وحدة الحلاقين.. جنود بمهام خاصة فوق منازل أوكرانيا
شكل عدد من الحلاقين والقضاة وحراس أمن أوكرانيين وحدة خاصة لإسقاط الطائرات الروسية المسيرة بأسلحة تعود إلى الحقبة السوفياتية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن تلك الوحدة تلعب دورا رئيسيا في المعركة التي تجري بعيدا عن الخطوط الأمامية للحرب، عبر حماية أوكرانيا من الطائرات الروسية المسيرة والصواريخ التي تستهدف البنية التحتية المدنية في البلاد.
وأشادت الحكومة الأوكرانية بهذا النوع من الوحدات، قائلة إن الوحدات المدنية والعسكرية تمكنت حتى الوقت الحالي من اعتراض نحو 80% من الصواريخ والطائرات الروسية المسيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "فشل القوات الروسية في تحقيق تفوق جوي في أوكرانيا في وقت بداية الحرب، دفعها إلى استخدام صواريخ ذات سرعات وأحجام مختلفة وطائرات مسيرة".
لكن القوات الأوكرانية تواجه مشكلة تتعلق باستخدام أنظمة الدفاع الجوي الغربية لصد هجمات المسيرات الروسية إيرانية الصنع، والذي يتوقع أن يستنفد دفاعات كييف ضد الطائرات الحربية الروسية وصواريخ كروز التي تمتلكها أوكرانيا.
كانت الولايات المتحدة وألمانيا قد أعلنتا اعتزامهما تزويد كييف بنظامين أرض-جو من طراز "باتريوت" قادرين على إسقاط الصواريخ الباليستية، لكن تكلفة استخدام هذه الأنظمة 4 ملايين دولار للقذيفة الواحدة، ما يعني أن أوكرانيا "لن تستطيع الاعتماد على صواريخ باتريوت فقط لحماية مجالها الجوي".
ويشير فيكتور كيفليوك، من مركز استراتيجيات الدفاع الأمني الأوكراني، إلى أن المقاتلات النفاثة ستواجه صعوبة بالغة في التصدي للطائرات المسيرة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن "أبطأ سرعات تطير بها تلك المقاتلات بثبات تتجاوز ضعف سرعة الطائرات المسيرة".
ووفقا للصحيفة، فقد نال الطيار الأوكراني فاديم فوروشيلوف شهرة كبيرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد اعتراضه خمس طائرات مسيرة في طلعة واحدة فوق مدينة فينيتسا، لكن النيران اشتعلت في طائرته بعد إصابتها بحطام إحدى الطائرات المسيرة مما أجبره على القفز من قمرة القيادة والهبوط بالمظلة.
ولمواجهة تلك المعضلة تقوم وحدة المتطوعين الأوكرانيين بالتصدي لهجمات المسيرات الروسية، باستخدام أسلحة تعود للحقبة السوفياتية، مثل الرشاش ماكغيفريد، الذي أدخلوا بعض التعديلات عليه لحمل المزيد من الذخيرة.
ويقول سيرغي ساس، القاضي الدستوري المتقاعد الذي يقود وحدة المتطوعين: "نستطيع إسقاط تلك الطائرات المسيرة باستخدام صواريخ باتريوت أو إس 300، لكنها ستكون مرهقة للغاية من الناحية المالية، من ثم فمن الأفضل استخدام الأسلحة الصغيرة لإسقاطها.
تشكل الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية العمود الفقري للدفاعات الجوية الأوكرانية بأنظمة باك وتور إم وإس-300.
وتضم الوحدة التي يقودها ساس مواطنين أوكرانيين يعملون في مهن مختلفة مثل حلاقين وأصحاب متاجر وحراس أمن يعملون في وظائفهم اليومية إلى جانب واجباتهم العسكرية.
بمجرد سماع صفارات الإنذار يصعد أفراد هذه الوحدة إلى أسطح المباني الشاهقة أو يقودون سياراتهم إلى الحقول لمراقبة السماء ومحاولة إسقاط الطائرات المسيرة.
وكمكافأة على الضربة الناجحة، منحت القوات الأوكرانية وحدة ساس مدفعا رشاشا يعود إلى الحقبة السوفياتية من طراز إن إس في، وهو نسخة أكثر حداثة من بندقية مكسيم التي أرسلوها.
ولكن حتى عندما تصل الدفاعات الجوية الغربية المتقدمة إلى أوكرانيا، يقول ساس البالغ من العمر 65 عامًا إن الأسلحة القديمة ستظل أفضل حل متاح للطائرات الروسية المسيرة.
وجرى تصميم هذا النوع من الطائرات للانفجار عند الاصطدام، ولا يؤدي استهدافها إلى تحييدها بشكل تام لكنه يمنعها من إصابة هدفها المقصود.
ويختتم ساس حديثه بالتأكيد على أن الأسلحة القديمة تظل أفضل الحلول المتاحة لإسقاط الطائرات الروسية المسيرة، مشيرا إلى "التكلفة الضئيلة لتلك الأسلحة بالمقارنة بتكلفة المسيرات".