جوارديولا وبيلسا.. قصة "كاره اللعبة" الذي توسط بين الفيلسوف ومعلمه
كيف أسهم "كاره كرة القدم" في علاقة وثيقة بين بيب جوارديولا ومارسيلو بيلسا المدربين الأكثر شغفا بتفاصيل اللعبة؟
يستعد الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، لخوض واحدة من المواجهات الأكثر تشويقا في تاريخه التدريبي، على الرغم من أن أهميتها على الورق لا تتعدى 3 نقاط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
السيتي سيحل ضيفا على ليدز يونايتد، الذي يدربه الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا، معلم جوارديولا وأستاذه الروحي، مساء السبت، في الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي.
الفيلسوف والمعلم المجنون
جوارديولا وبيلسا هما أكثر المدربين في الوقت الحالي شغفا بالاستحواذ واللعب الهجومي وبناء الهجمة من الخلف، كما أنهما يشتركان في بعض السمات الشخصية التي تنعكس على عملهما كمدربين، وعلى رأسها الاهتمام بأدق وأصغر التفاصيل.
ولطالما كرر جوارديولا عشرات المرات أن بيلسا هو أكثر مدرب يعجبه ويتعلم منه، رغم إصرار المدير الفني الأرجنتيني الملقب بـ"المجنون" أنه ليس معلما للفيلسوف الإسباني.
آخر إشادة من جوارديولا لبيلسا كانت في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة المرتقبة، حيث قال بيب صاحب الـ49 عاما: "أعتقد أن بيلسا هو أكثر شخص يعجبني في كرة القدم، كمدرب وشخص، أرى أنه المدرب الأكثر وفاء لطريقته طوال الوقت، هو فريد من نوعه".
جوارديولا رفض التقليل من بيلسا رغم الفارق الشاسع في عدد الألقاب التي حققها كل منهما، حيث فاز بيب بـ29 لقبا بينما لا يتخطى عدد ألقاب المدرب الأرجنتيني صاحب الـ65 عاما أصابع اليد الواحدة.
وقال بيب في هذا الصدد: "نظريتي أن الأمر لا يتعلق بالألقاب بالنسبة للمدرب، لقد فزت بألقاب أكثر من بيلسا، لكن من حيث المعرفة بكرة القدم فأنا بعيد عنه، إنها هدية جيدة أن يكون موجودا في الدوري الإنجليزي".
قصة كاره كرة القدم
من الغريب أن السبب في العلاقة الوثيقة بين جوارديولا وبيلسا، والتي عنوانها هو الشغف بكرة القدم، هو نجم سابق له شأن كبير في تاريخ اللعبة لكنه لا يحبها، وهو المهاجم الأرجنتيني السابق جابرييل عمر باتيستوتا.
باتيستوتا لعب لعدة أندية كبيرة في الأرجنتين وإيطاليا منذ 1988 وحتى اعتزاله في 2005، وكان يصنف كأحد أفضل المهاجمين في تاريخ اللعبة، لكنه قال في سيرته الذاتية إنه لا يحب فكرة أن تطغى كرة القدم على بقية جوانب حياته، خاصة بعدما تعرض لضغوطات جماهيرية عنيفة وإصابات قوية خلال مسيرته في إيطاليا.
في موسم 2002-2003 وقبيل نهاية مسيرته كلاعب، زامل جوارديولا باتيستوتا في صفوف روما، وتلقى بيب نصيحة من المهاجم الأرجنتيني السابق بالتعرف على مواطنه بيلسا، وأخبره بضرورة التعلم منه إذا أراد أن يكون مدربا له شأن.
وفي موسم 2005-2006، وصل جوارديولا إلى محطته الأخيرة في الملاعب مع فريق دورادوس المكسيكي، وكان بعمر 35 عاما وقتها، وقطع رحلة بلغت مسافتها 5 آلاف كيلو متر لزيارة بيلسا في منزله بمدينة روزاريو الأرجنتينية.
وفقا لتيم ريتش، الذي ألف كتاب "جودة الجنون: حياة مارسيلو بيلسا"، فإن المدرب الأرجنتيني تحدث مع جوارديولا عن كل شيء في كرة القدم خلال حفلة شواء، وكان محور الحديث تكتيكات وفرق وحكايات من حياتهم المهنية، وأيضا السياسة وأساليب الإدارة، ومن ذلك الحين بدأت رحلة إعجاب الفيلسوف بالمعلم المجنون.
التلميذ أمام الأستاذ
المواجهة الأولى بين بيب وبيلسا كانت في عام 2011 بالجولة الـ12 من الدوري الإسباني موسم 2011-2012، حين كان جوارديولا مدربا لبرشلونة، فريقه السابق كلاعب، ومعلمه الأرجنتيني على رأس الإدارة الفنية لأتلتيك بلباو.
وكما كان متوقعا، المباراة شهدت هجوما قويا من الفريقين، تنفيذا لأفكار بيب ومعلمه الأرجنتيني، وانتهت بالتعادل 2-2 على ملعب بلباو.
جوارديولا تفوق في المواجهة الثانية 2-0 بالجولة الـ31 من الموسم ذاته بالليجا، كما فاز 3-0 في المواجهة الأخيرة بينهما حتى الآن، وكانت في نهائي كأس ملك إسبانيا لنفس الموسم.
وفي 2013 رحل بيب إلى بايرن ميونيخ، وكشف خافي مارتينيز، لاعب الفريق البافاري حاليا وبلباو سابقا، أن جوارديولا كان دائما ما يسأله عن بيلسا عندما كانا معا في ألمانيا.
وقال لاعب الوسط الإسباني في تصريحات سابقة: "عندما كنت أتدرب تحت قيادة بيب، جاءني مرارا وتكرارا ليسألني عن عملي مع بيلسا، ويمكنني القول إن الاحترام والإعجاب بينهما متبادل".
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز