قصة صفقة.. كوبر طريق انضمام رونالدو لجواهر ريال مدريد
"العين الرياضية" تلقي الضوء على كواليس انتقال النجم البرازيلي السابق رونالدو نازاريو إلى صفوف ريال مدريد قبل 18 عاما
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى الصفقات التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن المهاجم الظاهرة البرازيلي رونالدو وانتقاله من إنتر ميلان الإيطالي إلى ريال مدريد الإسباني.
دور كوبر
أثار رونالدو جدلا كبيرا، حين انتقل إلى إنتر في صيف 1997 قادما من برشلونة الإسباني مقابل 25 مليون يورو، ليصبح حينها أغلى لاعب في العالم.
ومنذ ذلك الوقت، بات رونالدو من رموز إنتر ميلان، رغم تعدد إصاباته، في مواسم متتالية، وتحقيق الفريق معه حيث خلال الفترة من 1997 إلى 2002 بطولة واحدة فقط وهي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1998، علما بأنه خلال مسيرته مع "النيراتزوري" سجل 59 هدفا في 98 مباراة بمختلف البطولات.
هذا الرمز بالنسبة لـ"النيراتزوري" بدأ يشعر مع صيف 2001، بأن أيامه باتت معدودة في قلعة "جوزيبي مياتا"، وذلك بعدما قررت إدارة النادي استقدام الأرجنتيني هيكتور كوبر لتولي تدريب الفريق.
في ذلك الموسم، عانى رونالدو من الإصابات، ولكنه أيضا دخل في خلافات مع كوبر، وهو ما جعله لا يلعب سوى 15 مباراة فقط بمختلف المسابقات، وقد سجل خلالها 7 أهداف.
الخلافات وصلت لذروتها، في مباراة إنتر ميلان الشهيرة ضد لاتسيو في الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي لموسم 2001-2002.
"النيراتزوري" يحتل الصدارة برصيد 69 نقطة، وخلفه يوفنتوس الوصيف بـ68 نقطة، وكان يكفي إنتر فقط الانتصار لضمان الفوز باللقب للمرة الأولى منذ عام 1989، بغض النظر عن نتيجة مواجهة اليوفي ضد أودينيزي.
المباراة التي احتضنها ملعب "الأولمبيكو" شهدت سيناريو غريبا للغاية، حيث تقدم إنتر بهدف ثم تعادل لاتسيو، ليعاود "النيراتزوري" تزعم اللقاء بتسجيل الهدف الثاني، لكن أصحاب الأرض قلبوا الطاولة وحققوا المفاجأة بتسجيل 3 أهداف منحتهم الانتصار 4-2، وأضاعوا اللقب بشكل غريب على إنتر، ومنحوه ليوفنتوس الذي اختتم الموسم في الصدارة بفوزه بثنائية دون رد على أودينيزي.
موقعة "الأولمبيكو" كانت شاهدة على آخر لحظات رونالدو بقميص إنتر، بعدما ظهر غاضبا وغير مدرك لقرار كوبر بإخراجه في الدقيقة 78 من اللقاء، في وقت يفترض أن يكون الفريق في حاجة إليه، كونه أصبح متأخرا في النتيجة 2-4.
استقر رونالدو بداخله على عدم بدء الموسم الجديد وهو في إنتر، لكنه أجل الحديث في أي شيء لما بعد نهاية مهمته مع منتخب البرازيل في كأس العالم 2002.
وعقب نجاح رونالدو في قيادة البرازيل للقبها المونديالي الخامس، وتصدره ترتيب هدافي البطولة برصيد 8 أهداف، بدأ الظاهرة في بحث مستقبله، وقد تحدث مع ماسيمو موراتي رئيس إنتر حينها، وقام بوضعه أمام خيارين، إما إقالة كوبر، واستمراره كلاعب في صفوف الفريق، أو رحيله بشكل نهائي.
موراتي رفض حديث رونالدو، وقرر الإبقاء على كوبر، ما دفع النجم البرازيلي للبحث عن تحدٍ جديد، واتخذ قراره بالرحيل عن النادي الإيطالي.
دخول ريال مدريد
في تلك الأثناء، كان فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد يواصل وضع الأحجار الكريمة في الفريق بعد انتخابه في عام 2000، وذلك بعدما نجح في ضم البرتغالي لويس فيجو، ثم الفرنسي زين الدين زيدان.
الريال يعيش أقوى أيامه قبل بداية موسم 2002-2003، حيث إنه يدخله وهو حامل لقب دوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة، والرئيس يريد تعزيز صفوفه بصورة أقوى.
وعندما علم بيريز برغبة رونالدو في الرحيل، قرر الدخول بقوة على خط التفاوض مع إنتر لجلب الظاهرة التي قادت "السامبا" للقب المونديالي، وبالفعل بعد عدة جولات من المباحثات، تم التوصل إلى اتفاق يقضي بالحصول على خدمات النجم البرازيلي مقابل 46 مليون يورو.
رونالدو أكد أن تواجد زميله بالمنتخب، روبرتو كارلوس في صفوف ريال مدريد، لعب دورا رئيسيا في حسم أمره والموافقة على الانتقال إلى العاصمة الإسبانية، فضلا عن أن اللعب لفريق بحجم الريال كان حلما بالنسبة له.
وعقب توقيع اللاعب على عقود انتقاله للنادي الملكي، شهدت مبيعات القمصان التي تحمل اسمه أرقاما قياسية، وذلك في الساعات الأولى التالية لعملية إتمام الصفقة، وبدأ الظاهرة مسيرته الملكية، التي شهدت التتويج معه بألقاب الدوري الإسباني والسوبر المحلي وكأس الإنتركونتيننتال، وقد سجل من 2002 حتى رحيله في يناير/كانون الثاني 2007 صوب ميلان، 104 أهداف خلال 177 مباراة، ليصبح الملكي أكثر فريق يسجل الظاهرة أهدافا معه في مسيرته.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز