البرميل على خط النار.. حرب غزة تقود أسعار النفط إلى حافة الجنون
ارتفعت أسعار النفط اليوم مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد استشهاد المئات من الفلسطينيين في انفجار بمستشفى المعمداني.
بحلول الساعة 0225 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 2.07 دولار بما يعادل 2.3% إلى 91.97 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.26 دولار، أو 2.6%، إلى 88.92 دولار للبرميل.
وأخذت الأسواق في الاعتبار المخاطر بعد استشهاد نحو 500 فلسطيني في انفجار مستشفى بمدينة غزة أمس الثلاثاء.
وقد ألغى الأردن قمة كان من المقرر أن يستضيفها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس.
وقال فيفيك دار المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة للعملاء إن "إلغاء القمة بين بايدن والقادة العرب يقلل من احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين حماس وإسرائيل".
- «النفط» يترقب زيارة «بايدن» للشرق الأوسط.. إلى أين تتحرك الأسعار؟
- النفط يتراجع مع تقييم المستثمرين لتداعيات حرب غزة
وتشعر الأسواق بالقلق أيضا إزاء شن إسرائيل هجوما بريا على غزة.
ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل اليوم الأربعاء لإظهار الدعم لها في حربها مع حماس.
وتلقت أسعار النفط دعما أيضا من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بنحو 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، وفقا لمصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء.
وكان ذلك انخفاضا حادا مقارنة بتوقعات محللين بتراجعها 300 ألف برميل فقط.
ومن المقرر صدور البيانات الرسمية في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وعلى جانب الطلب، أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء أن الاقتصاد الصيني نما بشكل أسرع من المتوقع في الربع الثالث ما يشير إلى أن التعافي في الآونة الأخيرة قد يكون كافيا لبكين لتحقيق هدف النمو للعام بأكمله.
وفي غضون ذلك، ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية أكثر من المتوقع في سبتمبر أيلول مما عزز التوقعات برفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام. ومن الممكن أن يؤدي رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.
وقد أورد تقرير حديث لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مجموعة من المعطيات الجديدة التي من شأنها أن تقفز بأسعار النفط، وتتمثل هذه المعطيات فيما يلي:
- ساعدت الظروف الاقتصادية الأفضل من المتوقع في الاقتصادات الكبرى المستهلكة للطاقة مثل الولايات المتحدة الأميركية على تحقيق أرقام قياسية جديدة للطلب العالمي على النفط في العام 2023.
- من المتوقع أن يستهلك العالم كمية غير مسبوقة تبلغ 101.8 مليون برميل يومياً هذا العام.
- أدت الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وروسيا لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط من خلال قرارات الخفض الطوعية لزيادة الدعم.
- إعلان السعودية وروسيا تمديداً جديداً لتخفيضات الإنتاج الطوعية، ليمتد أجل الخفض البالغ 1.3 مليون برميل يوميا إجمالا لثلاثة أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر 2023.
- إعلان روسيا الاستمرار في خفض صادراتها النفطية بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري 2023، حسبما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
- صمود معدلات الطلب على النفط (الطلب القوي) والإدارة الفعالة للغاية للإمدادات من قبل السعودية ومنظمة أوبك (خفض الإنتاج)، عوامل تسببت في دعم كبير بالسوق.
- إبقاء وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري دون تغيير. حيث ذكرت الوكالة في تقرير لها أن توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام بقيت دون تغيير عند 2.2 مليون برميل يوميا. كما أبقت الوكالة على توقعات نمو الطلب على النفط خلال العام 2024 عند مليون برميل يوميا، وذلك مع تبدد تأثير تعافي الاقتصاد الصيني وزيادة استخدام السيارات الكهربائية.
- تمديد تخفيضات الإمدادات من جانب أوبك حتى نهاية العام 2023 سيتسبب في عجز كبير في السوق خلال الربع الرابع، رغم الإبقاء على تقديراتها لنمو الطلب هذا العام والعام المقبل. كما إن مخزونات النفط العالمية المرصودة انخفضت بواقع 76.3 مليون برميل إلى أدنى مستوى في 13 شهرا خلال أغسطس الماضي.