"القرصان المفلس".. أوروبا تحفر مقبرة أردوغان في "المتوسط"
تركيا تتلقى صفعة من الاتحاد الأوروبي الذي طالبها بالوقف الفوري لأعمال التنقب التي بدأتها أنقرة الأحد في مياه قبرص الإقليمية.
يقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحيدا مفلسا، فلا دعم أوروبي أو مساندة أمريكية أو تحيز روسي ولا حتى تأييد داخلي يؤمن مواقفه العدائية في منطقة شرق المتوسط.
وتلقى أردوغان الأحد، صفعة جديدة من الاتحاد الأوروبي الذي طالبه بالوقف الفوري لأنشطة التنقيب عن الغاز في حوض شرق المتوسط، بعد إعلان أنقرة توسيع هذه العمليات قبالة سواحل قبرص.
وفي تحد واضح للقوانين والأعراف الدولية، أعلنت تركيا الأحد أنها ستوسع نطاق عملياتها لاستشكاف حقول الغاز في منطقة متنازع عليها قبالة سواحل قبرص، وجاء الرد قاسيا من الاتحاد الأوروربي وقال "ما أعلنته أنقرة يؤجج للأسف التوتر وانعدام الأمن".
التحذير الأوروبي كان واضحا، وهو ما يشير إلى أن القارة العجوز نفذ صبرها، وبدأت في تحرك فعلي لحفر مقبرة لأردوغان في حوض شرق المتوسط.
وشهد عام 2017 أول عملية تنقيب من قبل تركيا في المياه التابعة لقبرص في البحر المتوسط، من خلال السفينة "خير الدين بربروس باشا"، ومنذ هذا الوقت وحتى الآن تكررت انتهاكات أردوغان للقانون الدولي في المياه التابعة لقبرص.
وفي الوقت الذي تسعى فيه دول شرق المتوسط إلى ترسيم الحدود بينها وفقا للقوانين الدولية، يتقمص أردوغان شخصية "القرصان" الذي يعادي الجميع ويحاول الحصول على أكبر مكاسب ممكنة بأعمال البلطجة.
وخلال السنوات الماضية فشلت منصات وسفن التنقيب التركية، عن إيجاد أية مصادر تجارية للغاز أو النفط في المياه الإقليمية التركية، وهو ما دفع أردوغان للسطو والتنقيب في مياه قبرص وسواحل ليبيا و"جرف" اليونان.
ووقعت كل من مصر وقبرص ولبنان واليونان وإيطاليا وإسرائيل مجموعة من الاتفاقيات الثناية لترسيم الحدود البحرية بينها، في وقت رفض فيه أردوغان الانصياع للقوانين الدولية، وتحيز لأطماعه في غاز شرق المتوسط.
ونجحت مصر في وضع أطماع أردوغان في مأزق كبير خلال عام 2019، بعد أن تمكنت القاهرة من تشكيل منتدى غاز شرق المتوسط، الذي مثل عائقا أمام اعتداءات أردوغان السافرة.
ويضم المنتدى في عصويته 7 دولي هي (مصر، فلسطين، الأردن، إيطاليا، اليونان، قبرص، وإسرائيل)، وما يزال الباب مفتوحا أمام الدول التي لديها موارد بشرق المتوسط للانضمام للتكتل.
فشل أردوغان في التنقيب بالمياه الإقليمية لدول االمنتدى دفعه للتسول لدى العديد من دول شرق المتوسط واتجه هذه المرة إلى تونس من باب تقوية العلاقات الاقتصادية، ولكن هدفه الخفي هو النفط والغاز، نفس الأمر تكرر في الجزائر ولكن من بوابة السياسة، بينما في ليبيا تستخدم تركيا القوة من خلال الاحتلال وعينها على كعكة النفط الليبي.
وتشير التقديرات إلى أن حجم احتياطي الغاز في حوض شرق البحر المتوسط يبلغ نحو 345 تريليون قدم مكعب من الغاز، ونحو 3,4 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية، وفقا لتقديرات هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية في 2010.
وتسعى تركيا منذ سنوات لتوفير احتياجاتها من الطاقة، وسط فشل حكومة أردوغان في تحقيق ذلك، ولم يكن أمامه سوى سرقة حقوق الغير، وهو الحلم الذي تحطم أمام حائط الصد الذي شكلته دول شرق المتوسط باتقاقيات تحترم القانون الدولي.
وتمثل فاتورة الطاقة في تركيا عبئا كبيرا على مالية البلاد التي تعاني بالأساس من أزمة نقد وانهيار للعملة المحلية، حيث تعتمد أنقرة على الخارج في تأمين أكثر من 75% من احتياجاتها من النفط والغاز، وتبلغ الفاتورة السنوية للطاقة في تركيا نحو 40 مليار دولار وفقا لبيانات هيئة الإحصاء التركية.