ردود لبنانية غاضبة بعد هجوم باسيل على الحريري والأحزاب المسيحية
توالت الردود اللبنانية الرافضة لهجوم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والأحزاب المسيحية.
كان باسيل قد شنّ، في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، هجوما على الحريري والأحزاب المسيحية متهما الأول بالاستئثار بالحصة المسيحية في الحكومة وبالتعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية.
كما اتهم الأحزاب المسيحية بعدم الوقوف إلى جانبه في ما وصفها بـ"المعركة الوجودية"، مؤيدا في الوقت نفسه طرح حزب الله بتشكيل حكومة من 20 أو 22 وزيرا بدل ما يسعى له الحريري لتشكيل حكومة من 18 وزيرا.
ووصف "تيار المستقبل" الذي يتزعمه الحريري كلام باسيل بـ"المطالعة وتكرار لمواقف لم تحمل جديدا"، واعتبر أنه "يتحدث كما لو أنه الناطق باسم العهد."
وقال "المستقبل" في بيان له: "المطالعة المطولة التي استمع إليها اللبنانيون اليوم حول الحكومة والدستور والمعايير، تكرار لمواقف لا تحمل جديدا ولا تفتح ولو ثغرة صغيرة في جدران العرقلة والتعطيل".
وتابع: "لقد تضمنت مطالعة الوزير السابق جبران باسيل كل ما ينطبق عليه جملة وتفصيلا، فرمى ما عنده وفيه من أسباب الفشل والعرقلة وتعليق العمل بالدستور والكلام عن الغدر والطعن بالظهر وقلة الوفاء على الرئيس سعد الحريري، لتحميله مسؤولية الخلل الذي يعانيه العهد وفريقه السياسي".
ورد على انتقاد باسيل استقالة الحريري بعد انطلاق الانتفاضة الشعبية قائلا: "لا يزال يقيم في لالا لاند، ويفرض على رئاسة الجمهورية الإقامة الجبرية في الإنكار للمتغيرات التي نشأت بعد 17 أكتوبر 2019 ويعتبر استقالة الرئيس سعد الحريري وتجاوبه مع الحراك الشعبي ضربا من ضروب الغدر السياسي."
واستطرد: "لقد غاب عن جبران أن مقتضيات الصدق والوفاء، في قاموس الرئيس الحريري، تتصل بمقدار الوفاء للمصلحة الوطنية العليا وقضايا المواطنين ومطالبهم الملحة، وليس بمقدار الوفاء للعلاقات الخاصة والمصالح الشخصية".
وأردف تيار المستقبل في رده على حديث باسيل بالقول: "من المؤسف أن يشهد اللبنانيون من خلال الطحن الكلامي لباسيل، انتقال قرار رئاسة الجمهورية من قصر بعبدا (القصر الرئاسي) إلى سنتر ميرنا الشالوحي (مقر التيار الوطني الحر) ، وأن يستمعوا لرئيس الحزب الحاكم كما لو كان الناطق الحصري باسم العهد القوي."
واستدرك: "لكن المختصر المفيد لكل ما قيل من عجن: مع جبران فالج لا تعالج. بكل الأحوال، ما يعني الرئيس الحريري هو ما يصدر عن رئيس الجمهورية بالمباشر وليس بالواسطة، وما قيل يبقى أضغاث أحلام، مع الإشارة إلى أن أحدا لم يعرض على الوزير جبران باسيل الاشتراك بالحكومة، ومحاولته إيهام اللبنانيين بوجود ضغوط عليه للمشاركة، مجرد رواية تثير الضحك."
ورفض "المستقبل" كلام باسيل "الطائفي" قائلا: "المحاولة الجارية لتأجيج العصبيات الطائفية، لن تنجح يا جبران مهما سعيت إلى دق الأسافين بين المسلمين والمسيحيين ... المسيحيون يدركون أن حقوقهم هي غير الحقوق والمصالح الشخصية التي تريدها، وهي مصونة من جميع اللبنانيين الذين يتكافلون على حماية عيشهم المشترك، ويكفينا أن تكون مقاربة البطريركية المارونية خير شاهد وضامن للوحدة الوطنية، وخير من يتصدى لأبواق التحريض".
