لا تتفلت الأمور من قبضة يد حكامنا، هذا درس تعلمناه نحن الشباب جيدا في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي نشهدها في جيلنا الفتي، الذي لازال بعضه متخبطا في البحر السياسي وفتن الأمواج التي تهب من حين لآخر
لا تتفلت الأمور من قبضة يد حكامنا، هذا درس تعلمناه نحن الشباب جيدا في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي نشهدها في جيلنا الفتي، الذي لازال بعضه متخبطا في البحر السياسي وفتن الأمواج التي تهب من حين لآخر، والتي تُغرق من لم يمتلك الأدوات السليمة والتفكير المنطقي السليم في كيفية السباحة ضد تيارها، ويفتقر حتى لمتعة ركوبها والاستمتاع بلحظة الفوز عليها.
جولة الملك سلمان بن عبد العزيز، رعاه الله، كانت من أجمل اللحظات التي استمتعت فيها بـ"ركوب الموج"، وسأشرح لكم لماذا، ولكن أولا عليّ أن أشرح لكم رسائلها التي تخفى على البعض وتسقط سهوا منه، خاصة لإيران التي حاولت الدخول عدة مرات لتلك المنطقة لتثير النزاعات، ولكنها دائما ما تكون مغلقة في وجهها.
لا يخفى للجميع أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قام بجولته الآسيوية تسخيرا لجهوده المباركة في قيادة شعبه ومملكته نحو الأفضل، انظروا للكم الهائل من الاستثمارات التي تم الاتفاق عليها بين السعودية وماليزيا وإندونيسيا وبروناي!.
أنعشت الزيارة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وهما من أكبر الدول الآسيوية المسلمة التي تتميز بحجم اقتصادها الضخم وصناعاتها المبتكرة بجانب قوة أساسها ووجودها العسكري الذي يفيد في تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة بين البلدين، هذه الزيارات ساعدت في تثبيت أركانها وتقويتها وإظهارها كعلاقات لا تهتز ولا تتبدل ولا تتغير، كما أنها تؤكد للعالم وقوفها جنبا إلى جنب مع المملكة، حليفتها الأقوى.
هذه الزيارات التاريخية والمسجلة التي ستعيدونها أنتم وأحفادكم لتذكروا أنفسكم بأنه هذا هو الملك سلمان، حامي المملكة، صمام أمان الخليج، زعيم العالم الإسلامي
هكذا يسهم "ملك السلام"، حفظه الله، في رسم سياسات العالم العربي، هكذا يسخرها في خدمة شعوب الوطن العربي وتأمين ما تحتاجه الأجيال القادمة، اتفاقيات بالمليارات التي تستعد أن تُضخ في العرق الاقتصادي السعودي لتنعش المنطقة العربية والإسلامية ككل.. هكذا يرسم الملك سلمان خطة السلام في تثبيته للتحالفات الإسلامية الكبرى التي تبجله، وكان ذلك واضحا دون غبار.
رأينا ذلك في الاستقبالات الضخمة لسموه من أناشيد ورسائل مكتوبة ومنشورة لجلالته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن منا لم يشاهد الصف الهائل من الحشد في استقباله من المطار إلى قصر استقباله الملكي تحت المطر مهللين ومستبشرين بزيارته، هذه هيبة ملك الحزم، هذه هي مكانته عند الجميع، هذه رسالته لإيران ولكل دولة معادية تبث أحقادها وسمومها دون جدوى.
جولة الملك سلمان مازالت ممتدة لنحو الشهر وتشمل 7 دولة ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين والمالديف وجمهورية بروناي، إضافة إلى الأردن، وتتضمن الجولة توقيه اتفاقات استثمارية بقيمة مليارات الدولارات تخص غالبيتها القطاع النفطي وشركة أرامكو.
المحطة الأولى كانت ماليزيا التي تربطها علاقات اقتصادية كبيرة مع السعودية بحجم تبادل تجاري بلغ نحو 32 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية، تليها إندونيسيا، المحطة الثانية للجولة، وهي الدولة التي بلغ حجم التبادل التجاري معها 5.4 مليار دولار عام 2015 ، ويتوقع أن تتوج الزيارة بتوقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة 6 مليارات دولار خاصة بشركة أرامكو، إضافة لاتفاقيات أخرى بقيمة مليار دولار.
المحطة الثالثة ستكون اليابان في 12 مارس، وهي إحدى المحطات الأبرز في هذه الجولة نظرا لحجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ 32 مليار دولار عام 2015.
الصين هي المحطة الرابعة في الجولة وتأتي أهميتها من أن الصين تشكل الاقتصاد الثاني في العالم أكبر المصدرين للسعودية، وبلغت التبادلات بين البلدين 69,1 مليار دولار عام 2014.
الجولة كذلك تشمل كل من بروناي وجزر المالديف قبل أن يختتمها الملك سلمان بزيارة الأردن التي تستضيف القمة العربية في 29 مارس المقبل.ولجولة الملك سلمان دور محوري مؤثر في مسار علاقات المملكة بالدول التي تشملها في مختلف المجالات خصوصًا مع الصين.
هذه الزيارات التاريخية والمسجلة التي ستعيدونها أنتم وأحفادكم لتذكروا أنفسكم بأنه هذا هو الملك سلمان، حامي المملكة، صمام أمان الخليج، زعيم العالم الإسلامي، الداعم الأول للدول العربية والمستثمر واللاعب الأقوى عالميا، و"يا خصيم الدار شوف وموت غصه".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة