الأسد في الصين.. زيارة تتحدى التابوهات الغربية وتنشد إعادة الإعمار
في أول زيارة رسمية له منذ نحو عقدين، وصل الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إلى الصين، في وقت يجهد للحصول على دعم لإعادة إعمار بلاده.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، إن الرئيس السوري بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد وصلا اليوم إلى مطار هانغجو في الصين تلبية لدعوة رسمية من نظيره الصيني شي جين بينغ.
وأوضحت الوكالة السورية، أن الرئيسين الأسد وشي جين بينغ سيعقدان قمة سورية صينية، مشيرة إلى أن الزيارة تشمل عدداً من اللقاءات والفعاليات التي سيجريها الرئيس الأسد والسيدة أسماء الأسد في مدينتي هانغتشو وبكين.
وبحسب "سانا"، فإنه يرافق الرئيس الأسد وفد رسمي يضم وزراء الخارجية فيصل المقداد، والاقتصاد محمد سامر الخليل، وغيرهم من المسؤولين السوريين، ذات العلاقة بالملفات التي ستناقشها الزيارة.
وعرض تلفزيون "سي سي تي في" الرسمي بثا مباشرا لوصول الأسد إلى مدينة هانغجو حيث سيشارك في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية السبت مع نظيره الصيني شي جينبيغ.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من الحكومة، أن الأسد سيحضر افتتاح الألعاب الآسيوية في هانغجو في 23 من الشهر الحالي. ولم تعلّق وزارة الخارجية الصينية على مضمون الزيارة.
وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس السوري إلى الصين منذ العام 2004، فيما زار مسؤولون صينيون دمشق خلال الفترة التي تلت أحداث 2011.
ودعمت الصين دمشق في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدينها، واستخدمت الفيتو إلى جانب روسيا لوقف هذه القرارات.
واعتبرت الصين أن الزيارة التي بدأها الرئيس السوري بشار الأسد الخميس تشكّل فرصة لدفع العلاقات بين دمشق وبكين إلى "مستوى جديد".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "نرى أن زيارة الرئيس بشار الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد".
كسر التابوهات
وقال المحلّل السياسي السوري أسامة دنورة من دمشق "هذه الزيارة تمثّل كسرا لنطاق مهم من العزل الدبلوماسي والحصار السياسي المفروض على سوريا، كون الصين دولة عظمى وذات ثقل على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي الدولي".
وأضاف لوكالة فرانس برس: "الصين تكسر التابوهات الغربية التي تحاول منع عدد من الدول من التعاطي مع ما تعتبره واشنطن دولا معزولة".
وتفرض دول غربية عقوبات اقتصادية لطالما اعتبرتها دمشق سبباً أساسياً للتدهور المستمر في اقتصادها، فيما رأى دنورة أنه بالنسبة لدمشق، تُعدّ الصين "شريكاً موثوقاً" وخصوصاً في المجال الاقتصادي وإعادة الإعمار.
وعن استثمارات صينية محتملة، قال: "الصين لديها القدرة على إنجاز البنى التحتية في الإعمار في المناطق السكنية والمدنية بسرعة استثنائية".
دور صيني
وكان الرئيس السوري أعرب في تصريحات سابقة عن أمله في أن تستثمر مؤسسات صينية في سوريا.
تأتي زيارة الأسد في وقت تلعب بكين دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، عبر مبادرة الحزام والطريق، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وانضمت سوريا في يناير/كانون الثاني 2022 إلى مبادرة "الحزام والطريق".
وشهد العام الحالي تغيرات على الساحة الدبلوماسية السورية تمثلت باستئناف دمشق علاقتها مع دول عربية عدة على رأسها المملكة العربية السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية ثم مشاركة الرئيس السوري في القمة العربية في جدّة في مايو/أيار للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.
وتسارعت التحوّلات الدبلوماسية على الساحة العربية بعد اتفاق مفاجئ بوساطة صينية أُعلن عنه في مارس/آذار، وأسفر عن استئناف العلاقات التي كانت مقطوعة بين السعودية وإيران.