قصة صفقة.. فيجو أشهر خائن في تاريخ برشلونة
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي أحد أغرب الصفقات التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن البرتغالي لويس فيجو وانتقاله إلى ريال مدريد الإسباني في صيف 2000 من الغريم الأزلي برشلونة.
قبل الزلزال
صيف عام 2000، كان فترة انتخابات رئاسية بنادي ريال مدريد، وهو الاستحقاق الذي حاول الفوز به فلورنتينو بيريز، الرئيس الحالي للملكي، ونتيجة لذلك، حاول بيريز تقديم وعود انتخابية كبيرة منها، تحقيق حلم بعيد المنال، وهو التعاقد مع لويس فيجو، الذي كان بذلك الوقت قائد الغريم الأزلي برشلونة، مقابل دفع قيمة الشرط الجزائي بعقده مع العملاق الكتالوني، والبالغ 62 مليون يورو، وهو رقم كان ضخما حينها لم يكن يتصور أن يتم دفعه نظير ضم لاعب.
بيريز رأى أن الاتفاق مع فيجو يعد أهم أسلحته الانتخابية، خاصة أن اللاعب البرتغالي كان مطلبا من جانب أعضاء الجمعية العمومية للنادي الملكي، بالنظر إلى ما يقدمه من مستويات مبهرة، وكان آخرها بذلك الوقت قيادة منتخب بلاده لنصف نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2000".
وبالفعل، اتفق بيريز مع فيجو خلال الحملة الانتخابية على توقيع عقد يقضي بتوقيع الأخير تعهد بالانتقال إلى ريال مدريد، حال فوز بيريز برئاسة النادي الملكي، أو دفع 26 مليون يورو، كغرامة، حال خالف اللاعب البرتغالي هذا الاتفاق.
تناثرت الأنباء بصورة كبيرة في الصحافة الإسبانية، ليخرج فيجو في تصريحات للصحافة الكتالونية ويؤكد عدم صحة ما يقال عن اقترابه من الريال، مؤكدا ولاءه لبرشلونة، واستعداده لبدء فترة الإعداد لموسم 2000-2001 مع الفريق الكتالوني.
فيجو "الخائن"
وفي اليوم التالي، بإعلان فوز بيريز برئاسة ريال مدريد بشهر يونيو/حزيران عام 2000، حدث الزلزال، وكشف ريال مدريد عن تعاقده مع لويس فيجو مقابل 62 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة، ليصبح حينها أغلى لاعب في التاريخ، مع الإشارة إلى أن عقد اللاعب الذي امتد لخمس سنوات نص على مكافآت استثنائية نظير الرحيل عن البارسا، وزيادة كبيرة في عقده عما كان يتقاضاه بالنادي الكتالوني.
التعاقد مع فيجو كان بداية لما عرف بعد ذلك بحقبة "الجلاكتيكوس" أو الأحجار الكريمة في ريال مدريد التي ضمت بعد ذلك الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والإنجليزي ديفيد بيكهام.
مشاهد المؤتمر الصحفي وتقديم فيجو بقميص ريال مدريد بجوار بيريز وأسطورة الفريق ألفريدو دي ستيفانو، الذي كان يشغل حينها منصب الرئيس الشرفي للنادي الملكي، تظل شاهدة على واحدة من أكثر الصفقات إثارة مع بداية القرن الحالي.
جماهير برشلونة فتحت النار على فيجو ووصفته بأكبر خائن في تاريخ النادي، خاصة أنه كان أحد رموز الفريق، ومن يحمل شارة القيادة، علما بأنه لعب للبارسا من 1995 إلى 2000، محققا معه 7 بطولات محلية وقارية منها لقبان للدوري الإسباني.
توابع الزلزال ظلت مستمرة، إذ إن فيجو، في معظم زيارته لملعب "كامب نو" معقل برشلونة، رفقة ريال مدريد، كان يواجه بهجوم عنيف ولافتات عدائية مثل "خائن لأجل المال"، هذا بالإضافة إلى إلقاء رؤوس خنازير وعملات معدنية.
مع ريال مدريد، حقق فيجو نفس عدد ألقابه رفقة برشلونة، وهي 7 بطولات، ولكنه استطاع رفقة الملكي تحقيق حلمه بوضع لقب دوري أبطال أوروبا ضمن دولاب ألقابه، وذلك حينما توج به الريال في موسم 2001-2002، حينما فاز في النهائي على باير ليفركوزن الألماني بنتيجة 2-1، وأصبح اللاعب البرتغالي واحدا من أهم اللاعبين في تاريخ "الميرينجي" على الأقل خلال الألفية الحالية.
رحل فيجو عن ريال مدريد في صيف 2005 عقب نهاية عقده صوب إنتر ميلان الإيطالي، حيث استمر معه حتى اعتزال اللعب نهائيا عام 2009.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز