هل يرحل؟.. دوري أبطال أوروبا ينصر فليك على بايرن ميونخ
لم يكن خروج بايرن ميونخ من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا إلا انتصارا لمديره الفني هانز فليك على إدارة النادي، فيما يخص سياسية التعاقدات.
أولي هونيس، الرئيس السابق لبايرن ميونخ، كان من بين منتقدي فكرة دفع الكثير من الأموال من أجل التعاقد مع اللاعبين، حيث قال في تصريح سابق: "الألقاب لا تكسب بالأموال"، منتقدا سياسية نادي باريس سان جيرمان التعاقدية.
انتقادات رئيس بايرن السابق تتعلق برفض مسؤول النادي البافاري لفكرة الإنفاق الزائد عن الحد والأسعار المبالغ فيها للاعبي الكرة في الوقت الحالي من جانب، والثانية رفض الإدارة الحالية لطلبات المدرب هانز فليك بشأن الصفقات.
ولكن الغريب، أنه بعد فترة قصيرة من هذا التصريح، ودع بايرن ميونخ بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي، أمام باريس سان جيرمان نفسه.
خلافات بايرن ميونخ
في الآونة الأخيرة قاد البوسني حسن صالح حميديتش، المدير الرياضي للبايرن، موقف الإدارة البافارية الرافض لإجراء صفقات قوية خلال الميركاتو الصيفي الماضي.
حميديتش انتقد فليك في العلن حين طالبه بعدم الحديث عن الصفقات واحتياجات الفريق في وسائل الإعلام، في وقت كان فليك بطلاً لدوري أبطال أوروبا و5 بطولات أخرى في أول مواسمه التدريبية مع عملاق بافاريا.
فليك رد على انتقادات حسن صالح، في مؤتمر صحفي، الجمعة، للحديث عن مواجهة يونيون برلين في الدوري، قائلا: "القائمة الموسم الماضي كانت أقوى حين توجنا بدوري أبطال أوروبا".
لوثار ماتيوس أسطورة كرة القدم الألمانية علق على هذا الخلاف مطلع الأسبوع الحالي في مقاله بصحيفة "بيلد" الألمانية، قائلا: "لديهما وجهات نظر مختلفة، خاصة فيما يخص قائمة الفريق، ولا اعتقد أن هذه الأزمة تم حلها".
صراع فليك وحميديتش يشبه كثيراً صراع الفلسفات المختلفة بين بايرن والأندية التي تنفق مليارات الدولارات على الصفقات، ولكن على نطاق أخف، ففليك لم يطلب صفقات استثنائية، ولكنه انتقد على الأقل عدم حفاظ الإدارة على نجومها بسبب الأموال، أو تقرير مصير لاعبين دون الرجوع إليه رغم النجاحات التي حققها.
بايرن ميونخ بلا إنفاق
بايرن استغنى عن الكرواتي إيفان بريسيتش الذي كان له دور واضح ومهم في فوز بايرن بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ونفس الأمر انطبق على فيليبي كوتينيو الذي أعيد لبرشلونة رغم مساهاماته الجيدة مع الفريق.
في المقابل، ضم بايرن الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو موتينج في صفقة انتقال حر من باريس سان جيرمان، ومجموعة من اللاعبين الذين لم يظهروا أي مردود إيجابي على مدار الموسم، مثل بونا سار من أولمبيك مارسيليا، ودوجلاس كوستا لاعب الفريق السابق المعار من يوفنتوس، ومارك روكا من إسبانيول.
صفقات بايرن غلفها إما الأسعار الزهيدة مثلما هو الحال في صفقة روكا (15 مليون يورو) أو بونا سار (10 مليون)، والأخير كان نقطة ضعف واضحة في لقاءات الدوري التي أجبرت فليك على عدم الاعتماد عليه كلية، أو اللا مقابل من الأساس بصفقات حرة مثل الحارس ألكسندر نوبل أو موتينج.
ويبدو أن الإدارة رأت أن ضم الجناح ليروى ساني مقابل 50 مليون يورو من مانشستر سيتي يكفي فيما يخص الصفقات عالية الثمن.
بايرن لم يضم بديلا للمهاجم روبرت ليفاندوفسكي على مستوى قريب منه، ورغم نجاح موتينج في التسجيل مرتين في مرمى باريس، إلا أنه لم يقدم نفس الخطورة والمساهمة التي يقوم بها ليفا، سواء في إشغال المدافعين أو سرعة البديهة في التعامل مع الفرص، وهو ما ظهر أكثر منه في اللقاء الأول.
فليك ينتصر على بايرن ميونخ
الخلاف الأخير، جعل الإدارة تتدخل، فصرح كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي للنادي، بأن الجميع يجب أن يبقى متحداً وأن يعمل باحترافية.
بالطبع فليك لم يطلب من إدارة بايرن تغيير جلدها في ميركاتو الانتقالات بشكل جذري ولكن على الأقل ضم لاعبين على نفس مستوى من رحلوا وهو الأمر الذي لم يحدث فالفريق لم يضم بديلاً على نفس مستوى الإسباني تياجو ألكانتارا الذي رحل لليفربول.
فليك كان أيضاً ضد إيقاف مفاوضات التجديد مع ديفيد ألابا وجيروم بواتينج اللذان تنتهي عقودهما بنهاية الموسم الحالي، مثلما لم يقتنع بصفقات اللحظات الأخيرة لحميديتش المتمثلة في روكا وسار وكوستا، وحتى موتينج في رأي فليك غير المعلن لا يواكب إمكانيات ليفا.
وبالنظر لسياسة إدارة بايرن المطبقة، فإن ما حدث ضد باريس سان جيرمان جاء في وقت فاصل ليكشف عن أن وجهة نظر المدرب فليك منذ الصيف الماضي كانت الصحيحة، ولكن الإدارة لم تستمع إليها لوجود طرف أخر يطبق لهم الفلسفة الخاصة بهم بأقل التكاليف، والتي إن كانت قد نجحت في السابق فنجاحها ليس دائما.
هل يرحل فليك؟
الصحافة الألمانية نشرت قبل أيام أن هناك اجتماعا سيعقد بين فليك وإدارة بايرن متمثلة في أوليفر كان لتقرير مصير المدرب الذي ارتبط اسمه مؤخراً بقيادة ألمانيا خلفاً ليواخيم لوف الذي سيرحل بعد رحلة 15 سنة في ألمانيا شاركه فليك فيها منذ بدايتها وحتى 2014.
داخل الإدارة نفسها هناك انقسام، فكان وروينيجه يدعمان فليك، بينما يحظى حميديتش بثقة رئيس النادي هيربرت هاينر.
وبعد المباراة، زاد فليك من احتمالية رحيله، حيث اعترف صراحة أنه يدرس العمل كمدير فني للمنتخب الألماني، وما إذا كان الوقت أصبح مناسبا للرحيل عن بايرن ميونخ، بعد أن فاز بـ6 ألقاب في 18 شهرا تولى فيها مسؤولية تدريب الفريق.
وقال فليك في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس" الألمانية: "تتساءل دائما عما سيحدث، ما الذي سيتطور بعد ذلك".
وأضاف: "عائلتي تدعمني وتقف خلفي أيا كان ما أفعله، مشيرا إلى أن العمل للاتحاد الألماني لكرة القدم كان إيقاعا مختلفا.
العديد من النقاد اعتبروا أن هذا يعني وجود احتمالية لموافقته على تدريب المنتخب الألماني إذا تلقى عرضا. لا سيما وأنه كان يعمل كمدرب مساعد ليواخيم لوف، عندما توج المنتخب الألماني بكأس العالم 2014
إن الخروج الأوروبي ضد باريس سان جيرمان قد يقرب أكثر من أي وقت مضى فليك من الرحيل، لكنه يثبت أن المدرب الألماني الناجح كان على صواب في وجهة نظره والتي جاءت إصابة ليفا لتؤكدها ضد فريق مثل باريس سان جيرمان، أنفق ببذخ على صفقات قوية فكان على أرض الملعب هو الأقوى والأنجح، مما منحه التفوق بسبب سياسة انتقدتها إدارة بايرن.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg جزيرة ام اند امز