إعلام فرنسي: حفتر خرج منتصراً وانسحابه أحرج أردوغان
محللون ومراقبون غربيون يؤكدون أن المشير خليفة حفتر خرج منتصراً من المفاوضات الروسية كما أن انسحابه أحرج رجب طيب أردوغان
قال محللون ووسائل إعلام فرنسية، الثلاثاء، إن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر خرج منتصرا من المفاوضات الروسية رغم عدم توقيع اتفاق رسمي حول وقف إطلاق النار مع فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية.
- مصر وإيطاليا تؤكدان ضرورة تسوية الأزمة الليبية سياسيا
- "العين الإخبارية" تكشف ألغام الإخوان في وثيقة المفاوضات الليبية بموسكو
واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية رغم عدم توقيع قائد الجيش الوطني الليبي، كشف تراجع تأثير الأوروبيين بالملف الليبي، موضحة أن الأوروبيين باتوا غارقين أمام تدويل الأزمة الليبية، بعد فشل الوساطة الإيطالية واتخاذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسافة من التدخل المباشر.
من جانبه، قال الباحث ولفرام لاتشر، بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، إن "التنازل الذي أبداه حفتر هو أن يضطر إلى وقف هجومه رغم تقدمه على الأرض، ولكن في الوقت نفسه فإن حقيقة قدرته في إمكانية دخوله طرابلس بعد استرداده سرت تمثل نصرا له".
وأضاف لاتشر أنه في جميع الحالات، فإن حفتر خرج منتصراً، أمام فايز السراج، الذي يجب أن يقبل ببقائه (حفتر) في طرابلس وتدعيمه في وقف لإطلاق النار، الأمر الذي يجبر السراج على قبول أمر واقع مؤلم بالنسبة له".
من جهته، قال الباحث السياسي بمعهد الشرق الأوسط عماد الدين بادي، إنه "تم احترام الطرفين بشكل معقول لوقف إطلاق النار".
وأوضح أنه "حتى لو لم يتم التوقيع على الاتفاق، فإن احترام الهدنة بالنظر إلى عواقب تدويل الصراع، لا سيما بعد التدخل العسكري التركي، والطائرات بدون طيار التركية، يعد خطوة إيجابية".
وتابع بادي أن "المناوشات استمرت في منطقتي عين زارة وصلاح الدين، في قلب العاصمة الليبية طرابلس، لكن تلك الانتهاكات البسيطة لم تحد من الهدنة".
فيما وصفت صحيفة "لوفيجارو" الوساطة الروسية، بأنها صفعة لإيطاليا التي كانت تدعم حكومة طرابلس، مشيرة إلى فشل الدبلوماسية الإيطالية في الأزمة.
في المقابل، عدت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، أنه "بعد المغادرة المفاجئة للمشير خليفة حفتر الجميع للعاصمة الروسية موسكو دون توقيع الاتفاق، فإن الدبلوماسية الروسية التي أرادت التحالف مع تركيا أثبتت فشلها أيضاً".
وفسرت الإذاعة الفرنسية أن سبب رفض حفتر على التوقيع، هو الدور الذي لعبته تركيا في هذه المفاوضات، ما دفعه لرفض الاتفاق، وقررت تركيا مؤخرا إرسال جنود إلى ليبيا لدعم فايز السراج.
والأمر الثاني للرفض، بحسب الإذاعة الفرنسية، فهو "مسألة سحب القوات التي نشرها خليفة حفتر حول طرابلس، بالعاصمة الليبية التي ينص الاتفاق عليها".
كما أشارت إلى أنه رغم انسحاب حفتر فإن روسيا تريد مواصلة جهودها للحل السياسي للأزمة، معتبرة أن تدخل تركيا هو السبب الرئيسي لفشل الجهود الروسية.
وأوردت الإذاعة الفرنسية تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مساء أمس، قال فيها: "حتى الآن لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية".
وعادت "إر.إف.إي" قائلة: "كانت موسكو تأمل في تحقيق نتيجة وجني الأرباح الدبلوماسية من تدخلها في القضية الليبية، ومع ذلك، فإن روسيا لا تستسلم و"ستواصل جهودها من أجل تسوية سياسية وسلمية للأزمة الليبية".
ولفتت الإذاعة الفرنسية إلى أن فشل موسكو في حل الأزمة بانسحاب حفتر، أمر محرج للغاية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان متفائلاً للغاية في اليوم السابق لتلك المفاوضات.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت روسيا مغادرة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر موسكو، دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع رئيس ما يسمى "حكومة الوفاق" فايز السراج.
وأكدت الخارجية الروسية مواصلتها العمل مع جميع الأطراف الليبية للتوصل إلى تسوية الأزمة.
والإثنين، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن المحادثات الليبية في موسكو أحرزت تقدما جيدا، ولكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
وأضاف لافروف أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر طلب وقتا إضافيا للموافقة على مسودة اتفاق تم ترتيبها بعد جولة مفاوضات.
وتشمل مسودة الاتفاق التزام الأطراف بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، والعمل على استقرار الوضع في طرابلس والمدن الأخرى، وتشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة وقف إطلاق النار.
واحتضنت روسيا جولة مباحثات بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس ما يسمى "حكومة الوفاق" في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
aXA6IDE4LjExOS4xNDIuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز