«قلب» بن غفير يثير الجدل في إسرائيل.. نذر أزمة جديدة مع بايدن
بتغريدة ساخرة هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الخميس، الرئيس الأمريكي جو بايدن، مدعيا أن "حماس تحبه" على خلفية تعليق واشنطن إرسال أسلحة لتل أبيب.
ولم تقف الانتقادات ضد بايدن على بن غفير، إذ شاركه في الهجوم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الخارجية يسرائيل كاتس والمندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان.
وجاءت الانتقادات على خلفية تصريح بايدن لشبكة "سي إن إن": "لقد قُتل مدنيون في غزة بسبب هذه القذائف وبسبب الطرق الأخرى التي تلحق بها الضرر بالتجمعات السكانية، لقد أوضحت أنهم إذا دخلوا رفح فلن أمدهم بالأسلحة التي استخدموها في الماضي لمهاجمة المدن".
وإثر ذلك، نشر بن غفير منشورا على منصة "إكس" باللغة الإنجليزية كتب فيه: "حماس تحب بايدن" مستخدما قلبا أحمر بديلا عن كلمة تحب.
ورد عليه زعيم المعارضة يائير لابيد في منشور على منصة "إكس": "إذا لم يطرد نتنياهو بن غفير اليوم فإنه يعرض للخطر كل جندي في الجيش الإسرائيلي وكل مواطن في دولة إسرائيل".
أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ فقال في بيان: "من الضروري تجنب التصريحات والتغريدات التي لا أساس لها وغير المسؤولة والمهينة التي تضر بمصالح الأمن القومي لدولة إسرائيل".
ولكن الانتقادات لموقف الرئيس الأمريكي لم تقتصر على بن غفير.
فقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان لهيئة البث الإسرائيلية: "هذا تصريح قاس ومخيب للآمال للغاية سماعه من رئيس كنا ممتنين له منذ بداية الحرب".
وأضاف أردان: "لا أنسب النوايا السيئة للرئيس، لكنني أعتقد أنه من الواضح تماما أن أي ضغوط على إسرائيل، وأي قيود مفروضة عليها، حتى لو كانت من حلفاء مقربين يريدون مصالحنا الفضلى، يتم تفسيرها من قبل الأعداء، ويمكن أن يكونوا إيران وحماس وحزب الله، كشيء يمنحهم الأمل في النجاح في أهدافهم وقد يمنحهم التشجيع، وهم أعداء الشعب اليهودي ودولة إسرائيل".
كما لم يستبعد أردان أن تقوم إسرائيل بتوسيع العملية في رفح بعد قرار بايدن: "في نهاية المطاف، هذه قرارات سيتعين على رئيس الوزراء وكابينت الحرب اتخاذها. لا أعرف حتى الآن، لكن البدائل للعملية في رفح تم تقديمها لإسرائيل والتي يمكن أن تساعد على إسقاط حكم حماس وخلق مستقبل وأفق، بما في ذلك بالطبع إطلاق سراح المختطفين، دون دخول رفح".
وربط بين قرار بايدن والانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة فقال: "إنه أمر محبط وغير مفهوم وهناك الكثير في الولايات المتحدة يعتقدون أن الأمر مرتبط أيضًا بالانتخابات.
وتابع: "دعونا نتذكر أننا لا نتحدث عن أسلحة دفاعية، بل نتحدث عن قذائف هجومية معينة، وفي النهاية سيتعين على دولة إسرائيل أن تفعل ما تعتقد أنه يجب القيام به من أجل أمن مواطنينا".
"احتلال رفح"
من جهته، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لـ"احتلال رفح فورا".
وقال في بيان: "سنحقق النصر الكامل في هذه الحرب على الرغم من صد الرئيس بايدن وحظر الأسلحة، ببساطة ليس لدينا خيار، لأن هذه الحرب هي حرب وجودية وأي شيء آخر غير النصر الكامل سيعرض وجود الدولة اليهودية للخطر".
وأضاف: "يجب أن نستمر في الحرب حتى يتم القضاء على حماس بشكل كامل وتعود رهائننا إلى ديارهم. وهذا يعني احتلال رفح بالكامل، وكلما أسرع كان أفضل".
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة "إكس" ردا على تصريح بايدن: "ستواصل إسرائيل محاربة حماس حتى تدميرها.. ليس هناك حرب أكثر عدالة من هذه".
وعلقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في الحرب ضد حركة حماس في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 34800 فلسطيني حتى الآن.
ويأتي التعليق في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما عسكريا على مدينة رفح الفلسطينية رغم اعتراض الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ما القنابل التي تم تعليق إرسالها؟
ووفق مسؤولين أمريكيين فإن واشنطن أوقفت إرسال شحنة تتكون من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات) و1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل (نحو 227 كيلوغراما).
وذكرت أربعة مصادر أن الشحنات التي تأجلت لأسبوعين على الأقل تتضمن ذخائر من صنع شركة بوينغ تحول القنابل "الغبية" إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر (إس.دي.بي-1).
وقنابل (إس.دي.بي-1) عبارة عن قنبلة انزلاقية دقيقة التوجيه تحتوي على 250 رطلا (نحو 113 كيلوغراما) من المتفجرات.
وكانت هذه الشحنات جزءا من شحنة نالت الموافقة في وقت سابق، وليست ضمن حزمة مساعدات إضافية قيمتها 95 مليار دولار أقرها الكونغرس الأمريكي في أبريل/نيسان.
لماذا منعت إرسالها؟
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراجع "المساعدة الأمنية على المدى القريب.. في ضوء الأحداث الجارية في رفح".
وأضاف أوستن "كنا واضحين جدا.. منذ البداية أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوما كبيرا على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم"، ويلوذ أكثر من مليون مدني فلسطيني برفح، وكان كثيرون منهم قد نزحوا في السابق من أجزاء أخرى من غزة بعد أوامر إسرائيل بالإخلاء منها.
وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم الكشف عن هويته إن القرار الأمريكي اتخذ بسبب الخوف من "الاستخدام النهائي للقنابل التي تزن ألفي رطل والأثر الذي قد تسببه في مناطق حضرية كثيفة السكان كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة".
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة راجعت بعناية تسليم الأسلحة التي قد تستخدم في رفح.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز