بيلاروسيا تلاحق "مجلس" المعارضة بتهمة "تقويض الأمن القومي"
المدعي العام ألكسندر كونيوك يقول إن "إنشاء مثل هذا المجلس ونشاطه يهدفان إلى الاستيلاء على السلطة وتقويض الأمن القومي لبيلاروسيا"
باشرت سلطات بيلاروسيا، الخميس، ادعاء قضائيا بتهمة "تقويض الأمن القومي" في حق "مجلس التنسيق" الذي شكلته المعارضة للإشراف على انتقال سلس للسلطة في البلد عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل.
تأسس المجلس المعارض على وقع حركة الاحتجاج التاريخية المطالبة منذ الاقتراع الرئاسي بتنحي الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي اعتبره "محاولة للاستيلاء على السلطة" من قبل المعارضة.
وقال المدعي العام ألكسندر كونيوك في مقطع فيديو تم بثه على تطبيق تلجرام إن "إنشاء مثل هذا المجلس ونشاطه يهدفان إلى الاستيلاء على السلطة وتقويض الأمن القومي لبيلاروسيا".
وأعلن المسؤول فتح تحقيق في "دعوات إلى تحركات تهدف إلى المساس بالأمن القومي"، وهو اتهام يعاقب عليه القانون بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى خمس سنوات.
من جهته، قال إيفان نوسكيفتش، رئيس لجنة التحقيق البيلاروسية المكلفة بالقضايا الجنائية الكبرى، إنه جرى تشكيل "مجموعة تحقيق" وإنها "بدأت العمل".
ونفت المعارضة الاتهامات، ودانت "الضغط والقمع في حق المواطنين السلميين".
وكان "مجلس تنسيق" المعارضة اجتمع الأربعاء للمرة الأولى ودعا إلى تنظيم انتخابات جديدة "تتطابق مع المعايير الدولية" و"فتح مفاوضات فورا" مع السلطات.
ومن بين أبرز أعضاء "مجلس التنسيق" الكاتبة الحائزة جائزة نوبل للآداب سفيتلانا أليكسييفيتش، والوزير والسفير السابق بافيل لاتوشكو وهو أحد أكبر المسؤولين الذين انضموا حتى الآن للاحتجاجات.
ويواجه ألكسندر لوكاشنكو مظاهرات يومية وإضرابات تجري بدعوة من المعارضة الرافضة نتائج الانتخابات الرئاسية التي قادت إلى فوزه بـ80% من أصوات الناخبين.
وقال الاتحاد الأوروبي الأربعاء إنه "يقف إلى جانب شعب بيلاروس" ورفض نتائج الاقتراع، خلال قمة استثنائية للدول الـ27 التي وعدت أيضا بفرض عقوبات إضافية على قادة بيلاروسيين مسؤولين عن "العنف والقمع وتزوير الانتخابات".
قبل القمة، دعت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، اللاجئة في ليتوانيا، الدول الأوروبية إلى رفض النتائج "المزورة"، معتبرة أن لوكاشينكو "فقد كل شرعية".
وقالت المتحدثة باسمها آنا كراسولينا، الخميس إنها "ممتنة جدا" للدعم الأوروبي ودعت كبار المسؤولين في النظام البيلاروسي إلى فتح حوار مع المعارضة من أجل "انتقال سلمي للسلطة".
وأضافت "سننخرط في هذه المفاوضات عقب صدور إشارة حسن نية من طرفهم والإفراج عن جميع السجناء السياسيين"، متوعدة بمواصلة التظاهرات.
وأعلن الجيش البيلاروسي الخميس عن مناورات عسكرية جديدة على الحدود مع بولندا وليتوانيا.
وفرقت الشرطة بعد 9 أغسطس/آب أربع تظماهرات ليلية، ما أدى إلى سقوط 4 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى وتوقيف أكثر من 6700 شخص، قال كثير منهم إنهم تعرضوا للضرب أو التعذيب خلال احتجازهم.
وموقف روسيا، أقرب حليف وشريك اقتصادي لبيلاروس، مهم في تحديد مآل الأزمة. وركزت موسكو حتى الآن على التحذير من "التدخل الأجنبي" في "الشؤون الداخلية" لجارتها.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز