الضاحية الجنوبية تحت القصف الإسرائيلي.. تصعيد يهدد هدنة لبنان

بعد أيام قليلة من شنه غارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء أنه هاجم أحد مسلحي جماعة حزب الله في المنطقة نفسها.
وزعم الجيش في بيانه، أن الغارة "استهدفت عنصرا من حزب الله كان قد وجه عناصر من حماس في الآونة الأخيرة وساعدهم في التخطيط لهجوم كبير ووشيك ضد مدنيين إسرائيليين".
وأفاد شهود بسماع طائرات تحلق على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية وسماع انفجارات مدوية في مناطق مختلفة من المدينة.
تهديد الهدنة
إعلان الجيش الإسرائيلي زاد من الشكوك حيال إمكانية صمود وقف إطلاق النار الهش الذي استمر أربعة أشهر بين إسرائيل والجماعة المتحالفة مع إيران.
تأتي هذه الغارة بعد أن حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي من أنّ جيشه "سيضرب في كلّ مكان في لبنان ضدّ أيّ تهديد".
وهذه ثاني غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، منذ دخول وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
والغارة الأولى حدثت الجمعة وقد استهدفت مبنى قالت إسرائيل إنّ حزب الله يستخدمه "لتخزين مسيّرات".
وأتت تلك الغارة يومها ردّا على صاروخين أطلقا من جنوب لبنان على إسرائيل، في عملية لم تتبنّها أيّ جهة ونفى حزب الله مسؤوليته عنها.
حزب الله يتوعد
وإثر تلك الغارة، أكّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أنّه لا يمكن لحزبه أن يقبل بأن تقصف إسرائيل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وقال قاسم يومها "لا يمكن أن نقبل بأن تكون هناك معادلة تستبيح فيها إسرائيل لبنان وتسرح وتمرح في أي وقت تريد ونحن نتفرج عليها. كل شيء له حد".
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شنّ غارات على جنوب لبنان وشرقه تقول إنها تضرب أهدافا عسكرية لحزب الله.
كما تتّهم إسرائيل الدولة اللبنانية بعدم تنفيذ قسطها من الاتفاق والقاضي بتفكيك ترسانة حزب الله العسكرية وإبعاده عن حدودها.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب، لكنّ الدولة العبرية أبقت قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخوّلها الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود.