إنفوجراف.. البصرة عاصمة اقتصاد العراق تعاني التهميش
البصرة ثالث أكبر مدينة عراقية، والمنفذ المائي الأول لها، تصدر نحو 2.5 مليون برميل نفط يوميا، وهو ما يجعلها رئة العراق الاقتصادية.
أوضاع مأساوية تعيشها البصرة العاصمة الاقتصادية للعراق.. التهميش وسوء الخدمات هما السمة الرئيسية لمدينة تتوفر فيها كل المقومات، لتصبح واحدة من كبرى المدن الاقتصادية بالعالم، لكن الواقع غير ذلك تماما.
تبرز في المشهد إيران، ومليشياتها المسيطرة على الأوضاع في البصرة، وهو الأمر الذي يرفضه العراقيون وخرجوا في مظاهرات اعتراضا على سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية نتيجة تدخلات إيران في شؤون اقتصاد البصرة، وتسخير مواردها من النفط وغيره لمصلحة مليشيات الملالي.
وتصدر البصرة، ثالث أكبر مدينة عراقية، والمنفذ المائي الأول لها، أكثر من 2.5 مليون برميل نفط يومياً، وهو ما يجعلها رئة العراق الاقتصادية.
وتقول الحكومة المركزية إنها تبذل جهودا لتأمين الموارد المالية، في حين تضاعفت عائدات النفط خلال عام واحد.
وأكثر ما يثير غضب سكان البصرة، الذين يبلغ عددهم 2,796,000 نسمة، قيام الحكومة المركزية بإلقاء الكرة في ملعب الحكومة المحلية التي ترد بالأمر ذاته.
ولم تشهد البصرة مشاريع لتطوير شبكات الكهرباء والمياه المتهالكة التي لم تعد كافية لمواجهة ازدياد السكان في ظل هجرة كبيرة من الريف إلى المدن والمناطق المحيطة بها، بسبب الأزمة في قطاع الزراعة الذي يعاني من الجفاف وتلوث المياه.
وتتميز البصرة، التي تقع في أقصى جنوب العراق على الضفة الغربية لشط العرب، بكبر حجم الثروة النفطية والغازية التي تمتلكها، ويقع فيها مقر شركة نفط الجنوب، وتصدر معظم إنتاجها من محطة بترول البصرة.
ويصنف العراق رابع أكبر احتياطي للنفط في العالم بنحو 115 مليار برميل، وتحوي البصرة أكبر ثروة نفطية في العراق، إذ تشير الإحصائيات إلى أنها تملك 15 حقلاً من أصل 77 حقلاً معروفاً، منها 10 حقول منتجة ما زالت تنتظر التطوير، كما تحتوي هذه الحقول على احتياطي نفطي يزيد على 65 مليار برميل، مشكلاً نسبة 59% من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي.
وصلت الإيرادات النفطية في موازنة 2018 نحو 74 تريليون دينار عراقي، وغير النفطية 12 تريليون دينار عراقي، مما يدلل على أن الإيرادات النفطية هي المعتمد عليها بشكل رئيسي في الموازنة، التي بدورها تحدد النفقات والرواتب والوظائف وحجم الاستثمارات، وأي خلل في القطاع النفطي ينعكس بشكل مباشر وسلبا على الوضع الاقتصادي للعراق.
تتميز عملية استخراج النفط الخام في البصرة بتدني تكلفة الإنتاج، وهي الأقل على النطاق العالمي؛ لأن حقول النفط والغاز تقع على اليابسة، وفي أعماق قريبة جدا من سطح الأرض، ومعظمها ذو جدوى اقتصادية عالية، إذ قُدرت تكلفة استكشاف البرميل الواحد من النفط الخام في محافظة البصرة بنحو 0,1 - 0,4 سنت/ برميل، حسب طبيعة الحقل النفطي المكتشف، وقدرت في غيرها من حقول العراق بنحو 1,570 دولار لكل برميل.
وتشير دراسة متخصصة حديثة إلى الأهمية الاقتصادية الدولية للنفط في البصرة، إذ تمتلك احتياطيا نفطيا ضخما فاق احتياطي عديد من دول أوبك، فضلًا عن إنتاجها الكبير الذي يشكل نحو 65% من إنتاج العراق من النفط الخام.
وأوضح خبراء الفارق الكبير بين ما تعطيه البصرة من ثروات وقدرات مادية إلى خزينة العراق، وما يحصل عليه أبناؤها من خدمات أو حتى فرص عمل، مؤكدين أن كل ما يسعى إليه أبناء البصرة هو تسخير موارد مدينتهم لمصلحة أبناء البصرة.