الكارثة التي حلّت ببعض الدول العربية نختصرها بـ"لعنتين"، هما: 1- الانقلابات العسكرية، 2- الصراعات الطائفية.
ولا أريد أن أسمي تلك الدول فهي معروفة، ولكن اسمحوا لي فقط أن أضرب لكم فقط بمثال "فكاهي ومبكٍ" في دولة من ضمن جامعة الدول العربية، وتقع على خط الاستواء، تملك ما لا يقل عن 45 مليون بقرة، وشعبها يتضور جوعاً، فيما تملك هولندا 11 مليون بقرة فقط، وترضع بها العالم بأكمله، والمشكلة لا تكمن في البقر، بل في ذلك "الثور" الذي يدير الاقتصاد.
ولكن هل تعلمون يا سادتي أن جمهورية "موريشوس" الصغيرة هي: أغنى دولة أفريقية رغم عدم امتلاكها لموارد طبيعية، وإنما تعتمد على الإنسان ثم الزراعة، وكذلك السياحة؟
ويعتبر المسلمون أقلية فيها، حيث يشكلون 17% فقط.. ورغم ذلك اختار الشعب رئيسة مسلمة، وهي د. أمنية غريب فقيم، التي تحمل درجة الدكتوراه.
لا، وأزيدكم من الشعر "صفعة": هل تعلمون أن رئيسة "سنغافورة" التي تعتبر أغنى دولة في العالم بالنسبة لمتوسط دخل الفرد فيها، هي "حليمة يعقوب" امرأة مسلمة، وهي وزوجها كلاهما من أصول يمنية، فبالله عليكم لو أنهما ظلا في "اليمن السعيد"، فكيف يكون حالهما الآن؟!
أعود بكم إلى "موريشوس" وأقول: إن أحد الأساتذة الجامعيين في تلك الدولة كتب لطلابه رسالة معبّرة وضعها على مدخل الجامعة، وهذا نصها:
تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى، ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش!!، فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش، ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش، ويتحرف الدين على يد شيخ نجح بالغش، ويضيع العدل على يد قاض نجح بالغش، ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش.
كما أن هناك دولة أفريقية أخرى يقال لها "رواندا"، خرجت من محنة جاهلية راح ضحيتها أكثر من 800 ألف إنسان في إبادة جماعية، بعدها أفاقت على حالها، وحققت الاستقرار الذي هو أعظم النعم على أي دولة، وبدأ النمو بعدها، وتوصف الآن الحكومة الرواندية على نطاق واسع كواحدة من أكثر الحكومات كفاءة ونزاهة في أفريقيا.
وعلى فكرة، هناك جالية لبنانية تحمل جواز السفر "الرواندي" ولا يرضون به بديلاً، ولا يخطر على بالهم إطلاقاً العودة إلى لبنان –حتى ولو على سبيل الزيارة- وهو الذي يتخبط بين باسيل ونصر الله "ويا قلبي لا تحزن"!!
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة