مسؤولون عراقيون عدة يتحدثون عن تأخر معركة الموصل، الفاصلة مع تنظيم «داعش» لشهرين إضافيين، بعد أن واجهت قوات الجيش و«البيشمركة» و«الحشد الشعبي» المدعومة بقوات من التحالف الدولي
مسؤولون عراقيون عدة يتحدثون عن تأخر معركة الموصل، الفاصلة مع تنظيم «داعش» لشهرين إضافيين، بعد أن واجهت قوات الجيش و«البيشمركة» و«الحشد الشعبي» المدعومة بقوات من التحالف الدولي تعقيدات جدية على الأرض، بعد أشهر من الاقتتال العنيف.
التعقيدات برزت بعد اكتشاف الجيش العراقي عقب سير المعارك استعداد التنظيم للمعركة بشكل لم تتوقعه القيادات العراقية والتحالف الدولي، فالتنظيم رتب نفسه من خلال بناء التحصينات الدفاعية والخنادق في مدينة الموصل وما حولها، مما أعاق تنفيذ خطط اقتحام المدينة في الوقت المحدد للخطط، التي تم وضعها لطرده بشكل نهائي.
ما الذي يمكن أن ينتج عن هذا التأخير؟
مراقبون عدة يَرَوْن أن التأخير في حسم معركة الموصل، سيجلب المزيد من التعقيدات، وسيعيد خلط الأوراق في المنطقة برمتها، وليس العراق فقط، خاصة وأن التنظيم سيستفيد من الإحباط الذي يتولد لدى المقاتلين، إلا أن القوات العراقية تبدو مصممة على إنهاء المعارك مهما طالت، لأنها تعدها أهم المعارك في البلاد منذ سيطرة «داعش» على مدن عدة في البلاد قبل مدة.
وربما تحمل التطورات الأخيرة في المنطقة الكثير من الأنباء غير السارة لتنظيم «داعش»، خاصة مع قدوم دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية، بعد انتخابات مثيرة للجدل والانقسام في أمريكا وخارجها؛ حيث يبدو ترامب أكثر حزماً ضد التنظيم، الذي تمدد بشكل واسع خلال فترة حكم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
خلال الشهر الماضي، الذي تلى انتخابه لم ينفك ترامب عن الحديث عن رؤية مختلفة للحرب ضد «داعش»، ورغبة إدارته الجديدة في التعاون من أجل القضاء على التنظيم، الذي صار تمدده يخيف دول المنطقة والعالم أجمع.
من هنا تبدو تعقيدات المعركة في الموصل ضد تنظيم «داعش» متوقعة، بل وطبيعية، قياساً بالمواجهة القائمة فيها؛ حيث يحشد التنظيم لمعركة مصيرية لتواجده، لأنه يدرك أن الموصل هي معركته الأخيرة، وبانتهائها سيتشرذم التنظيم إلى جزر متناثرة يسهل التخلص منها في وقت لاحق، في الوقت نفسه تبدو القوات العراقية مصممة أكثر من أي وقت مضى على عدم ترك النصر يفر من قبضتها، خاصة وأن الأجواء الحالية لن تتوافر في المستقبل؛ لذلك لن يسمح التنظيم بكسر ظهره في الموصل، وسيعمل بكل ما أوتي من قوة للحيلولة دون تحقيق ذلك، وسيحاول إطالة أمد المعركة؛ للبقاء في المدينة، وبالتالي استمرار مشروعه للتدمير والخراب، ليس فقط في الموصل، بل في كل العراق والمناطق التي وصلت أقدامه إليها، خاصة: سوريا وليبيا وإلى حد ما اليمن.
استمرار الحرب من عدمها، يعتمد إذاً على النفس الطويل، الذي ستتبعه القوات العراقية والتنظيم معاً، فالتنظيم يدرك أن هذه آخر تحصيناته، وأن مصيره لم يعد بيده وحده، بل بأيدي غيره؛ لذلك ستكون الفترة القادمة حبلى بالمفاجآت، ومملوءة بالخسائر البشرية والعسكرية، وكلها في نهاية الأمر من خيرات الشعب العراقي وإمكاناته .
نقلاً عن " الخليج "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة