معركة "البناء والتنمية".. 3 أهداف للإمارات في رسالة محمد بن راشد
خارطة طريق واضحة المعالم عنوانها البناء والتنمية، ووسيلتها تحويل التحديات إلى إنجازات، وهدفها أن تكون الإمارات الأفضل دائما.
تلك الخارطة التي بدأت الإمارات تطبيقها قبل نصف قرن مع تأسيس الدولة، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن بلاده ماضية قدما في تنفيذها.
تغريدة إماراتية حملت رسالة واضحة لكل من يحاول تعطيل مسيرة البناء والتنمية في الإمارات، أو يشغلها عن هدفها الرئيسي من تحقيق التميز والريادة في مختلف المجالات، مفادها بأن ما فلشتم فيه وغيركم على مدار 50 عاما، لن تنجحوا فيه الآن، ولن تتمكنوا أن تجروا الإمارات إلى معارك جانبية عبر حملات مليئة بالأكاذيب والتفاهات لا يصدقها عاقل، لكي تشغلوها عن معركتها الأساسية ألا وهي "معركة البناء والتنمية".
تلك المعركة التي حققت فيها الإمارات إنجازات تاريخية، في مجالات الفضاء والعلوم والمجال النووي والاقتصاد والسياسة.
إنجازات أثبتت بها الإمارات صحة نهجها وصواب رؤية قيادتها الرشيدة التي غرست في أبناء الإمارات حب التميز والتفرد، ليصبح المركز الأول هدف الجميع وغايتهم على الدوام.
رسالة هامة
قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن المعركة الكبرى الحقيقية هي معركة البناء والتنمية.
وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على وسم #علمتني_الحياة" على موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة، اليوم السبت، قائلا: "علمتني_الحياة.. ألا تشغلني الحياة بمعاركها الجانبية عن معركتنا الكبرى الحقيقية.. معركة البناء والتنمية".
وفصَّل قائلا: "بناء الوطن معركة.. بناء الإنسان ملحمة.. بناء حياة لأجيال جديدة هو أكبر وأعظم وأنبل هدف لحياتنا.. وما سوى ذلك تفاهات تشغلنا عن معركتنا الحقيقية".
وفي وقت سابق، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسم #علمتني_الحياة على حسابه في "تويتر"، ليشارك متابعيه بعض تجاربه في الحياة لنقلها للأجيال القادمة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "الإخوة والأخوات، كما تعودنا كل صيف سأكتب بين حين وآخر عن بعض ما تعلمناه من مسيرتنا في القيادة والإدارة، تحت وسم #علمتني_الحياة، لننقل بعض تجاربنا للأجيال القادمه".
3 أهداف
ضمن تغريدته حدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 3 أهداف تواصل الإمارات تحقيقها ضمن مظلة "معركة البناء والتنمية"، وهي "بناء الوطن"، و"بناء الإنسان"، و"بناء حياة لأجيال جديدة".
أهداف تكشف عن سمو ورقي وبعد نظر القيادة الإماراتية، فبناء البشر قبل الحجر، والعمل من أجل بناء المستقبل يبدأ من النهوض بالحاضر.
كما تتسجد تلك الأهداف في الإنجازات التاريخية التي تواصل الإمارات تحقيقها في مختلف المجالات وعلى شتى الأصعدة، حتى أضحت مصدر إلهام للعالم.
أهداف تتجسد أيضا في رؤية الإمارات للاستعداد للخمسين عاما القادمة، عبر العمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في العام 2071.
معركة البناء والتنمية هي ميدان تجيد الإمارات الانتصار فيه، وهو أمر تؤكده الإنجازات التي تشهدها الدولة على أرض الواقع، والشهادات الدولية والأممية على تلك الإنجازات.
إنجازات تاريخية
تغريدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأتي في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي الذي يدور حول الكوكب الأحمر "المريخ" حالياً مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالفعل قام المسبار قبل أيام ببث الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ في أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
وكان "مسبار الأمل" قد وصل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط الماضي، لكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وفي 14 أبريل/نيسان الماضي، نجح مسبار الأمل في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
كما تأتي الرسالة في وقت تستعد فيه الإمارات لإقامة إكسبو 2020 دبي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي.
وسيقام في الفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/آذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ويتطلع المعرض إلى استضافة العالم في هذا الحدث الدولي وإشراك الجميع في هذه المسيرة الاستثنائية، من أجل إلهام الأجيال المقبلة ومشاركتها في إطلاق الابتكارات التي ستكون دعامة التقدم البشري في الخمسين سنة المقبلة.
وفي 6 أبريل/ نيسان الماضي تم الإعلان عن التشغيل التجاري لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وجاء ذلك بعد نحو شهر من صدور رخصة تشغيل المحطة الثانية من محطات براكة في 9 مارس/آذار الماضي.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة.
وعند تشغيلها بشكل كامل، ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 جيجاوات من الكهرباء، وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، وهو ما يعادل إزالة انبعاثات 3.2 مليون سيارة من طرق دولة الإمارات كل عام.
إنجازات إنسانية وسياسية
كما تأتي تغريدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد نحو أسبوعين من منح المؤسسة البابوية التربوية - التابعة للفاتيكان - الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وسام "رجل الإنسانية"، تقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة "كوفيد- 19".
ويسجل تاريخ الإنسانية مبادرات الإمارات ومواقفها المشرفة، لدعم الجهود الدولية لاحتواء جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19".
وخلال تلك الأزمة العالمية تجاوزت فيها الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلنت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
كما تواصل الإمارات معركة البناء والتنمية، في وقت تتواصل فيه الجهود على قدم وساق لإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، والذي يجسد إيمان الإمارات بقيم التسامح والتعايش والأخوة.
ويعد "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث، والمقرر افتتاحه منتصف عام 2022، ترجمة على أرض الواقع لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من الإمارات قبل عامين، وخلد العالم ذكرى توقيعها في احتفالية دولية سنوية، تم الاحتفال بها لأول مرة 4 فبراير/شباط الماضي، بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي هذا اليوم يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
وتحولت الإمارات إلى مصدر إلهام داعمي السلام حول العالم، فمنذ خطوتها الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، انضمت 3 دول عربية أخرى لركب السلام هي البحرين والسودان والمغرب.
وهي خطوة تبعتها الإمارات برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد، بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
دور الإمارات الهام في نشر السلام، كان محل تقدير دولي، عبر عنه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 يونيو/ حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.
شهادات دولية
الإنجازات التي تحققها الإمارات على مختلف الأصعدة، تؤكدها وتشيد بها العديد من المؤسسات الدولية.
وقبل شهر أدرجت ثلاث مرجعيات دولية متخصصة بالتنافسية، دولة الإمارات ضمن الـ20 الكبار على مستوى العالم في 12 مؤشراً تخصّ قطاع الحسابات الوطنية.
ويُظهر الرصد الذي نفّذه "المركزي الاتحادي للتنافسية والإحصاء"، لتقارير هذه المرجعيات الدولية أن دولة الإمارات احتلت المرتبة الأولى عالمياً في ديناميكيات الدَيْن كما وثقها تقرير التنافسية العالمي 4.0 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
كما جاءت كذلك في المرتبة الأولى عالمياً، بقطاع ديون الحكومة المركزية الأجنبية، حسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
وأدرج الكتاب السنوي أيضاً، في رصده لتنافسية الأداء الدولي، دولة الإمارات في المرتبة الخامسة بإجمالي الناتج المحلي للفرد، وكذلك في إجمالي الدَيْن الحكومي العام.
