بيلاروسيا واللاجئين.. تنديد أمريكي ووساطة أوروبية والعراق بالأزمة
تفاقمت أزمة المهاجرين على حدود بيلاروسيا، الجمعة، وسط تنديد أمريكي وتوسط أوروبي للحل، فيما يسعى العراق لإعادة رعاياه طوعا.
ويحاول المهاجرون منذ شهور العبور من بيلاروسيا إلى بولندا لكن الأزمة بلغت مستوى جديدا عندما قام المئات بمحاولة منسّقة الأسبوع الجاري ليصدّهم عناصر حرس الحدود البولنديون.
- أوروبا تتهم بيلاروسيا بـ"استغلال منظم" لأزمة المهاجرين
- مأساة عراقية على حدود بيلاروسيا.. و"كردستان" تتعهد بالتدخل
وتتهم حكومات غربية نظام الرئيس فيكتور لوكاشنكو باستدراج المهاجرين إلى بيلاروسيا وإرسالهم للعبور إلى بولندا ردا على عقوبات سابقة فرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك على خلفية قمعها للمعارضة.
ونشرت بولندا 15 ألف جندي على طول الحدود، وأقامت سياجا تعلوه الأسلاك الشائكة ووافقت على بناء جدار على الحدود مع بيلاروس.
تأهب عسكري بيلاروسي
وتوعدت بيلاروسيا، الجمعة، بأنها "سترد بقسوة" على أي هجوم يستهدفها، منددة بنشر بولندا عددا كبيرا من جنودها على الحدود بين البلدين في ذروة أزمة المهاجرين.
وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، في رسالة مصورة، إنه: "يبدو أن جيراننا في الغرب، خصوصا بولندا (...) مستعدون لإشعال نزاع يرغبون في أن يجروا أوروبا اليه".
وحذر وزير الدفاع البيلاروسي من أن "القوات المسلحة في بلاده مستعدة للرد بقسوة على أي هجوم".
تنديد أمريكي
ومن جانبها، أعربت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عن اعتقادها أن حكومة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو "تمارس أنشطة مقلقة للغاية"، علق على إثرها مهاجرون على الحدود في بولندا.
وقالت هاريس خلال زيارة لباريس: "أعتقد أن نظام لوكاشنكو يمارس أنشطة مقلقة للغاية".
وأضافت أن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" حيال الأزمة، متابعة: "أنظار العالم وقادته مركزة على ما يحصل هناك".
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "قلقون للغاية من جهود بيلاروسيا لاستخدام المهاجرين باعتبارهم سلاحا سياسيا، ونحاول إيجاد أدواتنا للتعامل معها".
مساع أوربية للحل
وأكدت المفوضية الأوروبية تسجيل تقدم "على كل الجبهات" في أزمة الهجرة مع بيلاروسيا.
وأعلن نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارجاريتيس شيناس، أن "جهود وقف تدفّق المهاجرين الذين يحتشدون عند الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي تؤتي ثمارها".
وقال شيناس، في مؤتمر صحفي في لبنان، إن: "الوضع بالمجمل هو أننا نشهد تقدّما على كل الجبهات".
وأشار بعد اجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون إلى أنه سيُسافر "الإثنين إلى بغداد، آملًا أن أتوجه في وقت لاحق من الأسبوع المقبل إلى أنقرة".
وأضاف: "أشعر أن هذه اللحظة التي أصبحت أوروبا تحصي فيها، بطرقة ما، أصدقاءها ونحن بغاية السعادة برؤية أن لدينا الكثير من الأصدقاء".
وحظرت أنقرة الجمعة على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروسيا على خلفية أزمة اللاجئين عند الحدود بين البلد السوفيتي السابق وبولندا.
ويُعدّ لبنان من الدول التي يتوجه المهاجرون منها إلى مينسك للتواصل مع مهرّبين.
وشدّد شيناس على أن مجموعة جديدة من العقوبات ضد نظام بيلاروسيا في طور التحضير.
ولفت إلى "أننا فرضنا عددا من العقوبات على نظام بيلاروسيا وسندّعمها بمجموعة خامسة من العقوبات ستُفعّل الأسبوع المقبل".
وهدّدت المفوضية الأوروبية باتخاذ إجراءات ضد دول أو شركات طيران أخرى تساهم في الأزمة من خلال نقل المهاجرين إلى بيلاروس.
العراق يعمل لإعادة رعاياه
وأعلن الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن "العراق سيعيد المهاجرين العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم من بيلاروس خلال الأيام المقبلة".
وتابع، في تصريحات صحفية: "لا نزال حتى هذه الساعة نوثق أسماء الراغبين بالعودة الطوعية".
وأوضح أن "سفارة العراق في موسكو بدأت بتسجيل الراغبين بالعودة الطوعية للعراق، في خطوة تأتي استعداداً لاكتمال الأعداد الخاصة برحلة ستتوجه من مينسك إلى العراق خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأكّد في الوقت نفسه أن العراق "على استعداد تام وكامل للقيام بأكثر من رحلة لنوفر الاستجابة العاجلة لكل من يريد العودة الطوعية".
الكرملين: لوكاشينكو لم يتشاور معنا
وفي إطار الأزمة بين بيلاروسيا وأوروبا، قال الكرملين الروسي، الجمعة، إن "رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو لم يتشاور مع موسكو قبل أن يثير احتمال قطع تدفق الغاز الطبيعي عن أوروبا، وإن روسيا دولة مصدّرة يعوَّل عليها وتفي بالتزاماتها".
وهدد لوكاشينكو، الخميس، بالرد على أي عقوبات جديدة يفرضها الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة المهاجرين على الحدود بين بلاده والاتحاد الأوروبي، بما يشمل منع مرور الغاز الطبيعي والسلع عبر بلاده.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن تهديد لوكاشينكو لم يكن بالتنسيق مع موسكو.
مأساة المهاجرين مستمرة
واستمرارا لمأساة المهاجرين، تعرّض 3 مهاجرين من العراق وسوريا للضرب والسرقة على أطراف بلدة بولندية بالقرب من الحدود مع بيلاروس، بحسب ما قال، الجمعة، أحدهم وجمعية خيرية قدمت لهم الشاي الساخن والحساء.
ونُقل أحد الرجال الثلاث، وهو عراقي، إلى المستشفى بعد أن ضربه على رأسه بعمود حديدي أحد اللصوص قرب بلدة هاينوفكا.
وقال رجل سوري عَبَر الحدود مع الرجل العراقي وزوجته إنهم تعرضوا للهجوم من قبل ثلاثة أشخاص، أحدهم كان يحمل زجاجة مكسورة.
وأضاف، مؤكدًا رفضه الكشف عن اسمه ومتحدثا من خلال مترجم من المنظمة غير الحكومية (مجموعة الحدود): "طلبنا منهم الماء لكن تهجّموا علينا".
وتابع: "لم نظنّ أنه هجوم على أساس عنصري، إنّما أكثر بهدف السرقة. ضربونا لكي يعثروا على المال".
وقال حرس الحدود الجمعة إن مواطنيْن عراقييْن ومواطنًا سوريًا اعتقلوا.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز