مدير آثار بني سويف لـ"العين الإخبارية": المقبرة المزيفة وسيلة جديدة للنصب على تجار الآثار (حوار)
جدل كبير أثاره الإعلان عن وجود مقبرة فرعونية مزيفة بمحافظة بني سويف جنوبي مصر، بعدما أبدى كثيرون إعجابهم بمهارة من قاموا بتشكيلها لخداع والنصب على الطامعين بتجارة الآثار.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عمر زكي، مدير عام آثار بني سويف، لكشف تفاصيل الواقعة والحديث عن محتويات المقبرة المزيفة، والطريقة التي اتبعها هؤلاء الأشخاص لحفرها.
وخلال الحوار، شدد زكي على أن تشكيل مقبرة فرعونية أمر صعب ويستغرق وقتا طويلا حتى يتم نحت المقبرة وحفرها في الصخور وتمهيدها لاستقبال التوابيت والتماثيل المقلدة.
وإلى نص الحوار:
كيف تصف إقدام الجناة على تشكيل مقبرة مزيفة؟
تلك الطريقة تعد وسيلة جديدة للنصب على المواطنين بحجة بيعها، والتربح السريع بطرق غير مباشرة.
هل حدثت وقائع مشابهة لتلك الواقعة من قبل؟
لا.. هذه هي الواقعة الأولى التي يقوم فيها مجموعة من الأشخاص بتشكيل مقبرة على غرار المقابر الفرعونية والأثرية في محافظة بني سويف، ولم نسمع عنها إطلاقا في أي محافظة مصرية أخرى، والغرض منها النصب على تجار الآثار.
هل هذه المقبرة كبيرة؟
هي عبارة عن بئر عمقها مترين، ثم ممر تحت الأرض يبلغ طوله أكثر من 10 أمتار، ينتهي إلى 3 حجرات في الأسفل، كل حجرة مساحتها نحو 2 متر طولا و2 متر عرضا.
ماذا يوجد داخل المقبرة؟
المقبرة كاملة الأركان، فهي عبارة عن حفرة داخل الجبل تبدو كما لو كانت مقبرة فرعونية، تحتوي على توابيت مزيفة مصنوعة من الجبس، وتماثيل وقطع غير أثرية مصنوعة يدويا وجدران ملونة ورسومات تشبه نقوشات الحضارة المصرية القديمة، ولكنها مزيفة بالكامل.
كيف استطاع هؤلاء الأشخاص تشكيل هذه المقبرة؟
نحن أمام احتمالين لهذه الواقعة، الأول أن هؤلاء الأشخاص حفروا المقبرة في البداية، واستمروا في نحت الصخور حتى تمكنوا من تشكيلها.
والثاني ربما يكون أن هذا المكان حُفر قديما، ولم يتم استغلاله، وقرروا استكمال الحفر ورسموا النقوشات المزيفة الموجودة على جدرانها.
هل إنشاء مقبرة فرعونية سهل لدرجة التفكير في الأمر؟
لا، هو أمر صعب للغاية ويستغرق وقتا طويلا حتى يتم نحت المقبرة وحفرها في الصخور، وتمهيدها لاستقبال التوابيت والتماثيل المقلدة.
برأيك ما سبب إقدام هؤلاء الأشخاص على تشكيل تلك المقبرة؟
غرضهم الأساسي هو النصب على الطامعين بتجارة الآثار، لأنهم كانوا سيعرضونها للبيع للأشخاص الذين يسعون إلى الثراء السريع، وليس لديهم خبرة كبيرة في تفريق الآثار الحقيقية عن المزيفة.
كيف تم اكتشاف فبركة وتزييف محتويات المقبرة؟
جاء ذلك بعد إصدار قرار بتشكيل لجنة فنية ثلاثية من خبراء الآثار لمعاينة المكان، وبمجرد معاينتها تم اكتشاف أن جميع المحتويات مفبركة، لأننا على علم وخبرة كافية للسمات الأثرية والقطع الأثرية الخاصة بكل عصر، وبمجرد النظر اكتشفنا على الفور أنها مزيفة.