قصة صفقة.. بيكهام وخدعة قميص برشلونة
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات، أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى أغرب الصفقات التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن الإنجليزي ديفيد بيكهام وانتقاله من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد الإسباني في صيف 2003.
حذاء فيرجسون
كان بيكهام في نهاية تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الحالية من أبرز نجوم مانشستر يونايتد، خاصة وأنه من اللاعبين الذين تخرجوا في أكاديمية النادي وتم تصعيدهم للفريق الأول على يد المدرب الأسطوري، السير أليكس فيرجسون، وساهم بشكل فعال في تتويج الفريق بعدة ألقاب أبرزها الثلاثية التاريخية موسم 1998-1999، والمتمثلة في الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
موسم 2002-2003، بدأت الخلافات بين بيكهام وفيرجسون، وكان أشهرها قيام فيرجسون بركل الحذاء تجاه وجه "البيكس"، الأمر الذي كاد أن يؤدي لإصابة الأيقونة الإنجليزية بجرح خطير في عينه، وهي الواقعة التي حدثت، بعد سماع فيرجي للاعب وهو ينطق ألفاظا نابية بصوت عالٍ، عقب خسارة يونايتد من أرسنال بنتيجة 0-2 في كأس الاتحاد الإنجليزي.
بعد الحادثة، ظهر بيكهام في التدريبات، وهناك جرح بسيط فوق عينه، ليضطر فيرجسون للخروج لوسائل الإعلام، ويكشف عن الواقعة، ويؤكد أن تصرف بيكهام أغضبه بشدة، لأنه لا يوجد لاعب أكبر من النادي، ليتأكد أن ذلك الموسم هو الأخير للاعب مع مانشستر يونايتد وتبدأ أعين الأندية المترصدة لبيكهام، لبحث إمكانية استغلال الفرصة وضمه.
قميص برشلونة الانتخابي
لم يكن بيكهام مجرد لاعب كرة قدم عادي، بل كان حالة اقتصادية فريدة، حيث كان مانشستر يونايتد، يحقق استفادة قصوى منه على الصعيد الفني وأيضا التجاري، إذ إنه يشارك كثيرا في حملات إعلامية، يحصل منها النادي الإنجليزي على نسبة.
ومع التأكد من استحالة استمرار بيكهام مع يونايتد في صيف 2003، حاول المحامي خوان لابورتا المرشح في انتخابات رئاسة برشلونة، استغلال الأمر، وأعلن أن التعاقد مع الأيقونة الإنجليزية، سيكون هديته للجماهير الكتالونية، حال نجح بالانتخابات.
لابورتا، أطلق تصريحه الشهير، قبل أيام من إجراء الانتخابات، وأعلن توصله لاتفاق مع مانشستر يونايتد، يقضي بضم اللاعب، وفي ذلك الوقت، خرجت بعض الأقاويل عن دخول الغريم ريال مدريد على الخط، لكن فلورنتينو بيريز رئيس "الميرينجي"، نفى الموضوع، وأكد عدم وجود نوايا لضم "البيكس".
تصريح بيريز دفع بعض المتاجر الخاصة ببرشلونة إلى بيع قمصان النادي والتي تحمل اسم بيكهام ورقمه الشهير "7"، على اعتبار أن الصفقة تم حسمها لصالح الفريق الكتالوني، بانتظار نجاح لابورتا في الانتخابات، لإتمام إجراءاتها بشكل رسمي.
حسم ريال مدريد
نجح لابورتا في الفوز برئاسة برشلونة يوم 15 يونيو/حزيران 2003، وانتظر عشاق النادي، إنهاء إجراءات ضم بيكهام، لكن جاءت المفاجأة الكبرى بعد ساعات، بإعلان ريال مدريد توصله إلى اتفاق مع مانشستر يونايتد على التعاقد مع اللاعب الإنجليزي في صفقة قدرت حينها بـ37 مليون يورو.
وفي يوم 2 يوليو/تموز، أنهى ريال مدريد إجراءات ضم بيكهام، ووقع مع اللاعب عقدا لمدة 4 سنوات، بعد خضوعه للفحوص الطبية، وتم تقديمه لوسائل الإعلام في حفل ضخم حضره أكثر من 500 صحفي من 25 دولة حول العالم، ليصبح ثالث لاعب إنجليزي يرتدي قميص النادي الملكي، بعد لوري كانينجهام وستيف مكمانمان.
وبذلك واصل فلورنتينو بيريز، بناء فريقه الذي عرف إعلاميا بالأحجار الكريمة "الجلاكتيكوس"، وذلك بعدما تعاقد عام 2000 مع البرتغالي لويس فيجو، ثم ضم الفرنسي زين الدين زيدان في 2001، والبرازيلي رونالدو سنة 2002، وصولا لبيكهام.
صفقة انتقال بيكهام للريال لم تكن فنية فقط، بل كان لها أغراض مالية، إذ إن اسم اللاعب وقيمته السوقية والإعلامية، هي جميعها أمور كفيلة بالإتيان بعوائد كبيرة لخزينة الملكي.
لم تكن مسيرة بيكهام مع ريال مدريد في الفترة من 2003 حتى رحيله مجانا عام 2007 صوب لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي، بالكبيرة، كونه ساهم في حصول النادي خلال تلك الفترة فقط على لقبي السوبر الإسباني والدوري المحلي، لكن الأكيد أن كواليس صفقة انتقاله تعد من بين الأغرب التي حدثت في القرن الـ21 حتى الآن.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز