عائدة من الموت تروي لـ"العين الإخبارية" لحظات الخوف والرجاء في بيروت
انفجار بيروت ما زال يلقي بتداعياته وكثير من قصص الناجين من لحظات الموت في العاصمة اللبنانية، بعدما ترك وراءه آلاف الضحايا.. تعرفوا على قصة الطبيبة دارين عياش
مضت أيام على انفجار مرفأ بيروت، لكن ركام العاصمة اللبنانية يخفي تحته كثيرا من القصص والحكايات، تتكشف يوما بعد يوم، فالمشاهد الصادمة، والقصص المأساوية، ستعيش لتروى طويلا.
قصة جديدة خطّها انفجار بيروت، وثقتها كاميرا المراقبة في أحد مباني الأشرفية، لينتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي صادماً اللبنانيين من المشهد المريب، حيث كادت فتاة أن تخسر حياتها بسقوطها من الطابق الثاني.
بطلة المشهد هي الطبيبة دارين عياش، ابن بلدة بعورته في جبل لبنان، التي كتب لها القدر، عمر جديد، روت لـ"العين الإخبارية" لحظات الخوف والرجاء.
"العناية الإلهية أنقذتني" تقول "دارين" شارحة تفاصيل اللحظات الصادمة: "لولا مقطع الفيديو لما عرفت ما حصل معي، فقد استيقظت على مشهد الدم والدمار، محتويات الغرفة تحطّمت بشكل كامل، كل شيء حولي كان خراباً، دم على جسدي، أوجاع في أنحائه كاملة، لا أعرف سببها، كنت على سريري، أراقب بصدمة وأحاول معرفة سبب ذلك، ويبدو أن أحد النزلاء قام بنقلي بعدما وجدني ممدة أرضاً خارج غرفتي.
وتتابع: "لا يمكنني وصف اللحظة التي فتحت فيها عيني، وكأن نهاية العالم اتخذت من ذلك اليوم موعداً لها، اتصل بي والد صديقتي للاطمئنان علينا، حيث كان قريباً من مكان سكننا، لينقلني بعدها إلى مستشفى كمال جنبلاط في الشويفات، وهناك كان عمي بانتظارنا".
ساعة تقريبا قضتها "دارين"، 26 سنة، في غيبوبة قبل أن تستيقظ على الواقع المرير، وتكتشف ما حصل معها، موضحة: "أمر مرعب بكل ما للكلمة من معنى، فلولا لطف الله لكنت سقطتُ من الطابق الثاني على لوح زجاجي، بحسب تصميم المبنى ومنه إلى أمتار أسفل".
"أشكر الله أن الأمر اقتصر على جرح في جبيني ورضوض، وبعد خروجي من المستشفى توجهت الى بلدتي"، تستطرد "دارين".
وعن تأثير الحادث على نفسيتها قالت: "لا يمكن إنكار أنها صدمة، ولازلت في مرحلة بين تصديق ما جرى من عدمه، إذ ليس من السهل تقبل هذا الكم الهائل من الدمار الذي أصاب العاصمة والكم الهائل من القتلى والجرحى".
وفيما إن كانت ستعود إلى المكان الذي كادت أن تخسر فيه حياتها علّقت: "بالتأكيد، قصدته ونقلت أغراضي، كما أنني أرغب في رؤيته عند رفع الأنقاض عنه، أحب أن أشاهده كما كان وأفضل".
آلاف اللبنانيين عاشوا ما عاشته دارين وأكثر، منهم من دفع حياته ثمن الانفجار، ومنهم من أصيب بجروح ستترك بصماتها على جسده طوال العمر، وهناك من نجا بأعجوبة فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.