رغم المليار يورو.. صحف العالم تفضح فشل مشروع قطر في سان جيرمان
بالرغم من أن معظم الصفقات القياسية في عالم المستديرة كان طرفها باريس، بداية من نيمار ومرورا بمبابي إلا أنه لم يحقق سوى الألقاب المحلية
لم تكن الدموع التي غطت وجه النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا بهدف دون رد أمام بايرن ميونيخ الألماني، إلا اعترافا وإقرارا بخيبة أمله، وضياع سنين عمره، في مشروع عنوانه الفشل، رغم كم الأموال التي تم ضخها.
الصحف العالمية سلطت الضوء على طرفي المباراة النهائية، ففي الوقت الذي نال بايرن ميونيخ قسطا كبيرا من الإشادة، كان لمنافسه الباريسي المملوك للقطري ناصر الخليفي، المتورط في عدة قضايا فساد، نصيب أكبر، ولكن من الانتقادات.
وقالت الصحف إن المشروع القطري في باريس، واصل مسلسل الفشل، رغم الصفقات المالية الضخمة، والصرف ببذخ على اللاعبين والنادي، خلال السنوات الأخيرة.
وبالرغم من أن معظم الصفقات القياسية في عالم المستديرة، كان طرفها باريس، بداية من دفع الشرط الجزائي في عقد البرازيلي نيمار، والمقدر بـ222 مليون يورو، مرورا بشراء الفرنسي الشاب كليان مبابي مقابل 180 مليون يورو، إلا أن النادي لم يحقق سوى الألقاب المحلية، في البطولة الأضعف بين بطولات أوروبا الكبرى.
وانتقدت الصحف العالمية ما أسمته، عجز "المشروع القطري" عن تجسيم الوعود التي أطلقها منذ استحواذه على النادي الفرنسي، والمتمثلة في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
صحيفة "سبورت" الإسبانية الشهيرة قالت تحت عنوان "الخليفي صرف 1.3 مليار يورو، ومازال يلاحق دوري أبطال أوروبا"، إن النادي صرف كل هذا المبلغ دون أن يتذوق طعم السعادة.
وواصلت: "عاش الخليفي وضعية صعبة في عام 2017 بعد الريمونتادا الشهيرة التي كان بطلها برشلونة، مما دفعه لطلب المزيد من الأموال في صيف 2017 لضم نيمار ومبابي بهدف واضح، هو وضع حد للعنة دوري الأبطال، غير أن العقدة تواصلت وتحولت من دور ربع النهائي لدور ثمن النهائي".
وختمت: "ظن الخليفي أنه أنهى سلسلة الخيبات عندما ترشح لنهائي النسخة الحالية، غير أن الحلم تحول مرة أخرى لكابوس، بعد أن فرض بايرن ميونيخ تفوقه على أرض الملعب"، وأتمت: "لن ينام مرة أخرى بشكل جيد، هذه المرة بسبب الملايين الضائعة".
"لوموند" الفرنسية سخرت، من المشروع القطري، حيث قالت: "سان جيرمان كان يعتقد أنه أصبح أحد كبار أوروبا بعد أن أصبح مملوكا من قبل قطر منذ 9 سنوات، صحيح أنه يمتلك الأموال، لكن حقيقة الميدان كانت مغايرة، لقد أعاد بايرن النادي الباريسي لصوابه ".
ونشر موقع "كونتر بوان" تقريرا تعرض فيه للمشروع القطري، قائلا: "غذاء في قصر الإليزيه قبل 10 سنوات سمح بتدعيم العلاقات الاقتصادية بين فرنسا وقطر ومنح الضوء الأخضر للسيطرة على باريس سان جيرمان. "
وتابع: "أكثر من مليار دولار تم صرفها بهدف قيادة نادي العاصمة الفرنسية للسيطرة على كرة القدم الأوروبية، لكن المشروع أخذ أبعادا سياسية".
وأضاف: "عكس ما حصل مع أولمبيك مارسيليا في عام 1993، فإن باريس لم يتمتع بدعم شعبي كبير في فرنسا"، الجميع هنا يرى أنه يحمل مشروعا اصطناعيا أدى لتدمير المنافسة في الدوري المحلي".
ومنذ استحواذ قطر على النادي في 2011 لأهداف سياسية، أهمها تبييض وجه نظام الحمدين، فشل الفريق في كل موسم في تحقيق هدفه الأوروبي، مكتفيا بالاستحواذ على الألقاب المحلية مستغلا ضعف المنافسة، بسبب عدم قدرة أي نادٍ آخر على مواجهته ماديا في البطولات الفرنسية.
وبحسب إحصائية نشرتها صحيفة "صن" البريطانية، فإن باريس سان جيرمان تحت قيادة الإدارة القطرية أنفق 1.1 مليار جنيه إسترليني من أجل التتويج بدوري أبطال أوروبا.
المثير أن قائمة بايرن ميونيخ للموسم الحالي والتي تواجدت في مواجهة سان جيرمان في نهائي الأحد، تبلغ تكلفتها المالية 330 مليون جنيه إسترليني نظير شراء كافة اللاعبين المتواجدين بها.
على الجانب الأخر، تبلغ تكلفة قائمة الفريق الباريسي 703.6 مليون جنيه إسترليني، أي ما يزيد عن نصف تكلفة شراء نجوم بايرن ميونيخ بأكملهم.
عراب الفساد القطري
وتأتي خسارة دوري الأبطال، لتمثل صدمة للقطري ناصر الخليفي، قبل مثوله للمحاكمة أمام القضاء السويسري في 14 سبتمبر/أيلول المقبل بتهم فساد تتعلق بالحصول على حقوق بث تلفزيوني لنهائيات كأس العالم.
المثير في القضية، أنه قد استُدعي كشاهد عام 2017 بعد أن تم الاشتباه في وجود فساد خاص في مسألة نقل نهائيات كأس العالم لعامي 2026 و2030 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قبل تحوله لمتهم رئيسي لاحقا بعد ثبوت تورطه في التلاعب بحقوق البث ورشوة مسؤولين عن بطولة العالم لألعاب القوى التي أُقيمت في الدوحة منذ أشهر.
رجل قطر المشبوه، طاردته فضائحه الرياضية في كل مكان، حيث أكدت تقارير صحفية إنجليزية في وقت سابق تورطه في قضية فساد تتضمن دفع أموال لوكيل لاعبين بطريقة تخالف لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وأنه قام بتقديم معلومات غير دقيقة للقضاء الفرنسي وفقا لوثائق مسربة.
وتحت عنوان: "كيف تضم لاعبين بمبلغ 400 مليون يورو في صيف واحد، ولا تتعرض لأي عقوبة تتعلق بلوائح اللعب المالي النظيف في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟"، رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية خبايا قرار تبرئة النادي المملوك لإدارة قطرية من اتهامات واضحة بالتلاعب المالي.
وبحسب بحسب الصحيفة فإن تفاصيل التحقيقات فإن النادي الفرنسي، استخدم خدعة لتجنب وقوع عقوبة عليه بجلب رعاة عبارة عن كيانات قطرية مثل إحدى شركات الاتصالات وكذا بنك قطر الوطني وهيئة السياحة القطرية، وسخرت حينها الصحيفة: "هيئة السياحة القطرية تشتري نيمار ومبابي ولاعبي الفئة الأولى في العالم".
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز