برشلونة 2021.. بين البناء الجديد أو الانهيار ووداع ميسي
تنتظر جماهير نادي برشلونة الإسباني الكثير من فريقها في العام الجديد رغم كافة الأزمات التي يمر بها البارسا.
برشلونة عانى في 2020 من الأزمات المالية والاقتصادية والرياضية والفنية، والمرتبطة بأزمات النجم ليونيل ميسي مع إدارة النادي متمثلة في الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو أو المدير الرياضي الفرنسي إريك أبيدال زميله السابق في الفريق.
في 2021، ينتهي عقد ليونيل ميسي مع برشلونة وهو الحدث الأبرز لجماهير كامب نو، التي لم تتيقن بعد من معرفة المصير هل سيستمر ميسي كتالونياً لما بعد نهاية العقد الحالي؟ أم لا.
ميسي لم يصرح بشكل مباشر هل سيجدد عقده مع الإدارة الجديدة أم لا، البعض يراهن على أن خوان لابورتا لو نجح في رئاسة النادي سيقنعه بالبقاء، للنجاحات التي تحققت في فترة ولاية لابورتا الأولى من 2003 إلى 2010، بينما يرى البعض أن ليو اتخذ قراره من الصيف الماضي، وأن عدم الإعلان عنه يأتي كي لا يزيد الأوضاع سوءاً داخل جدران كامب نو.
البناء حول ميسي
رونالد كومان المدير الفني للبارسا صرح عند توليه المسؤولية الفنية للفريق الصيف الماضي، إبان أزمة رحيل اللاعب عن كامب نو، بأنه يريد بناء فريق جديد للبارسا حول ليو.
لكن هذا لم يمنع بعض التسريبات الصحفية التي أكدت أن المدرب كومان حذر ميسي من تراجع المستوى وبضرورة أن يقدم دوماً أفضل ما لديه كي يبقى على أرض الملعب، لكن الواقع الفعلي على أرض الملعب أثبت أن ميسي لم يغادر موقعه، حتى بعدما بقي لأكثر من شهرين بلا تسجيل أي هدف من لعب مفتوح.
لابورتا من جانب آخر أكد أن لديه المشروع الذي سيسهم ببناء كتيبة جديدة بقيادة ميسي تستطيع المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، مؤكداً قدرته على إقناع اللاعب بالبقاء.
فيما حذر بعض المرشحين الرئاسيين ليو، بأنه يتوجب عليه تخفيض راتبه إذا ما رغب في البقاء وتجديد عقده، بسبب الوضع المالي المعقد في برشلونة، بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، إذ أعلنت الإدارة السابقة عن حجم خسائر بلغت 97 مليون يورو وارتفاع الديون بنسبة 100%.
ويبقى قرار ميسي سواء بالرحيل أو البقاء غير معلوم، فآخر ما صرح به اللاعب بأن لا يعلم موقف مستقبله مع الفريق وقال: "برشلونة أكبر من أي لاعب، حتى أنا، سأنتظر حتى نهاية الموسم ثم أقرر، لكن في الوقت الحالي القرار غير واضح، أنا لا أعرف ماذا سوف يحدث لاحقا كل ما أعرفه أنني أريد القتال والفوز مع الفريق".
هل ينهار برشلونة برحيل ميسي؟
يرى البعض أن فريق برشلونة قد ينهار برحيل ليونيل ميسي، مع التدليل على مثال ريال مدريد الذي عانى أوروبياً في آخر موسمين بعد رحيل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس.
ولكن على أرض الواقع ريال مدريد عانى من أزمات أخرى، مرتبطة بالجهاز الفني الذي تم تغييره أكثر من مرة بقدوم جولين لوبتيجي ثم سولاري قبل عودة زيزو مجدداً.
ريال مدريد نجح في الموسم الماضي أن يحقق لقب الليجا بعد غياب 3 مواسم، علماً بأنه لم يحقق المسابقة في 9 سنوات تواجد فيها رونالدو إلا مرتين فقط.
برشلونة نفسه في 2008 حين رحل عنه البرتغالي ديكو والبرازيلي الموهوب رونالدينيو، نجح في بناء فريق "الدريم تيم" بقيادة ميسي نفسه الذي هيمن على أوروبا لسنوات.
في إنجلترا وبعد رحيل الفرنسي إريك كانتونا في 1997 عن فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، توج الشياطين الحمر بعدها بعامين بالثلاثية التاريخية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في 1999.
في الموسم الحالي وفي بعض المباريات بالموسم السابق، خاصة في دوري أبطال أوروبا نجح البارسا في تحقيق الانتصارات رغم غياب ليو، وأبرز تلك الانتصارات الفوز 2-1 في ميلانو على إنتر ميلان في ختام دور المجموعات.
مصير كومان
عام 2021 سيكون عام تحديد المصير للهولندي رونالد كومان مدرب الفريق، الذي راهن على كل شيء بتولي تدريب برشلونة وترك منتخب هولندا الذي وصل معه لمرحلة من التوهج تمثلت في التأهل لنهائي دوري الأمم الأوروبية والفوز على أبطال العالم فرنسا وألمانيا ورابع العالم إنجلترا.
كومان فشل في استعادة العديد من الأمور في برشلونة أبرزها طريقة اللعب الهجومية.
على صعيد النتائج فالفريق فشل في الحفاظ على صدارة مجموعته في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة لاحتلال المركز الخامس في الليجا وبفارق قد يصل إلى 11 نقطة مع المتصدر أتلتيكو مدريد.
مصير كومان سيكون مرتبطا كذلك بصفقات قادمة وأخرى ينتظر أن ترحل عن جدران ملعب كامب نو، وعناصر لا تعلم مستقبلها، والحديث هنا عن الفرنسي عثمان ديمبلي ومواطنه أنطوان جريزمان وصامويل أومتيتي، أو قائد كبر في السن مثل جيرارد بيكيه الذي أعلن أنه جاهز للرحيل عن النادي لو ذلك سيكون الطريق لعودة الفريق للطريق الصحيح.
برشلونة ينتظر كذلك أن يتأقلم النجوم الجدد سيرجينو ديست وفرينكي دي يونج داخل النادي، مع انتظار حسم الإدارة الجديدة لملفات أخرى مثل ديفيد آلابا لاعب بايرن ميونيخ الذي ينتهي عقده الصيف المقبل، أو الهولندي ممفيس ديباي لاعب أولمبيك ليون وأخيراً إريك جارسيا لاعب مانشستر سيتي.
في النهاية فإن جمهور برشلونة لن يقبل أن يخرج الفريق للموسم الثاني على التوالي خالي الوفاض بلا ألقاب.