قصص كروية.. حين انسحب برشلونة من مواجهة أتلتيكو مدريد
يزخر تاريخ كرة القدم بالعديد من الأحداث المثيرة والقصص التي لا تصدق، ومن بينها ما حدث بين برشلونة وأتلتيكو مدريد في ربيع عام 2000.
"ليلة سريالية في كامب نو"، هكذا وصفت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية مباراة برشلونة ضد ضيفه أتلتيكو مدريد في إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا موسم 1999-2000، والتي لم تُركل فيها الكرة.
انسحاب اضطراري
كان أتلتيكو مدريد فاز على ملعبه بثلاثية دون رد في مباراة الذهاب، ليجد برشلونة نفسه في موقف صعب بالإياب يوم 26 أبريل/نيسان 2000.
برشلونة لم يكن في مأزق فقط بسبب النتيجة التي يصعب تعويضها، بل أيضا لأنه لم يتمكن من خوض اللقاء، لعدم وجود العدد الكافي من اللاعبين في صفوفه.
تعارض موعد مباراة برشلونة ضد أتلتيكو مع مباريات التوقف الدولي، الذي لم يكن منظما في هذا الوقت كما هو حاليا، لذا كانت تستغله الاتحادات المحلية في جدولة مباريات الكأس.
لسوء حظ لويس فان جال، مدرب برشلونة وقتها، كان أبرز لاعبيه انضموا بالفعل لمنتخبات بلادهم، فضلا عن وجود بعض المصابين في الفريق.
في ذلك الوقت كان هناك 8 لاعبين متاحين في الفريق الأول لبرشلونة، وكانت لوائح الاتحاد الإسباني تمنع ضم أكثر من 3 لاعبين من فريق الشباب، وبهذا كان البارسا يملك 11 لاعبا منهم 2 في مركز حراسة المرمى، وهو أمر يمنع لعب المباراة من الناحية القانونية.
في النهاية لم يجد النادي الكتالوني مفرا من الانسحاب من اللقاء، وتقدم القائد بيب جوارديولا للاعتذار إلى نظيره في أتلتيكو مدريد وحكم المباراة بسبب عدم قدرة البارسا على اللعب، ليتم اعتباره خاسرا 0-3، أي 0-6 في مجموع المباراتين.
جدير بالذكر أن جمهور برشلونة كان على علم بأن فريقه سينسحب لعدم قدرته على لعب المباراة، لذا جرت هذه الأحداث أمام مدرجات شبه خالية بملعب "كامب نو".
خلف الكواليس
انسحاب برشلونة من اللقاء بسبب عدم كفاية اللاعبين أمر يبدو مبالغا فيه، خاصة أن هناك عدة حلول تمنع الوصول لهذا القرار، من بينها تأجيل المباراة لموعد لاحق يكون فيه البارسا مكتمل الصفوف.
برشلونة بالفعل كان تقدم بطلب رسمي لتأجيل المباراة 3 أسابيع، لكن الاتحاد الإسباني لم يقبله بعد الرجوع إلى أتلتيكو، الذي رفض تأجيل المباراة لرغبته في التركيز على مباريات الدوري الإسباني، حيث كان في هذا الوقت قريبا من الهبوط للدرجة الثانية.
المفارقة أن أتلتيكو مدريد في نهاية المطاف لم يتمكن من الفوز بالكأس، حيث خسر النهائي أمام إسبانيول (1-2)، كما هبط إلى الدرجة الثانية في ذلك الموسم بعدما احتل المركز قبل الأخير.
وقرر الاتحاد الإسباني ألا يفرض عقوبات مشددة على برشلونة تصل لحرمانه من خوض النسخة التالية ببطولة كأس الملك ودفع غرامة 2 مليون يورو، مراعاة للظرف الاستثنائي الذي أجبره على الانسحاب.
وحسب ما ذكرته عدة تقارير صحفية، فإن برشلونة كان بإمكانه الإفلات من الأزمة حال توصل لاتفاق مع الاتحاد الهولندي لكرة القدم بالاستغناء عن 3 من لاعبيه في المباراة الودية التي لعبها ضد اسكتلندا، والتي انتهت بالتعادل السلبي.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز