"لوموند": استعادة سرت إنجاز كبير للجيش الليبي
مدينة سرت تتمتع بدلالة رمزية تعود إلى مكانتها، حيث كانت معقل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل الاستيلاء عليها من قبل السراج
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن سيطرة الجيش الليبي على مدينة سرت خطوة مهمة لقائده المشير خليفة حفتر نحو تطهير البلاد من الإرهابيين.
ولفتت إلى أن للمدينة دلالة رمزية واستراتيجية، لكونها كانت معقلاً لتنظيم داعش الإرهابي في شمال أفريقيا.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن استعادة الجيش الليبي تلك المدينة نقطة تحول في الصراع المستعر منذ عام 2011، وخطوة نحو تطهير البلاد من الإرهابيين والمليشيا المسلحة التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية برئاسة فايز سراج.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن لمدينة سرت أهمية استراتيجية ورمزية، واستعادتها بمثابة إنجاز كبير للجيش الوطني الليبي، موضحة أن رمزية تلك المدينة تعود لكونها كانت معقل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل الاستيلاء عليها من قبل المليشيا الموالية لفايز السراج.
دلالة رمزية
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن سرت منطقة جغرافية تفصل بين برقة (شرق) وطرابلس (غرب)، وتصل إلى مدينه مصراتة الساحلية الواقعة على بعد 250 كم إلى الغرب، وهي مقر القوة العسكرية الرئيسية التابعة للسراج في طرابلس.
ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن الباحث بمعهد الشرق الأوسط عماد الدين بادي، قوله "إن استعادة سرت يضع مصراتة في العراء، وهذا سيصرفهم عن الدفاع عن طرابلس ويفتح الطريق أمام الجيش الوطني الليبي لاستعادة العاصمة طرابلس".
ورأت الصحيفة الفرنسية أن سرت تمكن قوات الجيش الموجودة بالفعل في ترهونة، جنوب طرابلس، من تكثيف الضغط على مليشيا السراج، موضحة أن قوات السراج ضعفت بالفعل بسبب الضربات القاتلة التي يشنها الجيش ما جلعها (المليشيا) في موقف دفاعي.
وتابعت الصحيفة الفرنسية "في سرت.. دخلت وحدات الجيش الليبي قلب المدينة من الشرق والجنوب دون قتال، تقريبا، بفضل دعم القبائل المحلية للجيش، ما انعكس في تحقيق نصر سريع وخاطف".
سرت معقل داعش
ولفتت "لوموند" إلى أن مدينة سرت كانت أرضاً خصبة لانتشار تنظيم "داعش" الإرهابي، إذ عززت الصراعات في تلك المدينة لتصبح معقلاً للتنظيم الإرهابي في شمال أفريقيا بين يونيو/حزيران 2015 وديسمبر/كانون الأول 2016.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن وقوع تلك المدينة الاستراتيجية خلال الفترة الماضية تحت سيطرة حكومة طرابلس أدى إلى عدم استقرارها ومعاناة أهلها، بسبب تقسيمها بين مليشيا البنيان المرصوص ولواء 604 المكون من بعض التنظيمات المتطرفة في سرت.
ونقلت لوموند عن مصدر في طرابلس قوله "إنه تم إطلاق النار على قوات البنيان المرصوص من قبل اللواء 604، خلال الاشتباك مع قوات الجيش الوطني الليبي، ما دفعها إلى إخلاء المدينة".
وعاد الباحث السياسي عماد الدين بادي قائلاً "إن تسارع الأحداث في سرت يمكن تفسيرها بسبب التعبئة التي أعلنتها تركيا، بإرسال قوات عسكرية تركية لدعم السراج، مضيفاً أن كل يوم يمر على البلاد يؤكد تصعيد العنف الذي تسببت فيه تركيا لتدويل الأزمة الليبية".
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز