العراق يجدد اتفاق تزويد لبنان بالوقود لمدة ستة أشهر

أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في بيان رسمي اليوم السبت، أن العراق وافق على تمديد اتفاقية تزويد لبنان بالوقود لمدة 6 أشهر أخرى، وذلك في إطار المساعي المستمرة لدعم لبنان في مواجهة أزمة الطاقة الحادة التي يعاني منها.
يأتي هذا التمديد استكمالًا لاتفاقية سابقة وقعتها الحكومتان العراقية واللبنانية، والتي مكنت لبنان من الحصول على كميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، في ظل نقص الوقود الذي أثر بشكل كبير على قطاع الطاقة في البلاد.
وكانت الاتفاقية الأصلية قد وُقّعت في يوليو/تموز 2021، وتم تجديدها عدة مرات، ما يعكس التزام العراق بمساعدة لبنان في تجاوز أزمة الكهرباء.
- فاتورة الحرب تتضخم.. إسرائيل تحرق 30 مليار دولار في غزة ولبنان
- لبنان يتفاوض على برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي
وفقًا للبيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، فإن هذا الاتفاق الجديد سيستمر لمدة ستة أشهر، ما يمنح السلطات اللبنانية مزيدًا من الوقت لتنظيم قطاع الطاقة وإيجاد حلول مستدامة.
وأكد البيان "دعم العراق لأمن واستقرار لبنان، بجميع مكوناته، بجانب الالتزام بالمساهمة في إعماره، كما أكد موافقته على منح وزارة النفط العراقية استثناء لتجهيز لبنان بالوقود لمدة ستة أشهر".
ويحصل العراق في المقابل على خدمات تشمل الرعاية الصحية لمواطنين عراقيين.
تفاصيل الاتفاق
يشمل الاتفاق تزويد لبنان بكميات من زيت الوقود الثقيل، والذي يتم استبداله من قبل الحكومة اللبنانية بأنواع أخرى من الوقود عبر شركات عالمية، وذلك لضمان تشغيل محطات الكهرباء.
تعتبر هذه الآلية ضرورية نظرًا لأن محطات الكهرباء اللبنانية غير قادرة على استخدام زيت الوقود الثقيل مباشرة.
رغم عدم الكشف عن الكميات الدقيقة التي سيتم تسليمها في هذه المرحلة، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها ستكون مشابهة للدفعات السابقة، التي بلغت نحو 1.5 مليون طن سنويًا.
من المتوقع أن تسهم هذه الكميات في تحسين التغذية الكهربائية في لبنان، حيث تعاني البلاد من تقنين شديد بسبب نقص الوقود.
انعكاسات الاتفاق على لبنان
يعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، أدت إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم، ما أثر بشكل مباشر على قدرة الدولة على استيراد الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء. ويعد هذا الاتفاق مع العراق واحدًا من الحلول التي ساعدت على توفير بعض الاستقرار في قطاع الطاقة.
في الأشهر الأخيرة، واجه لبنان نقصًا حادًا في الكهرباء، حيث لا تتجاوز التغذية الكهربائية بضع ساعات يوميًا، ما يضطر المواطنين للاعتماد على المولدات الخاصة التي تعمل بأسعار مرتفعة. ومن المتوقع أن يساهم استمرار تزويد العراق للبنان بالوقود في تخفيف حدة هذه الأزمة، ولو جزئيًا، خلال الأشهر المقبلة.
دلالات الاتفاق
يُنظر إلى الاتفاق العراقي-اللبناني على أنه جزء من العلاقات الثنائية القوية بين البلدين، حيث يسعى العراق إلى دعم الاستقرار في لبنان عبر تقديم المساعدات الاقتصادية والطاقوية. ومن جهة أخرى، يعكس هذا الاتفاق التزام العراق بتقديم الدعم الإقليمي، لا سيما للدول التي تعاني من أزمات اقتصادية.
كما أن الاتفاق يحمل دلالات اقتصادية مهمة للعراق، حيث يسمح له بتصدير جزء من إنتاجه النفطي والاستفادة من العائدات المالية، حتى وإن كانت ضمن آلية تبادل غير نقدي. ويعزز ذلك مكانة العراق كمصدر رئيسي للوقود في المنطقة.
يعد تمديد اتفاقية تزويد لبنان بالوقود خطوة إيجابية في ظل التحديات الاقتصادية والطاقوية التي تواجه البلاد. وبينما يسعى لبنان إلى إيجاد حلول أكثر استدامة لمشكلة الطاقة، يبقى الدعم العراقي عنصرًا مهمًا في ضمان استمرارية تشغيل محطات الكهرباء وتقليل المعاناة اليومية للمواطنين اللبنانيين. ومع استمرار الأزمة الاقتصادية، تبقى الحاجة ملحة لمزيد من الحلول الدائمة التي تضمن استقرار قطاع الطاقة في البلاد.
aXA6IDE4LjIxOC4xMzcuMTQ1IA== جزيرة ام اند امز