«معركة سابيينزا».. شاهدة على ولادة الأسطول العثماني
معركة سابيينزا البحرية تعد البداية الحقيقية للأسطول العثماني القوي الذي قلب كفة موازين القوى البحرية لصالح الدولة العثمانية.
فبعد فتح العثمانيين مدينة إسطنبول فضلاً عن نفوذهم البحري المتنامي في البحر الأبيض المتوسط، أعلنت مملكة البندقية بدعم من الفاتيكان ودول أوروبية أخرى حرباً صليبية على أسطول الدولة العثمانية عام 1499.
ودفع ذلك السلطان بايزيد الثاني لتوجيه أسطوله البحري تحت قيادة داوود باشا بالتحرك لمجابهة أسطول البندقية، وفقا لموقع موسوعة بريتانيكا.
دخل أسطول البندقية في قتال ضار مع الأسطول العثماني بنهاية أغسطس/آب عام 1499، بمشاركة 400 سفينة حربية من مختلف الأحجام.
وكان الأسطول العثماني يتكون بعد تجمعه من 67 سفينة حربية شراعية كبيرة، و20 سفينة حربية متوسطة، ونحو 200 سفينة صغيرة، علاوة على 63000 من المقاتلين.
في المقابل، كان أسطول البندقية تحت قيادة الأدميرال أنطونيو غريماني، ويتكون من 47 سفينة كبيرة، و17 سفينة صغيرة ونحو 100 سفينة من أحجام أصغر.
معركة سابيينزا
وقعت معركة سابيينزا البحرية، وتُعرف أيضاً باسم معركة زونيكو أو معركة ليبانتو الأولى، في شهر أغسطس/آب عام 1499، بين البحرية العثمانية تحت قيادة داوود باشا والبحرية البندقية تحت قيادة غريماني.
واستمرت المعركة البحرية لأربعة أيام منفصلة: 12 و20 و22 و25 أغسطس/آب 1499، بالقرب من سواحل مدينة زونيكو الإيطالية في البحر الأيوني.
وكانت الغلبة فيها للأسطول العثماني بقيادة كمال ريس، الذي باغت الأسطول البندقي باستخدامه المدافع من على متن سفنه.
وخلال اللحظات الأشد حرجا في تلك المعركة البحرية الكبرى -التي استخدمت فيها لأول مرة في التاريخ المدافع من ظهر السفن- تمكنت سفينتان حربيتان من البندقية بقيادة أندريا لوريدان وألبان دارمر من الاقتراب من إحدى السفن الرئيسة في الأسطول العثماني، وتعليق الخطاطيف بها تمهيدا لاقتحامها.
وحين لم يتمكن قبطان السفينة الحربية العثمانية من التخلص من الحبال التي مدت من السفينتين المعاديتين، لم يتوان عن إشعال النار في سفينته.
وبعد لحظات، امتدت النيران والتهمت السفن الثلاث، ما تسبب في ضربة موجعة للروح القتالية لدى بحارة البندقية.
في تلك المعركة البحرية الكبرى حقق الأسطول التركي بقيادة كمال ريس انتصارا كبيرا على بحرية البندقية، على الرغم من دعمها من قبل أربعة سفن حربية فرنسية كبيرة.
نتائج المعركة
تمكن العثمانيون الأتراك من تدمير عدد كبير من السفن المعادية وأسر عدد آخر، ما مهد الطريق إلى فرض الإمبراطورية العثمانية شروطها على البندقية في نهاية المطاف في عام 1503، بعد أن وصلت غارات سلاح الفرسان التركي إلى أراضي البندقية ذاتها في أقصى شمال إيطاليا.
واعتقل قائد أسطول البندقية الأدميرال أنطونيو غريماني، وتمت محاكمته بمشاركة أحد أبنائه، ثم أطلق سراحه بعد ذلك، وانتخب في عام 1521 حاكما للبندقية.
وتتويجاً لجهوده العظيمة التي كانت سبباً في تحقيق النصر قام السلطان العُثماني بايزيد الثاني بإهداء 10 من سفن البندقية التي جرى اغتنامها إلى كمال ريس.
وحسب بعض المؤرخين فقد كانت معركة سابيينزا البحرية نقطة البداية لفرض هيمنة الأسطول العثماني على مياه البحر المتوسط.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز