الإفلاس يطارد الجميع.. تركيا تتخلى عن أقدم شركة توابل
تعهدت حكومة أردوغان بتقديم مساعدة مالية للشركات الصغيرة، تمثل 60 % من رواتب العاملين، ولكنها لم تفعل.
فقدت شركة تركية للتوابل، "أقدم شركة للتوابل هناك"، حوالي 75 % من عائداتها ، جراء جائحة كورونا، لكن مالك الشركة يأمل في أن يسلك طريقا جديدا للوصول إلى مطابخ العالم، دون فائدة.
وتعهدت حكومة أردوغان بتقديم مساعدة مالية للشركات الصغيرة، تمثل 60 % من رواتب العاملين، ولكنها لم تفعل.
ويدعو أحمد قادي أوغلو 33 عاما المسؤول عن شركة إلى إعفاء المتاجر من سداد قيمة الإيجار، وليس تأجيل السداد، مبررا ذلك بالقول: "لأننا لا نعرف إلى متى سوف يستمر هذا الوضع أو المدة التي سوف نستغرقها للتعافي"، لكن حكومة أردوغان لا تنصت إلى أحد.
- سقوط حر لصناعة السيارات في تركيا.. انهيار الإنتاج والصادرات
- تركيا في الإعلام.. انهيار الليرة يقود قطاعات اقتصادية لتراجع حاد
وقال قادي أوغلو 33 عاما المسؤول عن شركة "هايفين" ومقرها إسطنبول: " التوابل كانت، وستظل موجودة إلى الأبد". واسم الشركة يعني عادة تركية قديمة لجمع أصناف من الطعام وتناولها على نحو جماعي.
وأضاف أوغلو: "بالنسبة للمطابخ أثناء فترة الحجر الصحي، التوابل ضرورية لأن الطهي هو أحد أفضل الأشياء التي يمكن للمرء القيام بها".
والتوابل ليست مجرد بهارات ملونة، وكان يعتقد في السابق أن لها قدرات سحرية، وقد كان وراء إطلاق حملات استكشافية خيالية واكتشاف طرق جديدة للتجارة. وفي العصر الحديث، لاتزال تربط شركات مثل هايفين ، بين شعوب وتقاليد وبلدان في إطار ثقافة غذائية تتسم بالمزيد من العولمة.
وتعاني "هايفين" من محنة شديدة بشكل خاص خلال شهر رمضان نظرا لحظر إقامة مآدب الإفطار الجماعية في تركيا، في إطار جهود مكافحة تفشي فيروس كورونا.
وكان قادي اوغلو يسعى إلى تقليل اعتماد شركة "هايفين" على السياحة وتجارة التجزئة لكي يركز على البيع بالجملة وعبر الإنترنت، ولكن تفشي فيروس كورونا أجبره على إغلاق تاجره، فكثف من بحثه في المحفوظات (الارشيف) العثمانية للاطلاع على تاريخ العائلة.
وكانت عائلته أطلقت التجارية في مناطق متفرقة بالمنطقة، حيث أسست نشاطا تجاريا للتوابل والمواد الغذائية أطلق عليه في البداية "اوجزجلاش"، والتي تعني باللغة التركية المساومة لخفض السعر.
أضاف قادي أوغلو: "ولكن مع ظهور شركات الطيران منخفضة التكلفة، أصبح لكلمة اوجزه التركية، التي تعني التوفير، معنى سلبي، حيث بدأت تعني الشخص البائس البخيل"، متابعا أنه تم تغيير علامتها التجارية لتسليط الضوء على التوابل ذات الأصل الواحد والمزيج الفريد من نوعه".
وأوضح: "أدركت أنه إذا لم أقم بتحويل الشركة إلى شيء جديد ، فسينتهي هذا التراث على يدي".
وتواجه "هايفين" ، التي يعمل بها 28 موظفا، عراقيل منذ منتصف آيار/مارس ، بعدما أعلنت تركيا عن ظهور أول حالة لفيروس كورونا في البلاد. وهناك ثلاثة منافذ للبيع مغلقة، بينها المتجر الرئيسي في بازار التوابل الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن السابع عشر.
وأوضح قادي أوغلو أنهم فقدوا 75 % من أعمالهم ، بما في ذلك المبيعات للمطاعم الفاخرة وسلاسل الفنادق في تركيا وكذلك المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان بالخارج.
كما أشار إلى أنه رغم حدوث قفزة في المبيعات عبر الإنترنت، فقد تراجعت الصادرات إلى حد كبير لأن "الناس يخشون من تلقي منتجات قادمة من خارج حدودهم "، مضيفا أن الشركات الصغيرة لا تستطيع تحمل تكاليف بضائع عالقة تنتظر الفحص في الجمارك .
ووصلت قيامة إيجارات "هايفين" إلى 10% من عائداتها قبل اندلاع أزمة تفشي فيروس كورونا.
ولدى قادي أوغلو مخزون يكفي للشهرين القادمين، ولكنه يشعر بقلق إزاء موسم الحصاد في شهر آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر المقبلين. ومصادر "هايفين" من قرون الفلفل الحار والسماق والنعناع هي منطقة جنوب شرق تركيا، في حين تأتي بذور البردقوش وورق لاورا وبذور الخشخاش من منطقة بحر إيجة.