صحيفة فرنسية: حفتر على أبواب طرابلس بعد استعادة سرت
لاكروا: العملية العسكرية الناجحة تضع المشير خليفة حفتر في موقف قوي لاستعادة العاصمة الليبية طرابلس.
اعتبرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية أن استعادة الجيش الوطني الليبي مدينة سرت (شمال) نقطة تحول في معاركه ضد الإرهابيين؛ حيث بات على أبواب العاصمة طرابلس.
وتحت عنوان "بعد معركة سرت، حفتر على أبواب طرابلس"، قالت الصحيفة إن "سرت المدينة الاستراتيجية في البلاد، ومعقل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والتي تعد مفتاح العاصمة، نجح الجيش الوطني الليبي في استعادتها من أيدي مليشيا كانت تسيطر عليها منذ سنوات" .
وأشارت إلى أنه "منذ اندلاع الأزمة الليبية، عام 2011، وقعت تلك المدينة في أيدي المليشيات القريبة من الحكومة الانتقالية، ثم أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي في 2015، ثم المليشيا القريبة من رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، حتى استعادها الجيش الوطني، الإثنين الماضي".
وقالت الصحيفة إن "هذه العملية العسكرية الناجحة تضع المشير خليفة حفتر في موقف قوي لاستعادة العاصمة الليبية طرابلس التي تبعد نحو 450 كيلومترا من سرت".
واعتبرت "لاكروا" أن إعلان حفتر بمثابة ضربة كبيرة للسراج وحلفائه، بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لسرت، التي تقع بالقرب من حقول النفط وموانئ النفط في وسط البلاد وساحلها، فضلا عن أنه يفصلها فقط 250 كيلومترا إلى الغرب بمدينة مصراتة (غرب).
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الباحث السياسي المتخصص في الشأن الليبي بمعهد الشرق الأوسط، عماد الدين بادي، قوله: "استعادة سرت، تُلزم الجيش الوطني الليبي بتحويل قواته المتمركزة بمحيط مصراتة نحو سرت".
وأوضح أن "هذا الأمر يفيد حفتر لأنه في الوقت نفسه يستطيع التقدم نحو طرابلس، ومن ثم استعادة البلاد بأكملها".
وحول السياق الذي أدى إلى تسارع العمليات العسكرية للجيش الوطني الليبي لاستعادة الأراضي من المليشيا، أوضحت الصحيفة الفرنسية أن استعادة سرت جاءت بالتزامن مع وصول القوات التركية لدعم مليشيا السراج.
وأشارت إلى أنه رغم تلك التعزيزات فإنها لم تسهم في فوز مليشيا السراج.
وشكك الباحث السياسي في قدرة القوات التركية على إعادة السيطرة على سرت مرة أخرى بعد وقوعها في يد الجيش الوطني الليبي.
وأوضح أن الجيش الليبي شيئا فشيئا يمكنه خلال فترة قصيرة استعادة البلاد بأكملها، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يعارضه حتى لو كانت هناك دولة مثل تركيا ترغب في ذلك.
والأحد، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وحذرت دول المنطقة والمجتمع الدولي من إرسال قوات تركية إلى ليبيا؛ حيث سيسهم ذلك في إشعال الأزمة الليبية وتصعيد إقليمي غير مسبوق.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي حظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA= جزيرة ام اند امز