فيما جاءت الإمارات في المرتبة 8 عالمياً بتنافسية رصيد الحساب الجاري نسبة إلى إجمالي الناتج المحلي، وفي المرتبة الـ 10 في الإنتاجية الكلية (معدل القوة الشرائية) وفي المرتبة 11 في نسبة التجارة إلى إجمالي الناتج المحلي، وهي خصوصية تتصدر بها الإمارات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كبوابة للتجارة الدولية.
وفي توقعاته للنمو الفعلي في إجمالي الناتج المحلي، رغم مستجدات جائحة كورونا التي طالت الاقتصاد العالمي خلال 2020، فقد أدرج الكتاب السنوي للتنافسية العالمي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، دولة الإمارات في المرتبة 14 على مستوى العالم. وكان في ذلك يوثقّ لقدرة الاقتصاد الإماراتي على مواجهة التحديات واستدامة التنمية. كما صنفها بالمرتبة ذاتها في رصيد الحساب الجاري.
وفي رصده لمعدل القوة الشرائية للفرد، النمو الفعلي فقد أدرج دولة الإمارات بالمرتبة 20 عالمياً.
يشار إلى أن تقرير التنمية البشرية العالمي الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أدرج معدل القوة الشرائية للفرد في الدورة الاقتصادية الإماراتية بالمرتبة السابعة على مستوى العالم.
فرص للكوادر وبرنامج الجينوم الإماراتي
في 11 يوليو/ تموز الجاري، أعلن "البرنامج الوطني للمبرمجين" في دولة الإمارات عن البدء باستقبال طلبات الإقامة الذهبية من المبرمجين المقيمين في الدولة ومختلف أنحاء العالم.
وجاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمنح 100 ألف إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات الناشئة والمتخصصة في مجال البرمجة.
وتستهدف الخطوة نخب المبرمجين من أصحاب الكفاءات وحاملي الشهادات العلمية التخصصية في مجال البرمجة.
يأتي ذلك في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تأسيس 1000 شركة رقمية كبرى في الدولة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وإشراكهم في مسيرة بناء الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات، وتهيئة البنية التحتية المحفزة للإبداع والابتكار والقادرة على مواكبة المتغيرات المتسارعة في مختلف القطاعات الحيوية.
وفي إطار الاهتمام بالإنسان وبنائه وصحته، وعقب ذلك بأسبوع، أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، القانون رقم 13 لسنة 2021 بإنشاء مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية.
وتلك الخطوة جاءت في إطار عملية تطوير منظومة العمل الحكومي في دبي، بهدف رفع كفاءة مختلف القطاعات الحيوية وبما يضمن توفير أرقى الخدمات وأعلاها جودة وفق أفضل المعايير العالمية.
وسبق ذلك، في يونيو/حزيران الماضي، أن اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تشكيل مجلس برنامج الجينوم الإماراتي.
وجاء التشكيل برئاسة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ليكون المجلس المسؤول عن إدارة أعمال برنامج الجينوم الإماراتي في الإمارات والإشراف عليه.
ويأتي إنشاء المجلس في ضوء الجهود الحكومية لتوفير رعاية صحية عالمية المستوى في الدولة، واعتماد البرامج العلاجية الوقائية والاستباقية، بالإضافة إلى تمكين القطاع الطبي من الحد من انتشار الاضطرابات الوراثية والإعاقات الجسدية والعقلية، وصولاً إلى خفض معدل الوفيات في الدولة.
انتصارات تتواصل
إنجازت تتوالى لتؤكد أن خارطة البناء والتنمية التي انطلق تطبيقها مع تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971، وازدهرت خلال 3 عقود من حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (منذ تأسيس الدولة في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971، وحتى وافته المنية في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2004)، تتواصل في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
إنجازات تتواصل لتؤكد أن نهج "اللامستحيل" الذي تمضي به قيادة الإمارات لا يتوقف عند حد معين، وأن هزيمة المؤامرات وتجاهل الحملات المشبوهة وتجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات لصالح الإمارات والعالم العربي والبشرية بشكل عام المهمة المفضلة لـ"عيال زايد".