البشير من الانقلاب إلى الطوارئ.. مسيرة متأرجحة في حكم السودان
الرئيس السوداني الذي وصل لسدة الحكم إثر انقلاب عسكري قاده عام 1989، أقدم على اتخاذ حزمة إجراءات لم يتوقع يوما أن يتخذها
لم يكن يتخيل وهو يلوح بعصاه يمينا ويسارا ويرقص على أنغام الموسيقى، التي صاحبت كلمات تقول: "أبشر يا بشير"، في حفل تنصيبه بالساحة الخضراء بالخرطوم في يونيو/حزيران 2105، أن تشهد ولايته الرئاسية الحالية احتجاجات تعد الأخطر منذ وصوله لسدة الحكم قبل 30 عاما.
- البشير يعلن حالة الطوارئ ويحل الحكومة ويتراجع عن ولاية ثالثة
- قيادي بالمؤتمر السوداني الحاكم: سنواصل مشوارنا بقوة ولن ننهار بتنحي البشير
الرئيس السوداني عمر البشير الذي وصل لسدة الحكم إثر انقلاب عسكري قاده عام 1989، أقدم مساء الجمعة على الإعلان عن حزمة إجراءات لم يتوقع يوما أن يتخذها، فقد فرض حالة الطوارئ لمدة عام واحد، وحل حكومة الوفاق الوطني، وحكومات الولايات، وشكل حكومة كفاءات لاتخاذ تدابير اقتصادية صعبة، وتعهد بتحقيقات شفافة حول القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات.
بجانب مطالبة البرلمان بـ"تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه"، والتي كانت تمهد لبقائه في السلطة، وجدد العهد على أن يكون "رئيسا على مسافة واحدة من الجميع الموالاة والمعارضة".
وما بدأ اعتراضاً على الأوضاع الاقتصادية في السودان، سرعان ما تحول إلى مطالبة واضحة بتنحي البشير عن السلطة، واتسعت المظاهرات لتشمل عدة مدن، سقط فيها عدد قرابة 37 قتيلا بحسب إحصاءات غير رسمية، فيما تقول الحكوم إن العدد أقل من ذلك بكثير.
وبنهاية 2018، قضى البشير أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث وهو 29 عاما.
تحدي الجنائية واحتجاجات 2013
ولد عمر حسن أحمد البشير عام 1944 في قرية صغيرة تسمى "حوش بانقا" بشمال السودان، وقام بانقلاب عسكري على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي عام 1989، وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، وهو العام نفسه الذي تقلد فيه منصب رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية السودانية معاً.
ومنذ الانقلاب، لم تتم أي انتخابات رئاسية حتى عام 2010 والتي فاز فيها البشير بعدما انسحبت المعارضة واصفة إياها بأنها "غير نزيهة".
ويتحدى البشير منذ العام 2008 قرار المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور، عبر زيارات رسمية للبلدان العربية والأفريقية.
وفي سبتمبر 2013، اندلعت احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة، لقي خلالها ما لا يقل عن 200 متظاهر مصرعهم، ليعلن البشير على إثرها عدم رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات 2015.
اتفاق السلام
وقبيل أن يصبح رئيساً للبلاد، كان أحد قادة الجيش ومسؤولا عن قيادة العمليات في الجنوب ضد زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق.
وعندما وقع عام 2005 اتفاق نيفاشا مع قرنق الذي كان يقود الحركة الشعبية لتحرير السودان، وضع حداً لأطول حرب أهلية استمرت 21 عاما لتولد جمهورية جنوب السودان.
حياته الخاصة
ولا يعرف الكثير عن حياة البشير الخاصة، فالرجل ليس لديه أطفال رغم زواجه من اثنتين، وكان زواجه الثاني من أرملة إبراهيم شمس الدين، الذي كان يعد "بطلا حربيا في الشمال".
وكان يحث البشير، القادة على الزواج بأكثر من امرأة وتكفل الرعاية لأرامل الحرب الأهلية التي استمرت عقدين من الزمن وسقط فيها مئات القتلى.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز