أسعار النفط تشتعل بفعل توترات الشرق الأوسط.. البرميل يلامس 88 دولارا (تحديث)
أوبك ترفع توقعاتها للطلب على النفط في الأجل الطويل
قفزت أسعار النفط أكثر من 3 دولارات للبرميل في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم، لتفاقم حالة عدم اليقين السياسي في الشرق الأوسط في أعقاب اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس في مطلع الأسبوع.
وبحلول الساعة 2320 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام برنت 3.34 دولار أو 3.95 بالمئة إلى 87.92 دولار للبرميل، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 86.23 دولار للبرميل مرتفعا 3.44 دولار أو 4.16 بالمئة.
وشنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم السبت أكبر هجوم عسكري على إسرائيل منذ عقود مما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين. وردا على ذلك نفذت إسرائيل موجة من الضربات الجوية الانتقامية على غزة أسقطت مئات القتلى.
وقال محللون من بنك إيه.إن.زد في مذكرة للعملاء: "المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط من شأنها أن تدعم أسعار النفط... ويمكن توقع المزيد من التقلبات".
وأثارت الهجمات إدانات من الدول الغربية، لكن إيران وحزب الله، حليف إيران في لبنان، أشادا بها علنا.
وتحول اهتمام السوق إلى احتمال ضلوع إيران في الهجمات، وهو ما زعمته السلطات الإسرائيلية بالفعل.
وقال فيفيك دهار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، في مذكرة "لكي يكون لهذا الصراع تأثير دائم وهادف على أسواق النفط، يجب أن يكون هناك انخفاض مستمر في إمدادات النفط أو نقله".
وأضاف "إذا ربطت الدول الغربية رسميا المخابرات الإيرانية بهجوم حماس، فإن إمدادات وصادرات النفط الإيرانية ستواجه مخاطر سلبية وشيكة".
وقال بريان مارتن ودانييل هاينز من مجموعة إيه إن زي ANZ "المفتاح بالنسبة إلى الأسواق هو ما إذا كان الصراع سيبقى قيد الاحتواء أم أنه سينتشر ليشمل مناطق أخرى، خصوصا المملكة العربية السعودية. في البداية على الأقل، يبدو أن الأسواق ستفترض أن الوضع سيظل محدودا من حيث النطاق والمدة والعواقب على أسعار النفط. لكن من الممكن توقع تقلبات أكبر".
كذلك عادت الأسواق الصينية للعمل مجدداً بعد التوقف احتفالاً بعطلة الأسبوع الذهبي، بينما أوضحت بيانات الإدارة الوطنية للهجرة يوم السبت، زيادة أعداد المسافرين من وإلى الصين خلال العطلة بنسبة 85.1% مقارنة بعطلة عام 2019 قبل الجائحة.
وتترقب الأسواق العالمية هذا الأسبوع صدور محاضر الاجتماعات الأخيرة لكل من الاحتياطي الفيدرالي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا خلال الأسبوع الجاري، للوقوف على توجهات صناع السياسة النقدية بشأن مسار أسعار الفائدة مستقبلاً.
أوبك ترفع توقعاتها للطلب على النفط في الأجل الطويل
رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الأجلين المتوسط والطويل في توقعات سنوية، قائلة إن هناك حاجة إلى استثمارات بقيمة 14 تريليون دولار لتلبية هذا الطلب حتى مع زيادة استخدام الوقود المتجدد وظهور المزيد من السيارات الكهربائية على الطرق.
وتتعارض وجهة النظر في توقعات أوبك للنفط لعام 2023 الصادرة اليوم الاثنين مع توقعات جهات أخرى، من بينها وكالة الطاقة الدولية، ترى أن الطلب يحتمل أن يصل إلى ذروته هذا العقد.
ومن شأن استمرار الارتفاع في الاستهلاك لعقد آخر أو أكثر أن يشكل دفعة لأوبك، التي يعتمد أعضاؤها وعددهم 13 عضوا بشكل أساسي على دخلهم من النفط. وتقول المجموعة إن النفط يجب أن يكون جزءا من التحول في مجال الطاقة مشيرة إلى القرارات التي اتخذتها بعض الحكومات والشركات لإبطاء الاستغناء عن الوقود الأحفوري.
وتتوقع أوبك أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، أي أعلى بنحو ستة ملايين برميل يوميا مما كان متوقعا في تقرير العام الماضي، فيما ستقود الصين والهند ودول آسيوية أخرى وأفريقيا والشرق الأوسط هذه الزيادة.