مؤتمر برلين بشأن ليبيا في ميزان إعلام فرنسي: مؤشرات تنذر بالفشل
وسائل إعلام فرنسية نددت بدعوة أردوغان للمشاركة في مؤتمر برلين، وعدتها مخالفة لهدف وقف التدخل الأجنبي في ليبيا
قللت وسائل إعلام فرنسية، الأحد، من فرص نجاح مؤتمر برلين للسلام في ليبيا، رغم كونه فرصة جديدة للحل السياسي في البلد الغني بالنفط.
واعتبر محللون ومراقبون غربيون أنه رغم المشاركة الدولية كضامن لحل الأزمة الليبية برعاية ألمانية، فإن هناك عدة مؤشرات تنذر بفشل مؤتمر برلين.
وتجتمع الدول الرئيسية الفاعلة في الملف الليبي، الأحد، في مؤتمر للسلام ببرلين، بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وروسيا والإمارات ومصر.
ويحضر المؤتمر القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس ما تُسمى حكومة الوفاق فايز السراج، وسط استهجان لدعوة تركيا للمشاركة أيضاً.
أوضاع متوترة
وتحت عنوان "برلين تستضيف تحت مظلة الأمم المتحدة مؤتمر السلام في ليبيا"، قالت إذاعة "آر إف إي" الفرنسية إن المؤتمر جاء في سياق متوتر بعد التدخل العسكري التركي لصالح السراج في طرابلس، الذي فاقم الأزمة بدوره.
ونقلت الإذاعة الفرنسية عن دانييل جيرلاش الباحث الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، ورئيس مؤسسة كانديد، قوله: إن "ألمانيا تريد لعب دور الوسيط المحايد وليس طرفا في الصراع مثل إيطاليا وفرنسا"، موضحاً أن وجود أطراف دولية ذات ثقل مثل مصر والولايات المتحدة والصين ضمانة للحل السياسي.
ورأت أن مهمة المؤتمر معقدة وصعبة للغاية للتوصل لاتفاق، خاصة بعد فشل المفاوضات في روسيا التي بدأت الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن جميع الفاعلين الدوليين في تلك الأزمة سيكونون حاضرين، رغم ذلك فإن فرص التوصل لاتفاق دائم لا تزال ضعيفة للغاية.
ولفتت إلى ما ذكره المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، الذي أكد أن أهداف المؤتمر واضحة، للتوصل لوقف إطلاق النار.
مؤشرات الفشل
وما بين هذا وذاك، شككت صحيفة لاكروا الفرنسية، في مدى فعالية مؤتمر برلين وجدواها، لافتة إلى أن هناك عدة مؤشرات تنبئ بالفشل.
ووفقاً للصحيفة فإن الحلول السياسية للأزمة تعثرت لسنوات، لكن بالنسبة لفرنسا فإن الأهم هو مسألة تأمين الساحل الأفريقي وشرق المتوسط ضد مليشيات تنظيم داعش الإرهابي.
وعاد الباحث الألماني دانييل جيرلاش قائلاً: "إذا فشلت الاتفاقيات والمبادرة الألمانية فهذا يعني نهاية دبلوماسية متعددة الأطراف".
في المقابل، يعتقد جانيس جريم، الباحث المتخصص في الشأن الليبي في مؤسسة فريدريش إيبرت، أن ما يمكن أن يميز اجتماع برلين عن المحاولات السابقة هو مصداقية ألمانيا.
تنديد بحضور تركيا
واعتبرت الإذاعة الفرنسية أن الاعتماد على حل الأزمة بين الأطراف الليبية فقط محفوف بالمخاطر، ويهدد بتقويض 4 أشهر من الجهود الألمانية لإنجاح مؤتمر برلين، لافتة إلى ضرورة وجود وسطاء دوليين ضامنين لعملية التسوية السياسية.
لكنها نددت في الوقت نفسه بدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمشاركة في مؤتمر برلين، موضحة أنه "رغم الهدف الرئيسي للمؤتمر وقف التدخل الأجنبي العسكرية الأجنبي تم تقديم دعوة لأردوغان".
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أنه رغم دعوة أردوغان فإن أنقرة عجلت بنقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يوجد 3660 مسلح سوري بالفعل في ليبيا لدعم فايز السراج، كما تم تسليم الذخيرة التركية والعربات المدرعة، السبت الماضي، وحسب ما ورد تم تركيب بطارية دفاعية مضادة للطائرات من قبل الأتراك في مطار معتيقة في طرابلس.
كما نددت القبائل الليبية في شرق ليبيا، في بيان، "بتمويل المرتزقة السوريين بأموال من النفط الليبي".
ورأت الإذاعة الفرنسية أن هذه التطورات تلقي أجواء باردة حول فعالية مؤتمر برلين، الذي يستهدف أيضاً مناقشة تقاسم الثروة الليبية.
الجهود الألمانية
وحول جهود الوساطة الألمانية، أشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن ليبيا تلعب دوراً في تدفقات الهجرة إلى أوروبا، وهي إحدى الأزمات التي تعاني منها ألمانيا، إذ تعتبر برلين أن استقرار هذا البلد أمر مهم للقارة العجوز فيما يتعلق باللاجئين.
ومن هذا المنطلق تم عقد العديد من اجتماعات العمل مع مختلف الدول المعنية بالموقع في برلين منذ الصيف الماضي، واستقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المفاوضين في اجتماع بمقر المستشارية.
ويختتم الباحث في مجلة زينيث الألمانية المتخصصة في العالمين العربي والإسلامي ميركو كيلبيرث، الحديث بالتأكيد على أن ليبيا أصبحت بوابة الهجرة، وبالنسبة لألمانيا، التي تعد الوجهة الأولى للمهاجرين في أوروبا، بات ضروريا معرفة من يسيطر على هذا البلد لأسباب أمنية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg
جزيرة ام اند امز