الـ7، بانا العابد، أنظار العالم بتغريداتها التي تعبر فيها عن إحباطها من أهوال الحرب في بلادها ورغبتها في السلام عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
- طفلة حلب السورية "بانا العابد" بين الأكثر تأثيرا على الإنترنت
- بالصور.. بانا العابد.. ابتسامة نادرة من قلب جحيم حلب
جعلت هذه التغريدات عن معركة حلب على وجه التحديد، من بانا الوجه الأصغر للحرب الأهلية السورية، حتى باتت تعرف بآن فرانك هذا الجيل، حسب صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، كما أثارت كلماتها البسيطة تعاطف العالم وسدت الفراغ الصحفي وألحقت الاتهامات بالرئيس السوري بشار الأسد، وأصبحت تذكرة يومية للمجتمع الدولي بما يتعرض له المدنيون من فظائع.
والآن بعد مرور عام على بدء بانا في التغريد عبر تويتر، نشرت كتابها "Dear World" أو عزيزي العالم، وساعدتها في نشره جي كي رولينج، كاتبة سلسلة روايات هاري بوتر. ومن خلال كتابها تروي بانا قصة حياة طفلة عاشت وسط الحرب حياة يتم فيها قصف المدارس ويموت الأصدقاء ويعتقل الآباء ويندر الطعام والشراب.
وكانت بانا تنشر تغريداتها عادة من حسابها، أثناء اختبائها في قبو المنزل مع عائلتها، بينما تنتظر غارة جوية جديدة من فوقها. وأصبحت الرسائل الداعمة من متابعي حسابها عبر تويتر البالغ عددهم 360 ألفا، بارقة الأمل الوحيدة في حياتها المخيفة.
وتصف بانا في كتابها أول صوت قنبلة سمعته، وكانت تبلغ 3 سنوات آنذاك. وتقول: "لم أكن أعرف ما هذا عندما سمعت صوت أول قنبلة. لقد كان يوم عادي بالنسبة لي، أجلس على الأرض وألعب بالدمى وأجعلهم يتحدثون معا بصوت مضحك وفجأة سمعت "بوم!، لقد كان الصوت الأكثر صخبا في حياتي، هائل جدا لدرجة أنه اخترق جسمي ولم تسمعه أذني فقط".
وفي كتابها، تقارن الصغيرة السورية بين الطفولة قبل الحرب وبعدها، وكيف أن العالم أصبح أصغر وأصغر مع انحدار بلدها في الفوضى. ومع اندلاع معركة حلب؛ حيث تعيش عائلة بانا منذ أجيال، توقفت الطفلة عن زيارة جدودها لأن السفر كان خطيرا، وتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة لأنها قصفت، حسبما كتبت في كتابها.
كما أوضحت بانا أن الحرب لم تسمح لها سوى باللعب والكتابة والقراءة مع شقيقيها محمد ونور، في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
وحصلت بانا على جهاز الآيباد الخاص بها في عيد ميلادها الـ7 كهدية من والدها غسان. وفي مساء الـ24 من سبتمبر/أيلول الماضي، نشرت أولى تغريداتها عبر تويتر.
وعلى الرغم من انخفاض تغريدات بانا حاليا، إلا أن صورها الأخيرة تظهر ابتسامة صغيرة في يومها الأول من المدرسة. وكتبت في رسالة إلى "نيويورك بوست" أنها تأمل في أن تكون تغريداتها ساعدت كثير من الناس على أن يكونوا أصدقاء للأطفال السوريين. معربة عن أملها في انتهاء الحرب.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA==
جزيرة ام اند امز