وشنّ مستشار الحريري، مصطفى علوش هجوما على باسيل، قائلا عبر "تويتر": "جبران ذو الثلاثة أوجه المنافق الذي يقول الشيء وعكسه في خطابه ومسلكه المفتن الذي يحرق الأرض ويخلف الناس بعضهم ببعض المفلس الذي يلجأ الى دفاتر الطائفية بعد ان خسر حتى ماء وجهه".
وأضاف علوش: "ثلاثة وجوه لوباء واحد يضرب لبنان ويمنع حتى احتمال الشفاء.. رحم الله بلدنا من الدار والوباء".
كذلك رد النائب في "الحزب التقدمي الاشتراكي، هادي أبو الحسن على باسيل، وكتب على حسابه على تويتر قائلا: "لم نؤمن يوماً بمعاييركم وبدعكم، كنا ولا زلنا من الرافضين لهذه الاجتهادات ولتجاوز الدستور، كل الكلام الذي سمعناه اليوم لا أهمية له أمام آلام الناس وجوعهم وأمام صرخات أهالي الضحايا في انفجار المرفأ وأمام قلق الشباب على مستقبلهم، كلامكم كمن يعيش في كوكب آخر ويخطب في الخواء والعدم!".
ورد أيضا النائب بلال عبد الله عبر حسابه على "تويتر" على كلام النائب جبران باسيل الذي قال فيه إنه يمنح الثقة للحكومة إذا نفذت وعود الإصلاح، قائلا: "في رد على مقولة وخدعة، أعطونا إصلاحا، وخذوا الحكومة.. نقول: خذوا المناصب، والمكاسب، والكراسي، وكل مظاهر (القوة)، ولكن أتركوا للناس وطنا".
كذلك كان رد من النائب في "حزب القوات" جورج عقيص على باسيل الذي شنّ هجوما أيضا على الأحزاب المسيحية مدعيا أنه الوحيد الذي يدافع عن حقوق المسييحين، وكتب على تويتر ساخرا عبر استعادة تاريخ "الوطني الحر": "باسيل وحقوق المسيحيين: "للتيار الوطني الحرّ تاريخ مشرّف في الحفاظ على حقوق المسيحيين، فهو بدأ بتحرير الدولة من سلاح المليشيات عند المسيحيين تحديداً، وتوقف هناك، بعد أن كبّد المجتمع المسيحي آلاف القتلى، وفرض عليهم تسوية اتفاق الطائف"، في إشارة الى الحرب الذي شنّها ضد الأحزاب المسيحية المعارضة له.
وأضاف، "هاجم باسيل في مؤتمره الصحفي كل اللبنانيين، وبالأخص المسيحيين وأحزابهم، ولم تحن منه التفاتة مودّة سوى إلى اثنين فقط: حزب الله وبشار الأسد".
وتابع: "حقوق المسيحيين لا تتأمّن -يقول لنا باسيل- سوى عبر التحالف مع هؤلاء، الرسالة هذه برسم المسيحيين".
ولفت عقيص، إلى أنه "لم يذكر باسيل في كلمته البطريرك الماروني، فالبطريركية المارونية التي كانت وراء ولادة لبنان الكبير عام 1920، ووراء الاستقلال الثاني عام 2005، على سبيل المثال لا الحصر، ليست في عهد باسيل وعمّه (رئيس الجمهورية) بالمكانة التي يستحق التوقف عندها، عند تقديم الابحاث في حقوق المسيحيين".
وختم، "أنا نائب عن القوات اللبنانية، والمسيحيون الذين أمثّلهم يبحثون عن دولة، عن مؤسسات، عن مستقبل، لا عن حصص وعنتريات في دولة العدم والانهيار والانعزال عن العالم والارتماء في محور الممانعة، أما القول أعطونا إصلاح وخذوا حكومة، فنسألك تجاهه: لقد كانت لك الحكومات طويلاً، فماذا اصلحت؟".
تأتي هذه الردود بالتوازي مع شبه إجماع من الفرقاء اللبنانيين على أن العرقلة مصدرها باسيل الذي يقف خلف عمه، رئيس الجمهورية في التعطيل، مدعوما من حزب الله، والمطالبة بالثلث المعطل في الحكومة وبالوزارات الأساسية كالعدل والداخلية والدفاع، وهو ما يرفضه الحريري.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز