بيلاروسيا تتسلّح للغد.. قاذفات «أوريشنيك» بتوقيعها الخاص

وسط تصاعد التوترات بين موسكو والغرب، تدخل بيلاروسيا مرحلة جديدة في تعاونها العسكري مع روسيا، حيث تخطو خطوة نحو إنتاج منصات إطلاق لصواريخ «أوريشنيك» الباليستية متوسطة المدى.
هذه الخطوة، التي تأتي في إطار تعزيز قدرات الردع الاستراتيجي، تعكس ليس فقط الشراكة العميقة بين البلدين، بل أيضًا الدور المتنامي لمينسك في المنظومة الدفاعية الإقليمية.
خطوة أماط اللثام عنها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والذي أكد بدء تصنيع عدة قاذفات لنظام الصواريخ الباليستية الروسية متوسط المدى «أوريشنيك»، وفقا لمجلة «مليتري ووتش».
وقال الرئيس البيلاروسي إن عملية إنتاج هذه القاذفات اقتربت من مرحلة الاكتمال، مشيرًا إلى أن بيلاروسيا ستقوم بشراء الصواريخ التي يتم إنتاجها في روسيا لاستكمال المنظومة، وأن نشر نظام «أوريشنيك» في مينسك يسير وفقًا للاتفاقيات الثنائية، وفقا لمجلة مليتري ووتش.
ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الشركات البيلاروسية تنتج منصات الإطلاق حصريًا لنشرها داخل البلاد، أم أنها ستقوم أيضًا بتزويد القوات المسلحة الروسية بها، مع احتمال الخيار الثاني بشكل أكبر.
تاريخ حافل
وتتمتع بيلاروسيا بتاريخ طويل في إنتاج مركبات إطلاق الصواريخ المتقدمة، حيث طوّرت شركة مينسك أوتوموبيل بلانت (MAZ) العديد من أنظمة قاذفات الصواريخ، بما في ذلك القاذفة MAZ-547A التي استُخدمت لإطلاق صاروخ RSD-10 الباليستي متوسط المدى، الذي يُعتبر الصاروخ السابق مباشرة لـ"أوريشنيك".
ويشكل تطوير مركبات إطلاق ذات أداء مماثل لتلك التي تنتجها بيلاروسيا تحديًا كبيرًا لقطاع الدفاع الروسي منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، حيث واصلت القوات المسلحة الروسية الاعتماد بشكل كبير على الواردات من هذه المركبات من بيلاروسيا.
ويُعد مصنع مينسك للجرارات المدولبة (MZKT) المنشأة الرئيسية حاليًا لإنتاج مركبات إطلاق الصواريخ، حيث ينتج المركبة MZKT-79221 التي تُستخدم كمنصة إطلاق لصواريخ توبول-إم الباليستية متوسطة المدى، بالإضافة إلى المركبة MZKT-7930 المستخدمة في إطلاق الصواريخ الباليستية إسكندر ومنظومة الدفاع الجوي بانتسير-S1.
وتم تأكيد خطط تزويد بيلاروسيا بصواريخ "أوريشنيك" في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2024، مما يمثل أول عملية نقل لصواريخ باليستية متوسطة المدى بين دولتين منذ بداية القرن.
وقال الرئيس لوكاشينكو في ذلك الوقت: «لدينا أماكن يمكننا نشر هذه الأسلحة فيها. بشرط واحد: أن يتم تحديد الأهداف من قبل القيادة العسكرية والسياسية في بيلاروسيا، وأن يقوم المتخصصون الروس بخدمة نشر هذه الأسلحة». ومن المتوقع أن تبدأ عمليات نشر الصواريخ في النصف الثاني من عام 2025.
صاروخ «أوريشنيك»
- استخدم صاروخ «أوريشنيك» لأول مرة في القتال في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024
- يصل مداه إلى 4000 كم.
- قادر على حمل رؤوس حربية متعددة قابلة لإعادة التوجيه بشكل مستقل، تشمل كلًا من الرؤوس النووية والتقليدية.
ومن المتوقع أن يتم تسليح الصواريخ المنتشرة في بيلاروسيا برؤوس نووية وتكتيكية، حيث ستكون الرؤوس النووية متاحة للقوات المسلحة البيلاروسية بموجب اتفاقية المشاركة النووية التي وقعتها بيلاروسيا مع روسيا في عام 2023.
يأتي نشر صواريخ «أوريشنيك» بعد عمليات نقل واسعة النطاق لأنظمة الصواريخ الباليستية قصيرة المدى إسكندر-إم ومنظومات الدفاع الجوي S-400 إلى بيلاروسيا، مما يعزز قدرة البلاد على مواجهة التوسع السريع لقوات الناتو بالقرب من أراضيها بوسائل غير متماثلة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuNjUg جزيرة ام اند امز