هجوم برشلونة.. بين لعنتي ميسي ونيمار
عانى فريق برشلونة الإسباني على مدار السنوات الست الأخيرة من الخروج من دوري أبطال أوروبا بشكل متكرر ومهين.
برشلونة تعرض لخسائر كبيرة منذ عام 2017 إلى الآن، في مراحل خروج المغلوب بدوري أبطال أوروبا، أمام فرق بايرن ميونخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي، وحتى فرق أقل في المستوى مثل روما الإيطالي الذي هزمه 0-3 في 2018.
الغريب أن تلك الهزائم بدأت في وقت امتلك فيه البارسا ثنائيا مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا، وحتى بعد رحيل الأخير في صيف 2017 يبقى ميسي هو أفضل لاعب في العصر الحالي، وأفضل لاعبي العالم 6 مرات.
لكن على الجانب الأخر، فإن ثنائية نيمار وميسي مثلت لعنة أخرى لبرشلونة الذي بدا طوال الوقت وهو مقتنع بأنه لا مجال لعودة أمجاده إلا باستكمالها من جديد.
نجاح نيمار وميسي ومعهما لويس سواريز في موسم 2014-2015 جعل المقارنة تشتعل في الفترة التي أعقبت رحيل نيمار، وتضرب كل مهاجم ينضم لبرشلونة، مما سبب اللعنة.
وقد تسبب هذا في حمل ثقيل على النجوم الذين تعاقد معهم برشلونة ولم يقدموا نصف ما قدمه نيمار، من أمثال الفرنسيين أنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي، اللذين كانا نجمين فوق العادة في أتلتيكو مدريد وبروسيا دورتموند، بدرجات متفاوتة، لكن في برشلونة اختفيا تماماً.
جريزمان سجل 35 هدفاً فقط في موسمين مع برشلونة، بينما وصل في موسمه الثاني فقط مع أتلتيكو مدريد إلى 32 هدفا.
مساهمات جريزمان القوية مع أتلتيكو كانت تظهر في اللقاءات الكبرى ضد فرق بحجم ريال مدريد وبايرن ميونخ، لكن في برشلونة الوضع مختلف رغم أن البارسا واجه نفس الخصوم.
اللعنة تمتد للاعب أصبح زجاجيا مثل عثمان ديمبلي، لم يسجل إلا 30 هدفاً في 4 مواسم مع برشلونة بمعدل 7.5 هدف في الموسم الواحد، وعانى من عدد لا حصر له من الإصابات حيث لم يشارك خلال الموسم الماضي إلا في 5 مباريات فقط بالليجا.
لويس سواريز مهاجم برشلونة السابق، الذي تعرض لضغط كبير بسبب كبر سنه، كان أحد ضحايا لعنة ميسي ونيمار، رغم أن أرقامه لم تنخفض إلا قليلاً، لكن هذا الانخفاض الذي يتفوق على الثنائي الفرنسي جعل جوسيب ماريا بارتوميو رئيس البارسا السابق يقرر بيعه بثمن بخس.
اللعنة لا تتوقف عند هذا الحد، فبرشلونة لا يزال يضع التجديد لميسي رغم كبر سنه كهدف رئيسي، وهذا ما جعل الإدارة ترفض عروضا هائلة الصيف الماضي لرحيله رغم تقدمه بطلب في هذا الصدد.
وفي نفس السياق يبقى نيمار هو الهدف الأول للإدارة، كما لو أنه المنقذ الوحيد للنادي، رغم حقيقة أن اللاعب فشل في التتويج بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان منذ انتقاله للفريق قبل 4 سنوات، أو حتى في التواجد في قائمة أفضل لاعبين في العالم، ومع منتخب البرازيل في كأس العالم 2018.
في النهاية تبقى إدارة برشلونة مقتنعة بأن الثنائية الأنسب للفريق هي ميسي ونيمار، ولولا تعنت إدارة باريس مالياً وسوء وضع البلوجرانا اقتصادياً لأبرم برشلونة الصفقة على الفور.